حذر رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث الشيخ ناجح بكيرات من خطورة وتداعيات قيام المستوطنين المتطرفين بأداء “صلاة بركات الكهنة” علنًا أثناء اقتحامهم للمسجد الأقصى المبارك، وتوثيق ذلك بالفيديو.
وقال بكيرات في حديث خاص لوكالة “صفا” يوم الخميس: إن” هؤلاء المتطرفين لا يتحركون لوحدهم بل تدعمهم دولة الاحتلال بكافة مؤسساتها ووزاراتها ومنظماتها المتطرفة، بهدف خلق نوعًا من القداسة اليهودية داخل المسجد الأقصى”.
وأكد أن قيام المستوطنين بتصوير فيديو سواء كان في المنطقة الشرقية للأقصى أو عند سبيل قايتباي، أو غيرها لن يعطيهم أي شرعية أو حق في المسجد المبارك، بل نحن من لنا الحق فيه.
وأضاف أن كل ما تقوم به سلطات الاحتلال والمتطرفين في الأقصى سواءً اقتحامات أو حفريات أو محاولة خلق واقع جديد، كلها إجراءات باطلة، لا نعترف بها إطلاقًا، بل نستنكرها بشدة، كونها تُدنس باحات المسجد المبارك.
وشدد بكيرات على أن المسجد الأقصى بكامل مساحته الـ144 دونمًا حق خالص للمسلمين لا يقبل القسمة ولا الشراكة على اثنين، ولا حتى التفاوض.
وأكد أن الصراع يدور الآن على السيادة والإدارة في المسجد الأقصى، لكن على شعبنا الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية أن تُوحد بوصلتها تجاه القدس والأقصى.
وتابع “على الأمة أن تُدرك أنها ما لم تُنهي الاحتلال الإسرائيلي وتُحاصره، وما لم تُعيد المسجد الأقصى لحاضنته الإسلامية، فلن تقوم لها أي قائمة، وستبقى تعيش حالة من الضعف، وسيبقى الاحتلال نتيجة ما يفعله يُقسم ويُجزأ ما يريد في المسجد”.
وقال :”نحن نريد تحقيق نهضة فعلية للأمة بشأن المسجد الأقصى، ومهما فعل الاحتلال سيبقى الرباط والتواجد الفلسطيني الدائم في المسجد، وسيبقى دورنا مستمرًا في نشر الوعي واستنهاض الأمة”.
وأضاف أن “الاحتلال ومستوطنيه سواء نشروا فيديو أو حفروا في المنطقة الجنوبية الغربية للأقصى أو غيرها، كل ذلك باطل لا نعترف به، فنحن في أقصانا، وفي صراع مستمر مع هذا الاحتلال”.
وتابع “إذا كانوا هم من يملكون القوة الحديدية والشرطية والمخابراتية، فنحن نملك من قوة العقيدة والإيمان والرباط ما نستطيع أن ننتصر في هذه المعركة حاضرًا ومستقبلًا”.
وأكد أن الاحتلال يشن عدة حروب ممنهجة على الأقصى، تتمثل في حرب الاقتحامات والحفريات، بهدف خلق واقع جديد، وخلخلة أساسات الأقصى، وتقديم رواية توراتية والوصول إلى أي نقطة في المسجد حتى يكون لها موضع قدم.
وأشار إلى أن كل ما تقوم به سلطات الاحتلال يتم في الظلام وتحت الأرض، بما يشهده من تدمير لكل المقتنيات الحضارية الإسلامية والعربية.
والأربعاء، نشرت “جماعات الهيكل” المزعوم مقطعًا مصورًا يُوثق أداء مستوطنين صلاة “بركات الكهنة” التوراتية علنًا شرقي المسجد الأقصى، وذلك في تعد خطير على حرمة المسجد.
وقالت الجماعات المتطرفة تعليقًا على ذلك: “بركات الكهنة على جبل الهيكل، لنجدد أيامنا كما كانت من قبل”.
وتصعد “جماعات الهيكل” من اعتداءاتها واقتحاماتها للمسجد الأقصى، وأيضًا دعواتها لهدمه وتغيير الوضع القائم فيه، عبر تكثيف الاقتحامات المركزية والبرامج الارشادية، وأداء صلواتهم وطقوسهم التلمودية بداخله دون قيود أو شروط.