الكسواني لـ”صفا”: الاحتلال يُماطل بفحص الحفريات أسفل الأقصى ويمنع ترميم أسواره
قال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تُماطل في السماح لمهندسين مختصين من دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة بزيارة الجهتين الجنوبية والغربية للمسجد المبارك لفحص الحفريات التي تجري هناك، ومعرفة سبب تساقط الحجارة.
وأوضح الكسواني في حوار خاص مع وكالة “صفا” يوم الأحد، أن مجلس ودائرة الأوقاف شكلا لجنة من مهندسين مختصين لفحص الحفريات الموجودة أسفل ساحة البراق ومنطقة القصور الأموية في السور الجنوبي والغربي للأقصى، لكن سلطات الاحتلال ترفض حتى الأن السماح لهم بزيارة الموقع المستهدف.
وبين أن المهندسين يريدون الوصول للمنطقة لمعرفة والتأكد من سبب سقوط الحجارة، وفحص الحفريات الموجودة أسفل المسجد الأقصى من الجهتين الجنوبية والغربية.
مخاطر كبيرة
وحذر من أن الخطورة تُكمن في ساحة البراق ومنطقة القصور الأموية في الجهة الجنوبية والغربية للأقصى، واقتراب الحفريات من أساسات المسجد.
وأشار إلى أن الحجارة التي سقطت من أعمدة مصلى الأقصى القديم هي جزء من صخرة كلسية كبيرة، وبحسب التقرير الأولي للمهندسين في لجنة إعمار الأقصى بأن سبب سقوطها يرجع إلى العامل الزمني والرطوبة، لأن طبيعة هذه الصخور شديدة الملوحة.
وأضاف “نحن لا نستبعد كذلك، ربط تساقط الحجارة أيضًا، بالحفريات الإسرائيلية التي تجري في الجهتين الجنوبية والغربية للأقصى، خاصة أن هذه الصخور دُعمت منذ عام 1968 بأعمدة وحديد مسلح وجسور اسمنتية من أجل الحفاظ عليها من أي تصدعات وحتى لا تؤثر على المسجد الأقصى وساحاته.
وأشار إلى أن الاحتلال يتدخل في شؤون الأقصى ويمنع لجنة الإعمار من القيام بعملها في ترميم المنطقتين الجنوبية والغربية للمسجد، مطالبًا إياه برفع يده عن التدخل في شؤون الأقصى.
منع الترميم
ولفت إلى أن الاحتلال يمنع الأوقاف منذ أكثر من 20 عامًا بترميم السور الشرقي للأقصى، بالإضافة إلى السور الغربي الذي سقط منه حجر قبل 5 سنوات، واستولت عليه سلطات الاحتلال، ولم تسمح للأوقاف بإعادته لمكانه وترميم السور الجنوبي للأقصى.
وأكد الكسواني أن سور الأقصى بحاجة لصيانة دائمة من أجل الحفاظ عليه وبقاءه سالمًا سواء من العوامل الجوية أو الزلازل، أو الحفريات، لكن الاحتلال يمنع لجنة الإعمار من إكمال عملها.
ولفت إلى أن هناك قرار من منظمة “اليونسكو” والأمم المتحدة بأن المسجد الأقصى وساحة البراق والقصور الأموية تشكل امتدادًا للمسجد المبارك، وهي ملك للمسلمين والأوقاف، لكن الاحتلال يمنع الأوقاف من ممارسة أعمالها في أملاكها، ويريد تسجليها بأسماء يهود.
وحمل الكسواني سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عما يحدث بسبب استمرارها في منع أعمال ترميم المسجد الأقصى، مطالبًا في الوقت نفسه بضرورة تدويل تلك القضية دوليًا وعربيًا، باعتبار تلك المعالم والآثار عالمية.
وشدد على أن المسجد الأقصى بكامل مساحته الـ144 دونم حق خالص للمسلمين لوحدهم، وعليهم القيام بواجبهم المنوط للدفاع عنه وحمايته من مخططات الاحتلال وإجراءاته العنصرية.
تدويل القضية
ودعا مدير المسجد الأقصى، الأمة الإسلامية والعربية للقيام بمسؤولياتها تجاه المسجد المبارك، من أجل الحفاظ على إسلاميته وعروبته، في ظل الهجمة الشرسة التي يمارسها الاحتلال على مسمع ومرأى العالم.
وبين أن الاحتلال يضرب بعرض الحائط كل القوانين الدولية والأممية، وكذلك قرارات “اليونسكو”، ما يشكل استهتارًا بمشاعر المسلمين في كافة أنحاء المعمورة.
وعن وجود اتصالات لوقف الحفريات، قال الكسواني: إن” مدير عام الأوقاف أجرى اتصالات مع وزارة الأوقاف الأردنية، وتواصل مع طاقم السفارة الأردنية، والتي بدورها تتواصل مع الجانب العربي والإسلامي للقيام بواجبهم تجاه المسجد الأقصى والعمل على حمايته”.
ويتعرض المسجد الأقصى إلى مخاطر وتحديات كبيرة، بفعل استمرار الحفريات الإسرائيلية أسفل وفي محيط المسجد، ومنع أعمال ترميم أسواره ومصلياته، مما يهدد أساساته وينذر بهدمه، نتيجة تساقط حجارة من أعمدته، كما حدث الجمعة الماضي.