معلومات تهمك عن جدري القردة (Monkeypox)

وسط غياب أو عدم الاهتمام عمداً بأنباء جائحة كورونا، واتباع سياسة التعايش مع الفيروس، تعرضت عدة دول للإصابة ببعض الأمراض، وفشل العلماء في إيجاد السبب، أو تفسير ذلك علمياً، مثل داء الحصبة، والتهاب الكبد الفيروسي عند الأطفال، الذي اعتقد العلماء الروس بأنه ناجم عن اختلاطات لقاحات كورونا. وانتشار الأمراض الفيروسية بشكل غير معهود، أهمها وأكثرها شيوعاً بارا إنفلونزا 3 (Parainfluenza 3) التي لا تختلف عن كورونا إلا بأن فحص كورونا سلبي لدى الأشخاص المصابين. وتجتاح العالم هذه الأيام، موجة إصابات بجدري القردة الذي يستوطن غرب إفريقيا، وينتشر الآن في تسع عشرة دولة، أبرزها: أستراليا، بلجيكا، كندا، فرنسا، المانيا، دولة الاحتلال، ايطاليا، هولندا، البرتغال، اسبانيا، السويد، سويسرا، بريطانيا، وأمريكا والإمارات بالإضافة إلى غرب افريقيا.

ولا زالت حالات المرض في كل بلد ظهر فيه هذا المرض تتزايد بشكل يومي، إذ بلغت عدد الحالات أكثر من 256 إصابة. ومن الملاحظ أن جميع هذه الحالات، ليس لها اتصال بأي شخص يشتبه بأنه يحمل الفيروس جاء من غرب افريقيا. أي أن مصدر المرض لا زال مجهولاً.

أهم أعراض المرض:

أهم أعراض المرض، هي أعراض مشابهة لأعراض الرشح، منها، الحرارة، آلام العضلات، آلام الظهر، القشعريرة، الشعور بالإنهاك وتضخم الغدد الليمفاوية. والطفح الجلدي، المشابه لطفح داء الجدري الكلاسيكي المعروف مع داء الجدري (smallpox) والتي تتصف بالاندفاعات الجلدية (الحويصلات)، التي تحتوي على سائل، وتنتهي بتشكُّل ندبة جلدية (Scab) بعد حوالي أسبوعين أو ثلاثة. وعادة يظهر هذا الطفح على اليدين والوجه والرأس والظهر، وأي مكان جلدي. لكن الأهم والتي يجب ألا تنسى، هي المناطق التناسلية.

أنواع جدري القردة:

النوع الأول: الفيروس الذي يستوطن وسط القارة الأفريقية. وهو النوع الأكثر خطورة، إذ تتميز الحويصلات الجلدية بأنها كبيرة الحجم، وتشبه الدمامل الكبيرة. وينجم عن الإصابة بهذا النوع أعراض شديدة، ونسبة الوفيات فيه تصل إلى 10%.

النوع الثاني: الفيروس المستوطن في غرب أفريقيا. وهو الفيروس الذي بدأ ينتشر في أوروبا، وتتميز أعراضه بأنها أخف من أعراض النوع الأول، ونسبة وفياته 1%.

كلا النوعين، قريبة من مرض الجدري (Smallpox) لذا يمكن إعطاء لقاح الأخير لكلا النوعين من جدري القردة. ويمكن إعطاء اللقاح حتى بعد 4 أيام من بدء الأعراض، ليخفف من شدة، وسرعة انتشار المرض.

يجب على الأشخاص الذين لاحظوا أعراض المرض، مثل ظهور الحويصلات والطفح الجلدي على الفم ومنطقة الأعضاء التناسلية، خاصة الرجال المثليين، التوجه فوراً إلى عيادة الأمراض الجنسية والأيدز، حيث يتم التأكد من المرض، وإعطاء اللقاح. وتزويدهم بالملابس الواقية مثل الكمامات، والكفوف، والمرايل الطبية، والطلب منهم بعزل أنفسهم لمدة 21 يوماً.

هناك مشكلة في التمييز بين جدري الماء (Chickenpox) المنتشر الآن بين الأطفال، وبين جدري القردة، ولكن سن المرضى يختلف عن بعضهم البعض. كما أن انتشار فيروس جدري القردة، هو بين الرجال الشواذ جنسياً.

التشخيص:

يتم إجراء فحص الـ PCR على المادة الجينية للفيروس. ولكن لا يجرى هذا الفحص لكل شخص، إنما فقط عندما يكون هناك احتمال كبير بإصابته.

التشخيص التفريقي لمرض جدري القردة

لا زال المرض في طور الانتشار، واحتمالية أن يعتبر أي طفح جلدي ناجماً عنه، لا زالت بعيدة. وبديهي أن يسأل الشخص المصاب بالطفح الجلدي نفسه، فيما إذا كان على مقربة مع تلامس جلدي من شخص مصاب. مع الأخذ بعين الاعتبار، أنه حتى في المناطق النائية من بعض البلدان الأفريقية حيث يمكن أن ينتشر المرض، فإن الأطفال نادراً ما يصابوا به.

في حالة الشك بالإصابة بجدرى القردة، فإن من أول أعراضه، هي تلك التي تشبه أعراض الأنفلونزا؛ كالشعور بالتعب، والتوعك عموماً والحمى. أو ما يسمى فترة غزو المرض، عندما يدخل الفيروس خلايا البدن. ثم سيشعر المصاب بالانتفاخ في الغدد، لأن جهاز المناعة يبدأ بمحاربة العدوى. ثم يأتي بعد ذلك الطفح الجلدي.

ماذا يمكن أن يكون الطفح الجلدي؟ التشخيص التفريقي

هناك العديد من الاحتمالات، ولكن تتضمن بعض الاحتمالات الشائعة ما يلي: الجدري، الجدري المائي، القوباء المنطقية، الجرب، البق، لدغ الحشرات، الأمراض الجنسية مثل مرض الزهري والهربيس، الحساسية، ومرض الفم واليد والقدم.

فترة حضانة فيروس جدري القردة: تستمر هذه الفترة من 5 إلى 21 يوماً.

أسباب النظر بعين الخطورة لهذا المرض:

أولاً، التأكد من أن الفيروس لن يغير مواصفاته.

ثانياً، الخوف من إصابة الأطفال والحوامل، والأشخاص الذين لديهم أمراض نقص المناعة.

ثالثاً، احتمال أن يصبح المرض مستوطناً في أوروبا، كما فعل في أفريقيا. ويعتقد البعض أن هذه هي النتيجة الحتمية، ولن يختفي، ولكن يجب إيجاد الحلول للسيطرة عليه. والقلق هو أن ينتقل الفيروس لإصابة الحيوانات البرية والأليفة. مثل الفئران والعرسات والسنجاب، حيث سينجم عن ذلك استيطانه، ويسبب موجات متفرقة من العدوى (Sporadic).

طرق العدوى والانتشار:

ينتقل هذا المرض من خلال الاتصال المباشر بين الأشخاص أو الاتصال بالأدوات أو المواد التي يستخدمها الشخص المصاب بجدري القردة. وتعتبر الملامسة الجلدية، أي ملامسة شخص مصاب لشخص آخر غير مصاب، هي الطريقة المعروفة والمؤكدة لطريقة انتشار المرض. ولكن العلماء يعتقدون أن هناك احتمالية أن العطاس والسعال، يوفر الفرصة بأن يتمحور الفيروس ليصبح معدياً، علماً بأن السبب لا زال مجهولاً. وقد أبدى المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية مخاوفه من إمكانية انتقاله للحيوانات الأليفة التي تساهم بدورها في زيادة انتشاره بين البشر، وبالتالي حدوث جائحة أوروبية وعالمية. وبالتأكيد، فإن الانتشار مؤكد بملامسة هذه الطفوحات، وخاصة عند انفتاحها وخروج السوائل التي بداخلها، المفعمة بالفيروسات، خاصة إذا توفرت خدوش أو جروح في جلد الشخص الذي ستتم عدواه.

هناك طرق أخرى للعدوى غير الملامسة؛ مثل شراشف الأسرّة والمناشف والبشاكير والملابس والأواني، بالإضافة إلى السعال والعطاس، ولكن بدرجة أقل من الملامسة.

إن نسبة كبيرة من المصابين هم من الشواذ، أو فئات الـ (LGBT) وهذه الحروف تمثل الحروف الأولى من الكلمات الإنجليزية التي تشير إلى فئات الشواذ جنسياً. وقد حثّت وكالة الأمن الصحي في بريطانيا هذه الفئات على التنبه لأعراض جدري القردة، وأن تكون في حالة تأهب، إذ تبين أن هناك نسبة ملحوظة من المصابين هم من المثليين وثنائيي الجنس.

وتعد هذه الفئة بالملايين، ولها لوبي مرعب يأتي تحت شعار حقوق الإنسان. وتتحكم بالحكومات والمؤسسات الغربية والأمريكية. ويشار لها في تلك البلدان بمنتهى الاحترام والفخر. ومن أشد الأخطار على شعوبنا العربية الاقتراب من هذه الفئات في الأماكن التي يقصدها هؤلاء لقضاء إجازاتهم في المناطق العربية.

قلنا أن غالبية حالات هذا المرض هي من هذه الفئات، ولكن هناك حالات أخرى خارج إطارها، حتى أن هناك إصابات سجلت لدى الأطفال.

وللأسف، ونتيجة الشعور بالعار (Stigma) في المجتمعات التي تعادي هذه الفئة وتعتبرها شاذة ومنحطة، فسيكون من الصعب أن يعترفوا بإصابتهم بالداء، إلا إذا لاحظ أحدهم علامات الطفح الظاهرة، وهذا ما سيزيد من تفشي هذا الداء، تماماً كما حصل مع مرض الإيدز.

العلاج:

يمكن السيطرة على هذا الداء، باتباع نصائح الوقاية من المرض.

عزل المصابين الصارم لمدة 3 أسابيع.

إعطاء الأدوية المضادة للفيروسات.

إعطاء لقاح الجدري المتوفر.

فقد ثبت أن التطعيم ضد الجدري الكلاسيكي، فعال بنسبة 85٪ في الوقاية من جدري القردة. ورغم إعطاء المرضى مضادات الفيروسات، إل أنه لا يوجد علاج نوعي له، ولا توجد لقاحات خاصة به. وإن استعملت لقاحات الجدري الكلاسيكي مثل (Cidofovir, ST-246, and vaccinia immune globulin (VIG). وقد اشترت الحكومة الأمريكية لقاحات له، بما قيمته 119 مليون دولار. فيما بدأت شركة موديرنا، بأبحاث هادفة لإيجاد لقاح خاص به.

دور اللقاح في التصدي لهذا المرض

يتم الآن استعمال لقاح الجدري الأصلي، ويتم إعطاؤه للأفراد المهددين بالإصابة مثل فئة الـ (LGBT) أو أي شخص سيقترب من المصابين. ويعتقد العلماء أن نسبة فعالية هذا اللقاح تقريباً 85%، إلا أن الوقت لا زال مبكراً للتأكد من ذلك. كما أن اللقاحات الآن غير متوفرة لإعطائها بشكل جماعي. ففي بريطانيا مثلاً لم تعطى بهذه الطريقة منذ عام 1971. ويأمل العلماء باعتبار أن انتشار هذا الداء غير هوائي، ووجود اللقاح بأن لا يتسبب في جائحة عالمية. لكن هناك الكثير مما لا نعرفه عنه، ويبقى هذا الاعتقاد مجرد احتمالية.

يرجى أخذ الحذر، ونتمنى لكم السلامة

قد يعجبك ايضا