ذبح السعدي في أبين.. هل يستوعب “الانتقالي” ابعاد الرسالة؟
كشفت واقعة ذبح مسؤول الإمداد والتموين في “الحزام الأمني” التابع لـ”الانتقالي الجنوبي” في لودر بمحافظة أبين، ياسر السعدي، عن طبيعة الصراع القادم في محافظات اليمن الجنوبية.
واقعت ذبح السعدي، حملت في طياتها رسائل متبادلة بين مختلف القوى والفصائل التابعة للإمارات والسعودية، حيث يعتبر كثير من المراقبين، أن محافظتي عدن وأبين ميدان لمعركة التصفيات بين الفصائل الموالية للتحالف، وأن الأطراف المتنازعة لن تتردد في استخدام ورقة القاعدة في اخضاع وإرهاب الخصوم في صراعاتها البينية.
تعمق الخلاف بين “الانتقالي” ومجلس العليمي إثر توجه الأخير لتجنيد الآلاف من أبناء أبين تحت ما يسمى “ألوية اليمن السعيد”، بقيادة طارق عفاش، حيث جاءت عملية التجنيد ردا على تمرد “الانتقالي” ورفضه دمج مليشياته ضمن القوات الموالية لمجلس العليمي، يهدف من خلالها الأخير إلى ايجاد توازن عسكري مع “الانتقالي”، عبر مضاعفة المجندين لاسيما من أبناء أبين الذين تعرضوا للتهميش المناطقي من “الانتقالي” الذي اخراجهم من المشهد السياسي والعسكري، بعد سيطرة مليشياته على عدن في أغسطس 2019م، وسيطرته على مدينة زنجبار عاصمة أبين في الفترة ذاتها.
تجنيد أبناء أبين ضمن ما يسمى “ألوية اليمن السعيد” بتمويل سعودي تحت قيادة طارق عفاش، قوبل برفض “الانتقالي”، الذي اعتبر تلك العملية التفافا عسكريا على قواته في عدن، ووضعها بين فكي كماشة، بعد نشر قوات عفاش في طور الباحة والمضاربة ورأس العارة من الجهة الشمالية الغربية على طول امتداد الطريق الساحلي لحج ـ عدن، ومن الجهة الشرقية في أبين.
في منتصف مايو الماضي وصل قائد “اللواء الأول حماية رئاسية ـ وقائد محور أبين” سند الرهوة، الأكثر ولاء لـ”عبدربه منصور هادي”، والعدو اللدود لـ”الانتقالي”، إلى قصر معاشيق عدن، بناء على استدعاء مجلس العليمي، قادما من مدينة شقرة، التي تحولت إلى مركز لقيادة الإصلاح العسكرية في أبين، في ظل توقعات أن يصدر العليمي قرار تعين الرهوة قائدا لألوية أبين، بعد أن غادر الأخير، عدن خلال الساعات الماضية اليوم السبت، للتعبئة العسكرية ضمن ألوية اليمن السعيد في أبين.
واتسع التقارب السياسي والعسكري أكثر بين جماعة الإخوان وأعضاء مجلس العليمي، حيث تعمل جماعة الإخوان على ترتيب أوراقها في المحافظات الجنوبية.
ويعد دخول عناصر القاعدة في المشهد الأمني والعسكري في أبين وعدن، وبقية المحافظات الجنوبية، الموجه ضد “الانتقالي”، يؤكد مدى تقارب المصالح المشتركة بين القيادات الموالية للمستقيل “هادي” التي فقدت مصالحها في المناطق النفطية، والتقائها مع المصالح التي يسعى تحقيقها مجلس العليمي، أو ما يطلق عليه ناشطي الانتقالي “عصابة 7/7 في السيطرة على الثروات النفطية في تلك المحافظات”.