لم تتعامل دول التحالف مع الهدنة بجدية والتزام بكل بنودها وإنما تعاملت معها كفرصة لالتقاط الأنفاس واستراحة محارب لترتيب أوضاعها العسكرية وتموضوعاتها في الجبهات في إنتظار منازلات قادمة .
هذا التعامل لا يمكن البناء عليه لأي حوار سياسي والبحث عن مكامن لحل المشكلة اليمنية التي أرهقت الجميع وتركت آثرها السيء على حياة جميع اليمنيين.. لا تحل المشاكل المستعصية بالحقن المسكنة لبعض الوقت بل بتشخيص الأسباب المولدة لها والخروج بنتائج عملية وواقعية .. وعليه فإن الهدنة هنا لا يجب أن تتحول إلى مناورة سياسية وإعلامية بل يجب التعامل معها كهدف إنساني سامي ونبيل دون تسيس.
هنا كان لرئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام قول يمكن وصفه بالحكمة حين قال أن “الإخلال الفادح من قبل دول التحالف باستحقاقات الهدنة من خلال عدم الالتزام بما أتفق عليه يؤكد تعامل تلك الدول مع الهدنة دون المستوى المطلوب”.
لقد اضاعت دول التحالف شهر ونص الشهر من زمن الهدنة دون أي رحلة من وإلى مطار صنعاء الدولي ولم تتعامل بجدية مع الرحلات إلى جمهورية مصر العربية، الأمر الذي يؤكد أنها كانت تبيت أموراً أخرى من وراء الهدنة تجلت من خلال التلاعب الواضح مع هدف سامي للهدنة يتمثل بالجانب الإنساني لها .
حان الوقت الآن النظر باهتمام لأي بارقة أمل توقف الحرب وتضع حداً لمأسيها والبحث عن حل يفضي إلى أستتباب الأمن والسلام في كل ربوع الوطن والذي عانى طيلة 8 سنوات مالم يعانيه أي شعباً من الشعوب على وجه الأرض.