“حصار تعز”.. مزايدات التحالف تسقط أمام حقائق صنعاء
كشفت المفاوضات الجارية بين الأطراف اليمنية لفتح الطرقات والمنافذ في عدد من المحافظات وعلى وجه الخصوص محافظة تعز لتخفيف المعاناة عن المدنيين، أن الادعاءات والتباكي على حصار تعز من قبل فصائل التحالف مجرد مزايدة ليس إلا؛ كون الذي يطبق الحصار على تعز هم حزب الإصلاح وقوات طارق عفاش الموالية للإمارات.
حكومة صنعاء كانت قد عرضت خلال الايام الماضية فتح منفذ غراب في مدينة تعز كخطوة أولى، على أن يتم فتح الطرق الأخرى تدريجاً، وهو ما ترفضه ميليشيات حزب الإصلاح التي تسيطر على الطرف الآخر من المدينة.
وكان عدد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، قد تداولو تصريحات أدلى بها قائد مجاميع المسلحين الموالين للتحالف في تعز حمود سعيد المخلافي، والذي أعلن في مقابلة تلفزيونية مع قناة “العربية” السعودية، قبل ستة أعوام، أن قوى التحالف رفضت عرضاً قدمه “الحوثيون” للانسحاب من تعز.
بينما كان رجل الاعمال اليمني ، محافظ تعز الأسبق، شوقي هائل سعيد، قد أعلن صراحة في يناير 2019 أن قوى التحالف رفضت المساعي الرامية لفتح طرق مدينة تعز من الجهة الشرقية.
وفي تغريده له على منصة “تويتر” الجمعة الماضية عبر شوقي هائل عن الأمل بالحياة والتفاؤل بالمستقبل القادم باعتباره مفاتيح لتحقيق ما يحلم به الجميع ، داعيا إلى التمسك بالإيجابية والبدء بالسعي الجاد لفتح الأبواب المغلقة وتحقيق ما يرجوه الجميع في الواقع ومستقبل الأجيال القادمة.
وأضاف قائلاً : “الأمل تصنعه النفوس الواثقة بفرج الله”.
عروض صنعاء تواجه بالتعنت
وكان عضو المكتب السياسي لأنصار الله، محمد البخيتي ، قد وضع قوى التحالف في موقف حرج بجملة من الاستفسارات حول ” تعز” مؤكدا أن من يتباكون على حصار تعز هم من يحاصرها فعلا كما يفعلون مع بقية المحافظات المحاصرة.
وقال البخيتي في تغريده له يوم السبت على منصة (تويتر) : ” على مدى سبع سنوات ودول العدوان ومرتزقتها يتباكون على حصار تعز وهم في الواقع من يحاصرها كما يفعلون مع بقية المحافظات المحاصرة”.
وتابع قائلاً : ” لذلك انزعجوا وبلعوا السنتهم عندما سألناهم اي جزء من تعز هو المحاصر ومن يحاصره؟
وكان البخيتي قد تسأل في تغريدة سابقة” من الذي رفض تحييد تعز؟ والتوقيع على اتفاقية الانسحاب منها؟ اشترط المرتزقة ان ينسحب الأمن المركزي فوافقنا، واشترطوا تهجير أنصار الله فوافقنا”.
وقال البخيتي :” إن تعز أصبحت مقسمة إلى جزئيين، الجزء الخاضع لسلطة حكومة صنعاء هو الذي يعاني من الحصار المفروض من قبل دول العدوان ومرتزقتها”.
وأضاف “تعز كغيرها من المحافظات المحاصرة وليس الجزء الخاضع لسلطة دول العدوان ومرتزقتها” ، ساخرا من اتهام الجيش واللجان الشعبية بحصار تعز، معتبرا تلك الادعاءات أكبر كذبة في التاريخ لأن العكس هو الصحيح.
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، قد جدد الاسبوع الماضي دعوته إلى جميع الأطراف لسرعة ترتيب فتح المنافذ والطرق بشكل كامل.
ودعا غروندبرغ ، إلى اغتنام الفرصة التي أتاحتها الهدنة الإنسانية والعسكرية والتركيز على ضمان تمديد الهدنة بما يعود بالمنفعة على المدنيين اليمنيين واحراز تقدم في العملية السياسية.
وفيما يخص آخر المستجدات حول فتح المنافذ والطرقات ، أعلنت صنعاء اليوم الأحد ، أن اللجنة العسكرية الخاصة بمناقشة خروقات الهدنة الأممية ومراقبة وقف إطلاق النار وفتح الطرقات ،غادرت مطار صنعاء الدولي على متن طائرة أممية إلى العاصمة الأردنية عمّان .
وكشفت مصادر سياسية أن فريقي حكومة صنعاء و”الحكومة” التابعة للتحالف سيجريان مباحثات غداً الاثنين في الأردن.
وبحسب المصادر فإن فريق صنعاء يحمل مبادرة لفتح طريق الحوبان بعد رفع المواقع العسكرية القريبة من الطريق من الجانبين، مضيفة أن المبادرة تتضمن ايضا فتح المنفذ الشمالي وطريق “غراب” غربي مدينة تعز.
بينما كان مشايخ قبليون وقادة عسكريون موالون للتحالف في محافظة مأرب، شمال شرق اليمن، قد أصدروا بياناً الأربعاء الماضي، طالبوا خلاله التحالف بفتح طرقات مدينة مدينة مأرب، نظراً للمشقة التي خلقتها إجراءات إغلاق الطرق للأبناء مديريات محافظة مأرب، وخصوصاً مديريات مراد.