مجلة بريطانية: محمد بن سلمان طاغية في الصحراء
متابعة عبد الله مطهر/
قالت مجلة “الإيكونوميست” البريطانية إن محمد بن سلمان الحاكم المستبد – الذي ينتمي للألفية الجديدة – متعصب بشأن لعبة الفيديو “Call Of Duty”، حيث يستوحي منها سياساته، فهو يحارب الجمود والامتيازات التي كان يأخذها المسجد – يعني التيار الديني والمشائخ – والتي كان يأخذها البلاط الملكي، كما لو كان يقاتل المعارضين الافتراضيين على الشاشة.
وأكدت أن الإصلاحات التي قام بها بن سلمان تكمن في الدعارة، حيث يمكنك اليوم مشاهدة جاستن بيبر في حفل موسيقي أو غناء الكاريوكي أو الذهاب إلى سباق الفورمولا 1، وقبل بضعة أشهر ذهبت إلى حفلة في فندق فرقص السعوديون والأجانب حفاة الأقدام على الرمال حتى الفجر، وقبل زوجين بعضهما، وكانت النساء يلبسن ملابس عارية الذراعين والصدر، وتم تقديم عصير الفاكهة المليء بالكحول في حانة مفتوحة.
وأضافت أن الرياض أصبحت أقل حظرا هذه الأيام بالنسبة للأجانب، فقد قال لي رجل أعمال ممتلئ بالحيوية: “أخشى أن يتم القبض علي لعدم شرب الخمر”، فيما قال أحد رواد الحفلة: “هناك كوكايين وكحول وعاهرات بشكل لم أره في جنوب كاليفورنيا.
وذكرت في مقالها الذي حمل عنوان” محمد بن سلمان: طاغية في الصحراء” أن بن سلمان كثيراً ما يستخدم المخدرات.. ويقول أحد المطلعين في البلاط الملكي إنه في عام 2015، قرر أصدقاؤه أنه بحاجة إلى بعض الراحة والاسترخاء في جزيرة من جزر المالديف.
ووفقا لما رواه الصحفيان الاستقصائيان برادلي هوب وجوستين شيك في كتابهما “الدم والنفط؛ فقد تم تجنيد 150 عارضة أزياء للانضمام إلى التجمع ثم تم نقلهم “بواسطة عربة غولف إلى مركز طبي لفحصهم بحثاً عن الأمراض المنقولة جنسياً، تم نقل العديد من نجوم الموسيقى العالمية، بما في ذلك “آفرو جاك”، وهو دي جي هولندي، ثم كشفت الصحافة وجود محمد بن سلمان السري.
وتابعت أنه كان مخيفا في السر أيضاً، حيث يقول مصدر له صلات بالقصر: “هناك هذه الأعصاب الرهيبة، حيث يقوم بتحطيم المكاتب، وتحطيم القصر، إنه عنيف للغاية”، ويصفه العديد من الزملاء بأنه يعاني من تقلبات مزاجية شديدة، ويقول اثنان من المطلعين السابقين على القصر إنه قام ذات مرة، خلال مشادة مع والدته، وحبسها في مكان بعيد عن الأعين.
الصحيفة رأت أن محمد بن سلمان حصل أخيرا على السلطة السياسية سنة 2015، وعندما أصبح سلمان ملكاً، فقد عين سلمان ابنه نائبا لولي العهد ووزيرا للدفاع، وكانت إحدى أولى خطوات محمد بن سلمان هي شن حرب في اليمن المجاور.. وحتى أمريكا، الحليف العسكري الأقرب للمملكة، لم يتم إخبارها إلا في اللحظة الأخيرة.
وأوردت أن الكثير من الناس السعوديين يكافحون مع ارتفاع تكلفة المعيشة، كما ارتفعت رسوم التصاريح والغرامات، وعلى الرغم من أن محمد بن سلمان يتحدث ببلاغة عن شباب البلاد، إلا أنه يكافح من أجل العثور على وظائف لهم، فلا تزال البطالة عالقة بعناد بأرقام مزدوجة، ونصف العاطلين عن العمل حاصلون على شهادة جامعية، لكن معظم العمال ذوي الياقات البيضاء – أي ذوي الشهادات العليا – الذين قابلتهم في مشاريع محمد بن سلمان كانوا أجانب.
واوضحت أن مع محاولات السعودية لتنويع اقتصادها – وبالتالي تعويض الانخفاض طويل الأجل لاحتياطيات النفط – لا تسير على ما يرام أيضاً.. ومع ذلك”يصف الناس محمد بن سلمان بأنه يعاني من تقلبات مزاجية جامحة.
وقالت إن الجميع لايزالون عرضة لنوبات الغضب، حيث تقول مصادر سعودية إنه حبس ذات مرة وزيراً في مرحاض لمدة عشر ساعات.. ثم بعد ذلك، ظهر الوزير لاحقاً على شاشة التلفزيون وهو يتحدث بالتفاهات حول حكمة الأمير، وتحدثتُ إلى مسؤول كبير يقول إنه يريد الخروج من المملكلة، ويقول أحد المطلعين: “كل شخص في دائرته مرعوب منه”، وهذا قد يجعل من الصعب عليه حكم بلد يبلغ عدد سكانه 35 مليون نسمة بشكل فعال.
وكشفت أنه إذا كان لدى محمد بن سلمان مهمة تتجاوز توسيع قوته، فقد تتوقع العثور عليها في نيوم، المدينة التي وعد ببنائها في الصحراء.. حيث كان العثور على نيوم هو المشكلة الأولى، فلم تكن هناك لافتات طريق إليها، وبعد ثلاث ساعات بالسيارة وصلنا إلى المكان المشار إليه في الخريطة، حيث كانت منطقة جرداء إلا من شجرة تين غريبة.
وقالت إن على الرغم من ارتفاع الرواتب، فهناك تقارير تفيد بأن الأجانب يغادرون مشروع نيوم لأنهم يجدون الفجوة فجوة بين التوقعات والواقع مرهقة للغاية، فيما أخبرني أصدقاء رئيس نيوم أنه “مرعوب” من عدم إحراز تقدم.