ميدل ايست: زيارة بايدن للسعودية لاعلاقة لها بتمديد الهدنة
قال موقع “ميدل إيست آي” البريطاني إن الولايات المتحدة دعمت التحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن، لأكثر من سبع سنوات، وقامت ببيع مجموعة واسعة من الأسلحة للمملكة وقدمت المعلومات الاستخباراتية والمشورة العسكرية والدعم اللوجستي.
وأكد أن السعودية وحلفاؤها ولا سيما الإمارات ،بدأوا مشاركتهم في اليمن في مارس 2015، عندما أطلقوا حملة جوية واسعة النطاق لدحر حركة المقاومة اليمنية المعروفة باسم أنصار الله .. ونتيجة لذلك قتل أكثر من 377 ألف شخصا نتيجة للقتال المباشر والجوع والمرض منذ اندلاع الحرب.
وذكر أن نشطاء يمنيين مناهضين للحرب أدانوا زيارة الرئيس الأمريكي للسعودية، قائلين إن الرئيس قد خان قيمه ومبادئه من خلال اللقاء والاجتماع بالمسؤولين السعوديين المتهمين بارتكاب انتهاكات حقوقية بما في ذلك القتل والتعذيب وقتل المدنيين في حرب اليمن.
من جانبه قال الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي تولى مقاليد الحكم العام الماضي بعد تعهده بتحويل أكبر مصدر للنفط في العالم إلى “منبوذ” بسبب مقتل الصحافي السعودي كاتب العمود في موقع “صحيفة الـ واشنطن بوست” جمال خاشقجي في عام 2018، إنه قرر القيام بالرحلة لتعزيز المصالح الأمريكية ومحاولة وضع حد لارتفاع أسعار الغاز.
وأكد أن إدارته قطعت شوطاً كبيراً في محاولة إحلال السلام في اليمن الذي مزقته الحرب.. إلا أن نشطاء ومحللين أفادوا لموقع “ميدل إيست آي” أنه يبدو أن البيت الأبيض أقل اهتماماً بمحنة اليمنيين ومعاناتهم وكان أكثر تركيزاً خلال هذه الزيارة على تطوير جبهة إقليمية جديدة ضد إيران وتوسيع اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية أخرى.
وأضاف الموقع أن اليمنيين يعرفون أن بايدن والإدارات الأمريكية لا تخدم سوى مصالحهم الخاصة لا غير.. في حين لا تزال الاشتباكات مستمرة، ظلت الهدنة إلى حد كبير منذ أبريل قائمة، مع عدم وجود هجمات جوية سعودية جديدة من قبل وسائل الإعلام المحلية أو الدولية.
“ميدل إيست آي” رأى أن زيارة بايدن للمنطقة لا علاقة لها بتمديد الهدنة وتتماشى بشكل وثيق مع تأمين إمدادات النفط والغاز لدول الخليج وسط ارتفاع الطلب العالمي في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وفي السياق ذاته تم إلقاء اللوم على القوات المسلحة اليمنية مراراً وتكراراً في التسبب في ارتفاع أسعار النفط العالمية بسبب هجماتهم المتفرقة بطائرات مسيرة وصواريخ على منشآت النفط في المملكة.
وتابع الموقع البريطاني أن بعد هجوم على منشآت نفطية في جدة في وقت سابق من هذا العام، ألقى “عبد الملك الحوثي” باللوم على الولايات المتحدة في حرب البلاد المستمرة منذ سبع سنوات، قائلاً إن السعودية لم تكن سوى أداة منفذة في يد واشنطن فقط.
وأورد أن الصراع الذي طال أمده يمكن إلقاء اللوم فيه مباشرة على بايدن والعديد من كبار المسؤولين الأمريكيين الآخرين الذين لعبوا دوراً رئيسياً في تسهيل الحرب عندما خدموا في إدارة الرئيس باراك أوباما.
ونتيجة لذلك لايهتم بايدن بمعاناة الشعب اليمني وإراقة الدماء.. فمن المحتمل أن تؤدي زيارته إلى إعادة الولايات المتحدة الدعم العسكري السابق لأنظمة الدفاع الجوي، وتزويد الطائرات المقاتلة السعودية بالوقود، وكذلك المزيد من الدعم الاستخباراتي.. لذا يبدو أنه لا يوجد هناك نهاية تلوح في الأفق للحرب.
في حين قد اكتسبت الجهود المبذولة لإنهاء الصراع زخما في واشنطن، حيث أطلق السناتور الأمريكي بيرني ساندرز جهداً يوم الخميس للضغط من أجل التصويت على قرار سلطات حرب اليمن، وهو قانون استمر لسنوات في الكونجرس لوضع حد للدعم الأمريكي للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.