أودت لسعة نحلة صفراء بحياة الشاب أسامة أبو شقرا (35 عامًا) من قرية مراح معلا جنوبي بيت لحم، بعد مكوثه ما يقارب أسبوعًا في غرفة الإنعاش.
وقال عباس أبو شقرا والد المتوفى، إن إصابة نجله كانت خلال أيام عيد الأضحى، موضحاً أن نحلة لسعته في فمه تسببت في فقدانه للوعي خلال ثلاث دقائق فقط.
وأضاف لوكالة “صفا”، أنه تم نقله فوراً إلى أقرب مشفى، حيث أجريت له الإسعافات الأولية ثم تم نقله إلى غرفة الإنعاش.
وبعد بضعة أيام أبلغ الأطباء أبو شقرا بخطورة صحة نجله وتضرر الدماغ، إلى أن تفاقمت ظروفه الصحية وتضررت رئتيه وتوقف قلبه.
ويفيد الطبيب محمد وهدان لـ”صفا”، بأن ما جرى مع الشاب أبو شقرا هو حالة نادرة الحصول، مبيّناً أن لدغة النحلة الصفراء تغرز في جسم المصاب مواد تثير حساسية تكون شديدة وخطيرة جداً لدى البعض.
وأوضح أن الحساسية تختلف من شخص إلى آخر وتأثيرها يختلف بحسب مكان الإصابة أيضاً.
وأضاف أن هناك أشخاص لديهم حساسية شديدة تجاه المادة التي تفرزها النحلة بعد إصابته، تسبب حكة شديدة وانتفاخ وتورم وطفح جلدي، يحتاجون إلى اسعاف سريع جداً لا يتجاوز خمس دقائق فور إصابته لإنقاذ حياته.
وأشار إلى أن الحساسية ليس بالضرورة أن تكون لدى الأفراد منذ ولادتهم ومن الممكن أن تنشأ لاحقاً.
وقال الطبيب وهدان “إن العلاج الأنسب في حالات الإصابة للأشخاص شديدي الحساسية، عن طريق حقنة الأدرينالين في العضل والتي تخفف من آثار الحساسية، أو حقنة الكورتيزون في الوريد وهي أقل فعالية من الأولى”.
وبيّن أن هناك حقنة أدرينالين سهلة الاستخدام ومشابهة لحقنة الأنسولين المعروفة، ينصح بتواجدها الدائم مع الأشخاص الذين يعانون من الحساسية ولكنها غير متوفرة في الضفة.
وأوضح أن لسعة النحلة من الممكن أن تكون خطيرة أيضاً للأشخاص الذين لا يعانون من الحساسية، في حال كان تورم مكان الإصابة يسبب انسدادًا لمجرى التنفس، لافتاً إلى أنه شهد حالة لمريض بلع نحلة في كأس من العصير لسعته في حلقه وتسببت بوفاته.
ونشر الطبيب عمر أبو زيتون الأعراض التي تستوجب تحذير المريض من أن اللسعة القادمة من النحل أو الدبابير قد تكون قاتلة، وهي:
ضيق النفس والشعور بالاختناق، وسماع صفير خلال ثلاثون دقيقة بعد اللدغة.
انخفاض ضغط دم المريض، وشعوره بالدوخة وتسارع في ضربات القلب.
طفح جلدي شامل أو كبير المساحة، والتي تعتبر عرض كافي لتحذير المريض حتى لو لم يصاحبه ضيق التنفس وانخفاض الضغط.
وأشار أبو زيتون إلى أن تردد الأطباء في استخدام حقنة الأدرينالين لعلاج المرضى مسؤولة بشكل كبير عن زيادة نسبة الوفيات بسبب لسعات النحل والدبابير.
أكد على ضرورة توفير حقنة الأدرينالين مع المريض الذي تعرض مرة واحدة لأعراض الحساسية بعد إصابته، لافتاً إلى أن إعطاء الأدرينالين مبكراً بعد التعرض للسعة النحلة يقلل من احتمال الوفاة.
ونصح بعدم التردد في تعاطي الحقنة حتى في احتمالية خطأ المريض في تقييم حالته ولم يكن يشكو من حساسية شديدة، موضحاً أن الآثار الجانبية للأدرينالين ليست ذات أهمية خاصة لدى الشباب والأطفال.
وأشار الطبيب أبو زيتون إلى طرق لوقاية الذين يعانون من حساسية شديدة من لدغات النحل وهي:
• العمل على منع تكرار اللدغة لو كلف الأمر تغيير مكان السكن أو العمل.
• ارتداء ملابس طويلة الأكمام بهدف تغطية أكبر مساحة من جلد الإنسان بما يقلل فرصة اللدغ.
• لبس الألوان الداكنة، حيث أن الألوان الداكنة تجذب الحشرات.
• توفر حقنة الأدرينالين مع المرض طيلة الوقت لاستخدامها عند الضرورة.
• علاج سلب الحساسية، والذي يقوم فيه طبيب الحساسية بإعطاء المريض جرعات متزايدة من سم النحل أو الدبور تحت الجلد لعدة سنوات.