طبيب العيون الشجاع يحذر الآباء والأمهات من أضرار الهواتف على أطفالهم
حذر طبيب العيون الدكتور فاروق عبدالكريم الشجاع، الآباء والأمهات من إفراط ابنائهم الأطفال في استخدام الهواتف الذكية.
وقال الدكتور الشجاع :”إن التقارير والأبحاث العلمية اكدت بأن استخدام الهواتف الذكية عند الأطفال، يسبب إجهاد للعين وتقلصات في عضلات العين الداخلية والخارجية، التي بدورها تؤثر على العمل الوظيفي للعين مثل قصور في تكيف رؤية العين، صعوبة الرؤية لفترة محدودة بعد تحويل النظر من القريب إلى البعيد والعكس”.
وأضاف الشجاع “من الأثار السلبية لتركيز الأطفال لفترة طويلة على الأجهزة الذكية، يؤدي إلى نقص تحفيز الجفون لعملية الرَمش، الأمر الذي يسبب قصور في إفراز بعض مكونات الدموع، وخلل في توزيع وتصريف الدموع وظهور الجفاف في العين.
وبين أن تعرض العين للأشعة الضوئية الصادرة من شاشة الهاتف الذكي بصورة مستمرة، تسبب تحفيز قوي لخلايا المستقبلات الضوئية العصبية في الشبكية، وخلل في عملها، قد يظهر بعض أنواع الحول الداخلي للأطفال بسبب تقلص العضلات المسؤولة عن وضعية القراءة للعين، التي تبقى مشدودة طوال فترة التركيز على مسافة أقل من 35 سم، ربما لا يحصل لها ارتخاء كامل عندها يظهر حول داخلي، بالإضافة إلى التقلص المستمر لعضلات العين الداخلية والخارجية والعضلة المدارية حول الجفن يسبب صداع وألم حول العينين.
وأوضح الدكتور الشجاع، أن ظهور قشور مزعجة على حواف الجفن، ربما تتطور إلى التهابات مزمنة أو تقرحات، وربما أكياس دهنية بسبب الشد المتواصل على العضلة المدارية عند زيادة فترة التركيز على الهواتف الذكية، مما لا يسمح بالتروية الجيدة لحواف الجفن فتظهر الأعراض سالفة الذكر، وأضرار أخرى طور الدراسة لمعرفة علاقتها باستخدام الجوال.
وطالب الأسر وأهالي الأطفال إلى تحديد ساعات استخدام الهاتف الذكي المسموح بها عند الأطفال مقارنة بأعمارهم، كقاعدة صحية عامة أبعد الطفل عن الهاتف الذكي قدر الاستطاعة، بحسب ما ينصح له علماء وأطباء العيون.
وأفاد ان الدراسات العلمية حددت استخدام الهواتف الذكية للأطفال، ومنعت استخدام الهاتف لأقل من 18 شهرا، والسماح لمدة نصف ساعة للأطفال لعمر من عمر 18 شهر إلى السنتين، ومن عمر سنتين إلى خمس سنوات أوصت الدراسات بساعة واحدة في اليوم، كمشارك في استخدام الهاتف، واستخدام عمر ست سنوات إلى 12 سنة يمكنهم استخدام الهاتف ساعتين في اليوم كمستخدم تحت المراقبة، أما بعد سن الثانية عشرة إلى سن 18 مسموح لهم ثلاث ساعات في اليوم كمستخدم مع توجيه الإرشادات الأسرية.
وشدد على ضرورة تقسيم فترة استخدام الطفل للهاتف الذكي إلى فترتين أو ثلاث فترات، وضبط إضاءة الهاتف إلى المستوى المناسب والمريح للعين وعدم استخدام الهاتف في الظلام لفترات طويلة، واستخدام فلاتر واقية لحماية العين من الأشعة الضارة، منوها “أن يبكي طفلك من الحرمان لساعات، خير من بكائه بسبب الإعاقة بقية حياته”.
وأرجع طبيب العيون الشجاع أمراض العيون لدى الأطفال إلى تهاون الآباء وسماحهم لأبنائهم باستخدام الهواتف الذكية، وربما يتفاخر البعض ببراعة أبنائهم باستخدام الهواتف الذكية من سن مبكر، متناسيين ومتجاهلين مخاطر وأضرار الجوال على صحة أبنائهم النفسية والبدنية والعينية، وارتباطها الوثيق بحسب الدراسات العلمية بين الاستخدام المفرط للهواتف الذكية والتطور السلوكي للطفل خاصة في مرحلة ما قبل المدرسة، مشيرا إلى أن ذلك قد يطور من ميول السلوكيات السلبية لدى الطفل، ويقلل من احتمالية التطوير الصحي النفسي، وتفضيل بعض الأطفال العزلة والانطوائية وقلة التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى عدم رغبته بالانخراط بالأنشطة الرياضية البدنية والعقلية.
وتطرق الطبيب الشجاع إلى ما تخلفه استخدام الهواتف الذكية في أوساط الأطفال من أضرار بدنية ما بين تشنجات عضلات الرقبة والضغط على أعصاب الفقرات العنقية والعمود الفقري بشكل عام، وأضرار السماعات على طبلة الأذن والعصب السمعي، الذي من الملاحظ على مستخدمي الهواتف الذكية من الفئات العمرية الصغيرة فقدان الشهية والأرق واضطراب النمو مثل البدانة أو الهزال وانتهاء بزيادة احتمالية الإصابة بالأورام، لا سمح الله.
ودعا الطبيب الشجاع، الآباء والأمهات العمل على تقليل فترات استخدام الهاتف الذكي قدر الاستطاعة، ومنع لمن هم دون سن عام ونصف، وتقليل فترات التعرض للأشعة الموجية، باستخدام السماعات السلكية بدل سماعات البلوتوث اللاسلكية، وتقليل فترات استخدام الساعات الذكية المتصلة بالبلوتوث، بالإضافة إلى عدم استخدام الهاتف الذكي في المناطق ذات التغطية الضعيفة لتضاعف الموجات الصادرة عن الهاتف، وإبعاده عن الجسم أثناء النوم.