كشف تقرير صادر عن منظمة التنمية الخيرية “أوكسفام” البريطانية، أن ثروات مليارديرات الغذاء والطاقة نمت بمقدار 453 مليار دولار خلال العامين الماضيين، حسب ما نقلته صحيفة الغارديان البريطانية.
وأرجع التقرير الصادر عن المنظمة الخيرية تلك الزيادة الفاحشة، إلى ارتفاع أسعار الطاقة والسلع الأساسية خلال جائحة كورونا والهجوم الروسي على اوكرانيا.
يأتي ذلك في الوقت الذي تلتقي فيه نخبة رجال الأعمال والسياسة في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، الإثنين 23 مايو/أيار.
من جانب آخر، لفتت منظمة “أوكسفام” الخيرية إلى أن أسعار الغذاء العالمية المتصاعدة ساهمت في ظهور “62 ملياردير غذاء جديداً” في ظرف 24 شهراً فقط.
واستشهدت “أوكسفام” بعائلة “كارجيل”، التي تدير واحدة من أكبر شركات تجارة الغذاء في العالم، حيث باتت تضم 12 فرداً من أصحاب المليارات، بعد أن كانوا ثمانية فقط في أثناء تفشي الجائحة.
وتسيطر عائلة كارجيل، إلى جانب ثلاث شركات أخرى، على 70% من السوق الزراعية العالمية.
ويرجح أن تتسبب أسعار المواد الغذائية، التي ارتفعت بأكثر من 30% خلال العام الماضي بالمتوسط، في وقوع أكثر من 263 مليون شخص آخر في براثن الفقر المدقع.
وهذا سيرفع عدد الأشخاص الذين يعيشون على أقل من 1.90 دولار في اليوم إلى 860 مليوناً بحلول نهاية العام، ما يعادل عدد سكان المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإسبانيا مجتمعِين.
بدوره قال داني سريسكاندراجاه، الرئيس التنفيذي لمنظمة أوكسفام: “من غير المقبول أخلاقياً أن يموت الناس بشرق إفريقيا جوعاً في حين تنمو ثروات فاحشي الثراء في العالم من أسعار الغذاء والطاقة المرتفعة!”.
وأضاف: “في الوقت الذي يرزح فيه مئات الملايين من البشر تحت الفقر المدقع، لا عذر يمنع حكومات العالم من تحجيم هذه الأرباح والثروات الهائلة؛ حتى لا يعاني أحد”.
وطالبت “أوكسفام” قادة العالم المجتمعين في دافوس بفرض ضرائب على فاحشي الثراء في الحال؛ لإنهاء “أكبر زيادة في الفقر المدقع منذ ما يزيد على 20 عاماً”.
كما شدّدت على ضرورة فرض ضرائب ثروة دائمة؛ “لكبح الثروات الهائلة وسلطة الاحتكار”، لافتة إلى أن ضريبة ثروة سنوية تبدأ من 2% للمليونيرات وترتفع إلى 5% للمليارديرات “قد تدر 2.5 تريليون دولار سنوياً”.
وقالت منظمة أوكسفام إن هذا سيكون كافياً “لانتشال 2.3 مليار شخص من الفقر، وصنع لقاحات كافية للعالم، وتوفير رعاية صحية شاملة وحماية اجتماعية لكل شخص يعيش في البلدان منخفضة الدخل والبلدان ذات الدخل المتوسط الأدنى”.
وطالبت المنظمة بإنهاء “التربح من الازمات “، من خلال فرض ضريبة مكاسب مؤقتة على جميع الشركات الكبرى، وليس شركات النفط والغاز وحدها مثلما اقترح حزب العمال البريطاني.
وأكدت المنظمة أنَّ فرض هذه الضريبة على “32 شركة متعددة الجنسيات فائقة الأرباح كان من الممكن أن يدر 104 مليارات دولار عام 2020”.
هذا وتبلغ ثروة المليارديرات مجتمعين 12.7 تريليون دولار، وفقاً لتصنيف مجلة فوربس لفاحشي الثراء. وهذا يعادل 13.9% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وزيادة بمقدار ثلاثة أضعاف عن عام 2000.
أما ثروات أغنى 20 مليارديراً فتفوق إجمالي الناتج المحلي لإفريقيا جنوب الصحراء.