في مقالة سابقة، نشرنا لكم أسباب عدم إصابة بعض الأشخاص بمرض كورونا، والتي تكسبهم المناعة ضد هذا المرص. في مقالتنا هذه، نتعرض للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة أكثر من غيرهم.
إن ميزة شدة هذه الأعراض أنها يمكن أن تزيد الحالات الصحية الأخرى، مثل أمراض القلب والرئة، من خطر الإصابة بأعراض كورونا الخطيرة. ويمكن أن تختلف أعراض المرض بشكل كبير؛ فبعض الناس ليس لديهم أعراض على الإطلاق، لكن آخرين قد يحتاجون إلى البقاء في المستشفى، وفي النهاية يوضعون على آلة للتنفس.
قد يزداد الخطر في أي عمر، وعلى وجه الخصوص عند الذين يعانون من مشاكل صحية خطيرة أخرى كأمراض القلب أو الرئة أو ضعف جهاز المناعة أو السمنة أو مرض السكري. هذا مشابه لما نلاحظه مع أمراض الجهاز التنفسي الأخرى، مثل الأنفلونزا.
كبار السن:
يمكن للناس في أي عمر أن يصابوا بـكورونا، ولكنه يصيب في الغالب البالغين في منتصف العمر وكبار السن. ويزداد خطر الإصابة بأعراض خطيرة مع تقدم العمر، حيث يكون الأشخاص الذين يبلغون من العمر 85 عاماً أو أكثر هم الأكثر عرضة للإصابة بأعراض خطيرة. وإن حوالي 80٪ من الوفيات الناجمة عن المرض بين الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً وأكبر. وتكون المخاطر أعلى بالنسبة لكبار السن عندما يكون لديهم حالات صحية أخرى. كما يتعرض نزلاء دور الرعاية، لخطر كبير لأنهم غالباً ما يعانون من مشاكل صحية متعددة، جنباً إلى جنب مع تقدم العمر. ويمكن أن تنتشر الجراثيم بسهولة كبيرة بين الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من بعضهم البعض.
وكبار السن هم أيضاً أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر، وينتج عنه، الصعوبة في تذكر الاحتياطات الموصى بها للوقاية من العدوى.
أمراض الرئة، بما في ذلك الربو:
في بداية المرض، تستهدف كورونا الرئتين بشكل رئيسي. لذلك، من المرجح أن يصاب المريض بأعراض حادة، إذا كان يعاني مشاكل رئوية مزمنة مختلفة، بما في ذلك:
مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD).
سرطان الرئة.
الربو المعتدل إلى الشديد.
ارتفاع ضغط الشريان الرئوي.
الانسداد الرئوي.
أضف إلى ذلك، إمكانية أن تُضعف بعض الأدوية جهاز المناعة لدى هذه الحالات. ومع ذلك، من المهم الاستمرار في تناول الأدوية للحفاظ على السيطرة على الأعراض قدر الإمكان. وقد يساعد أيضاً تجنب الأشياء التي تزيد من سوء حالة الربو. ويمكن أن تختلف مسببات الربو هذه من شخص لآخر. وتشمل الأمثلة حبوب اللقاح والغبار ودخان التبغ والهواء البارد. كما يمكن أن تؤدي المشاعر القوية والتوتر إلى نوبات الربو لدى بعض الأشخاص. وينزعج الآخرون من الروائح القوية، لذا يجب التأكد من أن المطهر المستخدم، ليس مسبباً للربو.
وإلى جانب كونه من مسببات الربو، فالتدخين أو التدخين الإلكتروني، يثبطان جهاز المناعة، مما يزيد من خطر حدوث مضاعفات خطيرة مع كورونا.
الأمراض القلبية:
يمكن للعديد من أنواع أمراض القلب أن تزيد من احتمالية الإصابة بأعراض خطيرة لـكورونا. وهذه تشمل:
اعتلال عضلة القلب (Cardiac Myopathy).
مرض قلب خلقي (Congenital heart diseases).
هبوط القلب (Heart Failure).
مرض القلب التاجي (Coronary disease).
ضغط الدم (Blood Pressure).
ويجب الاستمرار في تناول أدوية هذه الأمراض، كما وصفها الأطباء.
أمراض الدماغ والجهاز العصبي:
يمكن لبعض الأمراض، التي تؤثر على الدماغ أو الجهاز العصبي أن تزيد من خطر الإصابة بأعراض شديدة لكورونا. وهذه تشمل:
السكتة الدماغية (Stroke).
أمراض الدماغ الأخرى.
مرض السكري والسمنة:
يمكن أن يزيد داء السكري من النوع 1 أو النوع 2 من خطر الإصابة بأعراض كورونا الخطيرة. كما أن زيادة الوزن أو السمنة المفرطة يزيدان أيضاً من هذا الخطر. ويقلل كل من مرض السكري والسمنة من مدى كفاءة عمل جهاز المناعة لدى الشخص. ويزيد مرض السكري من مخاطر الإصابة بالعدوى بشكل عام. ويمكن تقليل هذا الخطر عن طريق التحكم في مستويات السكر في الدم والاستمرار في تناول أدوية السكري والأنسولين إذا تطلب ذلك، مع محاولة التخلص من زيادة الوزن أو السمنة، عن طريق اتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني بانتظام.
السرطان وبعض اضطرابات الدم:
الأشخاص المصابون بالسرطان حالياً أكثر عرضة للإصابة بأمراض أكثر خطورة لكورونا. ويمكن أن تختلف هذه المخاطر اعتماداً على نوع السرطان ونوع العلاج الذي يتلقاه المريض.
فقر الدم المنجلي: Sickle Cell Anaemia
هو حالة أخرى تزيد من خطر الإصابة بأعراض كورونا الشديدة. ويتسبب هذا الاضطراب الوراثي في أن تصبح خلايا الدم الحمراء صلبة ولزجة وعلى شكل حرف (C) وتموت خلايا الدم الحمراء المشوهة مبكراً، لذلك لا يمكن نقل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم أيضاً. كما أنه يسبب انسداداً في الأوعية الدموية الصغيرة.
هناك أيضاً اضطراب دم وراثي آخر، يسمى الثلاسيميا، أو فقر دم حوض البحر الأبيض المتوسط، يكون مرضاه عرضة للإصابة بأعراض خطيرة لـكورونا. ففي حالة الثلاسيميا، لا ينتج الجسم ما يكفي من الهيموجلوبين، مما يؤثر على مدى قدرة خلايا الدم الحمراء على حمل الأكسجين.
ضعف جهاز المناعة:
يحارب جهاز المناعة الصحي الجراثيم المسببة للأمراض. لكن العديد من الحالات والعلاجات يمكن أن تضعف جهاز المناعة، بما في ذلك:
زرع الأعضاء
علاجات السرطان
زراعة نخاع العظام
فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز
الاستخدام طويل الأمد للبريدنيزولون وباقي مشتقات الكورتيزون الأخرى، أو الأدوية المماثلة التي تضعف جهاز المناعة.
أمراض الكلى أو الكبد المزمنة:
يمكن لأمراض الكلى أو الكبد المزمنة أن تضعف جهاز المناعة، مما قد يزيد من خطر الإصابة بمرض خطير لكورونا. كما أن ظهور أعراض خطيرة لـكورونا، وتناول الأدوية لعلاجها، قد يكون له آثار سلبية على الكبد.
الأمراض النفسية:
قد يكون الأشخاص الذين يعانون من الأمراض النفسية، مثل الاكتئاب وانفصام الشخصية وغيرها، أكثر عرضة للإصابة بأعراض خطيرة لـكورونا.
متلازمة داون:
الأشخاص الذين يعانون من متلازمة داون أكثر عرضة للإصابة بعدوى الرئة بشكل عام، لذا فهم معرضون بشكل خاص لـكورونا. كما أنهم أكثر عرضة للإصابة بالعديد من المشكلات الصحية التي تزيد أعراض وداء كورونا شدة، بما في ذلك:
أمراض القلب.
توقف التنفس أثناء النوم (Apnoea).
السمنة ومرض السكري.
يعيش العديد من البالغين المصابين بمتلازمة داون في دور رعاية خاصة، حيث قد يكون من الصعب تجنب التعرض للجراثيم من المقيمين والموظفين الآخرين. وبما أن متلازمة داون تؤثر أيضاً على القدرات الفكرية، لذلك قد يكون من الصعب على هؤلاء اتباع تدابير الوقاية.