مع اقتراب عيد الأضحى؛ بات منزل عائلة عياد في غزة مُظلمًا وساده الحزن والقهر؛ بعد أن أقدم جنود الاحتلال على قتل ولدهم أحمد (32عامًا) أثناء عمله في طولكرم.
وتقول زوجته نور النونو والتي احتضنت طفليها “أمير 5 أعوام وبنان 6 أعوام” وهي تبكي “بأي حق يُحرم طِفْلَي من والدهم الذي ذهب للعلاج والعمل بعد أن ضاقت به الأوضاع الاقتصادية”.
وتؤكد النونو في حديثها لمراسل “صفا” أن زوجها ذهب للعمل بالضفة بالرغم من مرضه المزمن في أمعائه؛ كي يوفر لهم حياةً كريمة ويدخل الفرح على قلوب أطفالها قبيل العيد وتوفير كسوةٍ لهم، لكن العيد انقلب عليهم حزنًا وقهرًا، على حد وصفها.
وخرج الشاب أحمد صباح الثلاثاء الماضي-قبل نحو أسبوع-إلى الضفة بقصد العلاج، وعند ذهابه للعمل مرورًا من إحدى طرق طولكم برفقة عددٍ من العمال الآخرين باغتتهم قوات الاحتلال بإطلاق النار عليهم ومطاردتهم، وصولاً بالاعتداء على الفقيد بالضرب المبرح ليُغمى عليه، ويستشهد بعد يوم.
ومنذ عام 2019 كان الشهيد عياد يذهب للعمل والعلاج بالداخل المحتل بعد استنفاده الفرص والعمل بشهادته الجامعية، ليتمكّن من إعالة أسرته وتوفير حياة كريمة لها.
اغتيال متعمّد
ويصف “حرب” والد الشهيد ما حدث لنجله بجريمة اغتيال متعمّدة بحقه مع سبق الإصرار.
ويقول عياد في حديثه لمراسل صفا: “كل من عرف ولدي أحمد أحبه، كان طيّب القلب، لم يكسر خاطر أحد أو آذاه؛ لكن نحسبه عند الله شهيدًا”.
ويؤكد أن ذهاب ولده إلى العمل مضطرًا منتهزًا فرصة تحويله للعلاج، مضيفًا “ضاقت به الأوضاع الاقتصادية الصعبة في وقت كان مثقلاً بالديون، عدا عن أن علاجه الشهري يكلّفه كثيرًا.
ويضيف: “للأسف لم تصدر أي إدانة رسمية من السلطة الفلسطينية للجريمة التي تسبب بها جنود الاحتلال بحق ولدي، في وقت أن الإعلام العبري أكد أن ولدي استشهد بعد أن تعرض للضرب المبرح من الجنود الإسرائيليين”.
ويطالب عيّاد بتشكيل لجنة تحقيق رسمية من قبل السلطة الفلسطينية لملاحقة جنود الاحتلال، وتدويل جريمة استشهاد أحمد لدى محكمة الجنايات الدولية، داعيًا المؤسسات الحقوقية لأخذ زمام المبادرة والتقدم برفع هذه الشكوى.