ابتكر شقيقان من محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة، روبوتًا ذكيًا لزراعة البذور في الأراضي الزراعية، مما قد يوفر الجهد والعناء لشريحة المزارعين الكبيرة، خاصة في المناطق الخطرة الحدودية مع الأراضي المحتلة.
ويدرس الشقيقان ملك (15 عاماً) وإبراهيم سعيد أبو الروس (13 عامًا) في مدرسة “سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني”؛ حيث دفعا بفكرة ابتكار الروبوت، ضمن مسابقة وزارة التربية والتعليم العالي على مستوى القطاع، والتي أطلق عليها “الأولمبياد الوطني للبرمجة والذكاء الاصطناعي”.
وحقق الشقيقان ملك وإبراهيم إنجازًا كبيرًا بفوزهما بالجائزة الكبرى في المسابقة المذكورة، بجانب إنجازات أخرى لمشاريع روبوتات حققت مراتب متقدمة، وحازت على إعجاب الوزارة والمختصين في هذا المجال.
واستغرق صناعة مُجسم الروبوت الذي لا يزيد عن النصف متر قرابة الثلاثة أشهر وشهرًا إضافياً للتجربة، بناءً على الوقت المحدد سلفًا من قبل الوزارة؛ ويعمل على الطاقة الشمسية المثبتة أعلاه، بجانب بطارية شحن صغيرة؛ وبإشراف كامل من والدهما سعيد أبو الروس مهندس الإلكترونيات والتحكم في كلية فلسطين التقنية.
وينفذ الروبوت مهامه بواسطة تطبيق على الهاتف المحمول، صممه “إبراهيم” الشغوف بالبرمجة، والذي يقول لمراسل “صفا”: “هذا التطبيق يعمل بواسطة الإنترنت أو (بلوتوث)، وأبرز مهامه: التحكم بعدد البذور، وعدد الخطوط الزراعية والمسافة بين كل بذرة وأخرى؛ من خلال البيانات التي يتلقاها الروبوت عبر لوحة تحكم تستقبلها داخله، ويستطيع حساب جميع ما سبق”.
ويضيف “يتلقى الروبوت كافة التعليمات من التطبيق ويبدأ تنفيذ مهامه، فتتم الحرابة بمقدمة الحفر المثبتة في مقدمة الروبوت، بعدها يتم إنزال البذور من خلال (مَحقن) مثبت أعلى الروبوت ومحرك سيرفولي للتحكم في الإغلاق والفتح، ومسطرة في الخلف لردم التراب، وحساس قياس (ألتراساوند) مهمته توقيف الجهاز حال وجود عائق، حيث يعطي تنبيهين واحد في الجهاز وآخر في التطبيق”.
ويتابع “ثبتنا أعلاه لوحة طاقة شمسية تعمل ثماني ساعات، وبطارية تعمل قرابة ست ساعات؛ تم تركيب الأخيرة للتغلب على فصل الجهاز حال توقف عمل لوحة الطاقة”؛ مشيرًا إلى أنهم قاموا بتجارب على الروبوت في حديقة المنزل وأراضي زراعية وحقق نجاحًا دقيقًا كما المتوقع”.
وحول الأجزاء التطويرية التي يحتاجها الروبوت، يقول إبراهيم: “من فرضيات المشروع يجب أن تكون الأرض محروثة، بالتالي نخطط لزيادة عدد المحركات، للعمل في كافة ظروف التربة، سواء محروثة أو غير ذلك”؛ ويلفت إلى أنهما يخططان لجعله يرش مبيدات وتركيب كاميرات تكتشف الأعشاب وتزيلها.
أما، “ملك”، فتقول لمراسلنا: “فكرة الروبوت نبعت من اطلاعنا على معاناة المزارعين، والوضع غير الآمن لهم قرب الحدود، وكمية الأراضي التي لا يمكن الوصول لها بسبب الوضع الخطير هناك، لذلك صممنا وابتكرنا هذا الروبوت لحل تلك المشاكل”.
وتشير إلى أن عملية التنفيذ كان مشتركة مع شقيقها وإشراف والدهما؛ “ووقت تجهيز الروبوت كان قصيرًا بحكم مدة المسابقة، ولم تتوفر بعض القطع اللازمة، وقدمنا طلبية من الخارج لكنها لم تصل”.
ويطمح الشقيقان “أبو الروس” أن يتم تطوير روبوتهما الذكي، ويبدأ تنفيذه فعليًا خاصة لدى مزارعي الحدود، وتبقى مهمة المزارع المراقبة فقط عن بُعد؛ كذلك يزيد علمهما في مجال الروبوتات والمُتحكمات الدقيقة، ويصبحان مهندسان يخترعان مزيدًا منها في مجالات غير الزراعة، كالطب والصناعة.
من ناحية أخرى، كان لسعيد أبو الروس والد ملك وإبراهيم، دور مهم في نقل وتنمية موهبتها في مجال صناعة الروبوتات، من خلال توفر روبوتات والتعلُم عليها والاستفادّة منها قبل المشاركة في المسابقة؛ بجانب تعليمهما مبادئ البرمجة والإلكترونيات والكهرباء، وعمل بعض البرامج البسيطة التي تحل وتتغلب على بعض المشاكل التي قد تواجههم.
ويشير الوالد “أبو الروس” إلى أنه بذل جهدًا كبيرًا مع طفليه في وقت قصير، كي يتسنى صناعة الروبوت والمشاركة في المسابقة، والمواءمة بين المدرسة وهذا العلم الجديد بالنسبة لهم؛ “لكن سرعة التعلم والاستيعاب ساعد في تحقيق الهدف المرجو والوصول لهذا النجاح”.
ويعتبر هذا الروبوت نسخة أولية يطمح الوالد مع طفليه في تطويره لجهاز كبير يستطيع أن يقوم بعمله الفعلي على أرض الواقع؛ وفق حديثه لمراسل “صفا”.