صحيفة فرنسية: اليمن بلد جبلي وقبلي لا أحد يستطيع السيطرة عليه

ترجمة عبد الله مطهر/

قالت مجلة أوريون 21 الفرنسية إن  السعودية تؤجج الصراع مع جارتها اليمن منذ العام 1934.. وأنها تريد أن تفرض هيمنتها على اليمن من الناحية السياسية والاقتصادية والثقافية، وذلك من خلال تقديم الدعم لزعامات قبلية وقيادات سياسية وعسكرية.

وأكدت أنه من خلال تقديم الدعم للقيادات السياسية والعسكرية، تسعى السعودية إلى ربطهم بها مباشرة بغية إبقاء اليمن بلداً ضعيفاً لا يملك من قراره شيء.. علاوة على أنها عارضت إنشاء الجمهورية العربية اليمنية في عام 1952.

وأضافت الصحيفة الفرنسية إن السعودية نفذت بشكل فعال سياسة فرق تسد في الجمهورية اليمنية.. في حين أنها ظلت معادية لنظام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.. مشيرة إلى أنه عندما أصبح سلمان ملكا في 2015، لم يكن أي مسؤول سعودي رفيع على دراية بتعقيدات السياسة اليمنية، خاصة في المرتفعات الشمالية.

وذكرت أن خلال المراحل السابقة، حرصت السعودية على العمل في اليمن من خلال وسطاء، بدلا من شن عمليات عسكرية مفتوحة.. وقد أظهر تدخلها المحدود في الحرب ضد الحوثيين سنة 2009، نيابة عن نظام علي صالح ضعف السعودية عسكريا، مما عزز الأحكام المسبقة المنتشرة في الخارج بخصوص القدرة الإجمالية لقوات المملكة.

وأفادت  أنه منذ عقود من التدخل السعودي الخفي في الكواليس في الشؤون اليمنية، قد أنتهى بشكل مفاجئ في أوائل عام 2015 مع صعود محمد إلى السلطة.. بكامل التهور، أطلق وزير الدفاع الجديد آنذاك -محمد بن سلمان- عملية “عاصفة الحزم” الجوية في مارس/آذار 2015، معتقدا أنه سيحقق نصرا سهلا وسريعا بفضل الأسلحة المتطورة والمكلفة التي تحصلت عليها السعودية من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا ومن بلدان أخرى.

وأوردت أنه من الواضح أن بن سلمان لم يعر اهتماما لتحذير جده سنة 1934 بأن اليمن “بلد جبلي وقبلي.. لا أحد يستطيع السيطرة عليه.. كانت الدولة العثمانية آخر الغزاة الذين فشلوا.. لا أريد توريط نفسي أو شعبي في اليمن.

وكشفت الصحيفة أن التحالف المناهض لقوات صنعاء، والذي يوصف رسميا بأنه تحت قيادة السعودية، لم يحقق إلا نتائج قليلة جدا خلال ثماني سنوات من وجوده، بل تسبب أساساً في مقتل أكثر من 100 ألف يمني بسبب الحرب مباشرة، و220 ألف آخر بشكل غير مباشر بسبب الحصار الجوي والبحري والأزمة الإنسانية، وتدمير جزء كبير من البنية التحتية الصحية وغيرها في اليمن والتفتت الاجتماعي.

أوريون 21 رأت أن الغارات الجوية التي تشنها السعودية قتلت المئات من المدنيين خلال السنوات الخمسة الأولى، في هجمات استهدفت المدارس والمستشفيات والأسواق والمناسبات الاجتماعية مثل حفلات الزفاف والجنائز..وعلى الرغم من انخفاض هذه الهجمات بشكل كبير منذ 2020، حيث صارت تقتصر على الأهداف العسكرية، يبقى هذا القصف حيا في ذاكرة اليمنيين.

وتابعت الصحيفة أن رغبة السعوديين أصبحت في الخروج مما أصبح مستنقعا يمنيا واضحة منذ فترة قصيرة.. فعلى المستوى الداخلي، لم تعد الحرب تحظى بشعبية لأسباب من بينها توغلات الجيش واللجان الشعبية البرية بشكل متزايد في المحافظات الجنوبية الغربية، فضلا عن استهدافهم للمنشآت النفطية بالطائرات المسيرة والصواريخ في كثير من مناطق البلاد.

وأضافت أنه على الرغم من أن الميزانية السعودية قد تعززت سنة 2022 بسبب الارتفاع غير العادي لأسعار النفط، يبقى أن التكلفة الشهرية للحرب -والمقدرة بين 5 و7 مليارات دولار- تمثل استنزافا هاما لموارد المملكة، خاصة في وقت يحتاج فيه محمد بن سلمان إلى المليارات لتمويل مختلف المشاريع المرموقة التي لا تبدو فوائدها لشعب المملكة جلية.

وأكدت أن على الصعيد الدولي، أدى التدخل العسكري السعودي في اليمن إلى الإساءة أكثر إلى سمعة البلاد، والتي أطلق عليها جو بايدن حين كان مرشحا لرئاسة الولايات المتحدة لقب “الدولة المنبوذة”، بعد اغتيال المفكر السعودي جمال خاشقجي، بالقنصلية السعودية بإسطنبول في 2018.

قد يعجبك ايضا