زعزعة استقرار اليمن .. استراتيجية دائمة للنظام السعودي
من يقرأ التاريخ جيداً سيجد أن الحقد والعداء السعودي الدفين ضد اليمن ليس حديث العهد او وليد اللحظة بل يعود الى امتدادات تاريخية،
فـ 26 من مارس 2015م ليس بداية العداء بل سجل التاريخ أول مجزرة قام بها آل سعود ضد الشعب اليمني في عام 1340هـ 1920م، عندما أقدمت عصابات وهابية مسلحة على قتل 3000 حاج يمني بصورة وحشية في وادي تنومه وهم عُزَّل من السلاح ذاهبون لأداء فريضة الحج، حيث أبادوا في ذلك الوادي جميع اليمنيين العُزَّل ولم ينجُ منهم سوى خمسمائة شخص عادوا إلى اليمن ليقصوا ويحكوا بشاعة تلك المذبحة .
فوحشية مذبحة وادي تنومه لا تختلف عن المذابح الوحشية التي يقترفها آل سعود اليوم ضد الشعب اليمني لا سيما وأن طائراتهم وبوارجهم تقصف الاحياء السكنية والتجمعات السكانية والمنازل والاسواق والمدارس والمستشفيات بنفس تلك الهمجية التي ارتكبها آل سعود في وادي تنومه..
العداء السعودي ضد اليمن هو عملية حقد تاريخي، وصراع حضارة، حيث ان اليمن هي بلد الحضارة العربية واستطاعت أن تطور نفسها باعتمادها على ذاتها وليس كما يفكر بها آل سعود على أنها ولاية لها وأهلها تابعون فالتطور الذاتي في اليمن أزعج حكام مملكة الشر التي هي قوة بترول، يقوّيها الأميركي لتكون قوة معادية لكل من يعارض الفكر الصهيوأمريكي، فقوتها بثقافتها الوهابية تحت غطاء الاسلام وتم فرضها بالقوة من قبل الاستعماريين بهدف خدمة الكيان الصهيوني”.
كل الوسائل الخبيثة استخدمت السعودية:
كل الوسائل الخبيثة والإجرامية لمنع اليمن من تحقيق التنمية واستخراج ثرواته التي تسعى الى نهبها فمحاولتهم المستمرة لتقويض الامن والاستقرار في اليمن ، عبر حوادث كثيرة قامت بدعمها السعودية في اليمن ومن ضمنها تفجير انابيب النفط واختطاف السياح وغيرها من الأحداث كمحاولتها في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي اتباع سياسة أخرى وهي البحث عن عملاء يكون ولاؤهم للسعودية مقابل مبالغ مالية تدفع لهم إضافة الى محاولة نظام آل سعود الوقوف عائقاً وحجر عثرة أمام إعادة تحقيق الوحدة اليمنية وتوحد الشمال مع الجنوب، وسعوا بكل الطرق لإفشال توحيد الصف اليمني ، ولكن محاولتهم باءت بالفشل .
-هدف تدمير اليمن
ومن خلال الأحداث وما شابهها من حوادث بسيطة والتي أثرت على الأمن والاستقرار والاستثمار والسياحة في اليمن كانت وراءها السعودية بشكل مباشر او بشكل غير مباشر عبر تنظيم القاعدة او عبر المرتزقة والعملاء لم تكتف السعودية باستخدام الحرب العسكرية ودعم الارهاب في اليمن، بل استخدموا الحرب الناعمة والسياسة الخبيثة في تدمير عدة أشياء في اليمن وأهمها تدمير التعليم ومحاربة الاقتصاد اليمني .
-محاولة بائسة
 فاليوم تتجسد المصلحة الصهيونية السعودية لضرب اليمن في محاولة بائسة منهم لضرب عزيمة اليمنيين ومحاولة تجنيدهم ولكن لم ولن يستطيعوا، وما المجزرة التي ارتكبها سلاح الطيران السعودي في اليمن الا تجسيد لقمة الارهاب وحقارته ونسخ للثقافة الصهيونية التدميرية، وهذا يصطف الى جانب الحقد التاريخي من قبل آل سعود على حضارة اليمن.
(ويعكس حقد آل سعود المتراكم وكراهيتهم لليمن واليمنيين منذ بداية ظهور هذه الدولة التي شكلت منذ ظهورها خطرا على الاسلام والمسلمين .
-فرصة انتظرها عقود
فالحرب التي يشنها تحالف آل سعود فرصة ظل ينتظرها عقودا من الزمن ليفشوا غلهم وينفسوا عن حقدهم تجاه اليمن وتاريخه العريق الضارب بجذوره في أعماق التاريخ.
وها قد جاءتهم على طبق من ذهب بفضل أولئك الحفنة والشرذمة من العملاء والخونة والمنبطحين الذين تعج بهم فنادق الرياض ومطاعمها الفارهة.
فمنذ تأسس كيانهم الهش لم يهدأ بال آل سعود على أنقاض أربع دول كان لها صولات وجولات ولزعمائها صيت وتاريخ فظلوا يتربصون باليمن وينتظرون الفرصة المناسبة ليدمروا هذا البلد الذي كان ولا يزال صيته الحضاري ملء الدنيا.
ظلت نفوسهم تغلي ظلت نفوسهم تغلي وهم يرون جارهم الحضاري ذو التاريخ العريق هادئا ينعم بالاستقرار وأنه ذو نسيج اجتماعي واحد ومتجانس عبر حقب التاريخ فيما هم لفيف من أعراق متباينة وأقطار متعددة تم تجميعها تحت رايتهم بفضل التآمر البريطاني الذي كان السند الأول لهم في تأسيس كيانهم الهش الذي حاول طمس هويات شعوب معروفة تحت يافطة الدولة السعودية.
فيما التاريخ لا يذكر إلا نجد والحجاز والأحساء وحائل وعسير ونجران.. لهذا أصبح لديهم حقد دفين تجاه أي دولة لها حضور كثيف في كتب التاريخ كاليمن.
لأن الأجرب يتمنى أن يكون جميع الناس مثله والذي ليس له تاريخ يتمنى طمس تاريخ وتراث أي دولة حضارية ذات تاريخ عريق.
– حقد الأجرب
فما نلمسه بوضوح اليوم في الاعتداءات المتكررة التي يقوم بها الكيان السعودي الهش تجاه آثارنا من قلاع وحصون يتم قصفها ودكها كل يوم دون أي مسوغ سوى حقد الأجرب على السليم وحقد المقطوع من شجرة على أبناء الأصول العريقة والأنساب الأصيلة.
– سروال المؤسس
فتدمير الآثار اليمنية كقلعة القاهرة بتعز وقصف صنعاء القديمة ومدينة مأرب القديمة وصرواح وسد مأرب التاريخي وذمار القرن وحصن هران وجرف أسعد الكامل بالقفر محافظة إب وقلعة صيرة بعدن وغيرها من المناطق التاريخية ليس له من سبب مقنع سوى الرغبة العارمة لدى آل سعود في طمس آثار هذا الشعب العريق الذي يشعرون أمامه بالدونية خاصة وأن أقدم قطعة تراث يحتفظون بها هي(سروال المؤسس)!!
لن يهدأ بال مملكة الشر حتى يرى اليمن وهي قاع صفصف لذا سيظل يتمادى في غيه مستندا إلى الشرعية الزائفة والضوء الأخضر الأمريكي والغربي الذي يريد تمزيق الممزق لتكون اسرائيل في مأمن دائم وليبيع أسلحته حتى يقوي اقتصاده المنهار.
فلا عجب أن نرى اليوم آل سعود تذبح الشعب اليمني بهذه الوحشية في ظل صمت عربي واسلامي مريب، على الرغم من أن اليمنيين أكثر التزاماً وتمسكاً بالإسلام وتطبيقاً لتعاليمه كما أنهم مدافعون أشداء عن تعاليم الدين الحنيف ويترجمونها في حياتهم منذ ظهور الإسلام.
فالمشكلة تكمن في الفكر الوهابي والذي قسم أعمال الناس وأفعالهم الى بدعة وسُنَّة وهذا التقسيم اتاح لهم اتهام الناس بالشرك في عباداتهم وعقائدهم ومن ثم سهّل لهم محاربتهم وعلى هذا الأساس واصل آل سعود تآمرهم على اليمن مستخدمين كل الأساليب حتى اليوم.