قلق عالمي يسود المنصات الرقمية بعد حظر الهند لصادرات القمح
Share
منذ أن قررت الهند حظرصادرات القمح، ويجتاح منصات التواصل الإجتماعي قلق كبيرتتخلله تنبؤات المدونين بكارثة عالمية إثرهذا القرار، إلى جانب كتاب وصحفيين تناولوا القرارمن زوايا متعددة وبرؤية تحليلية أكثر.
وقررت الهند، السبت، وهي ثاني أكبرمنتج عالميا حظرصادرات القمح، معللة قرارها هذا بسبب موجات حرقائظ أدت لتقليص الإنتاج لترتفع الأسعارالمحلية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.
وفي مقال للكاتب عبدالله الردادي في صحيفة الشرق الأوسط، أشارإلى موجة الحرالتي تمربها الهند ما يجعل الحكومة بين المطرقة والسندان، مؤكدا أنها أمام مسؤولية إطعام أكثرمن مليارهندي ما يحثها على منع تصديرالقمح وبشكل فوري بهدف التحكم في أسعاره وضمان حصول الطبقة الفقيرة في الهند على القمح بأسعارمعقولة، لتنضم بذلك إلى 22 دولة أخرى اتبعت سياسة الحماية الغذائية بمنع بعض صادرات الأغذية لضمان حصول شعوبها على الأغذية، مثل الأرجنتين وكازاخستان وإندونسيا وروسيا وأوكرانيا.
مضيفا أن هناك أيضا دوافع سياسية، حيث ذكرالردادي بأندونيسيا والتي منعت صادرات زيت النخيل الشهرالماضي، وقد صرح الرئيس الإندونيسي (جوكرويدودو) أنه من المفارقة ألا يتمكن الشعب الإندونيسي من الحصول على زيت النخيل وبلاده أكبرمصدرين له. فبعد هذا القرار، أظهرت الاستبانات زيادة شعبية الرئيس الإندونيسي بأربع نقاط مئوية. وتابع قائلا، فقد وضحت حكومة الهند أنها ستستجيب لطلبات التصديرللدول التي قد تتعرض لنكسات في حال أوقفت الهند صادراتها بالكامل وإحدى أهم هذه الدول هي بنغلاديش التي استوردت العام الماضي نحونصف صادرات الهند من القمح. وليست الدول العربية في مأمن من هذه الأضرار. فكل من عمان والإمارات وقطرتستورد القمح من الهند وإن كانت هذه الصادرات لا تمثل نسبة عالية من صادرات القمح الهندي. ويبدوأن العالم الآن متخوف من أن الهند وكما أوقفت تصديرغذائها الثاني، أن توقف صادرات أخرى مثل الأرزوهوغذاؤها الأول.
بينما يرى عبدالله الردادي إن سياسة الحماية الغذائية التي تتبعها الدول بعد الحرب الروسية الأوكرانية، هي ذات السياسة التي اتبعتها الدول أثناء الجائحة في صناعتها، ولم ينس العالم بعد سطوبعض الدول على حمولات الكمامات والمعقمات والإبرالطبية. والنتيجة في الحالتين، ارتفاع الأسعاربشكل حاد وزيادة التضخم في الدول المتضررة.
ويؤكد الردادي أن هذه السياسة تتكررلمرتين خلال أقل من ثلاث سنوات يعززمن توجه الحرص على الأمن الغذائي، وبناء التحالفات الاستراتيجية التي تمكن الدول من تأمين احتياجاتها الأساسية من الأغذية والمنتجات الطبية وغيرها من السلع الضرورية، مهما كانت التقلبات التي يشهدها العالم.
وحذرالمغردون على تويترمن تداعيات هذا القرارعلى العالم بأسره، حيث علق الكاتب والمحلل السعودي “جاسرالماضي” أن تداعيات المرحلة التي نعيشها وماهو قادم كانت واضحة خلال العقد الماضي.
کما قال الصحفي اليمني “عباس الضالعي”، إن اول النتائج ستكون ارتفاع نسبة المجاعة في الدول العربية. عدد سكان الهند أكثرمن ملياروأربعمائة مليون نسمة ومع هذا تغذي العالم بموارد أساسية مثل الأرزوالقمح والزيوت ومنتجات النباتات العطرية.
فیما کتب عامرالشوبكي قائلا: قمح العالم وخبزه في خطربعد قراروقف تصديره من الهند ثامن أكبرمصدرللقمح في العالم، العديد من دول العالم ومنها عربية اعتمدت على الهند كبديل لأوكرانيا قبل خطوة الهند المفاجئة، غدا سنشهد اضطرابات في أسواق القمح العالمية. وأكد خالد اسكيف على تداعياته الواسعة في رفع الأسعارالعالمية للقمح وهوما حدث فعلا في آخرالأنباء المتداولة عن أسعارالقمح.
وغرد مرزوق بن مرزوق أن قرارالهند بحظرتصديرالقمح إلى خارجها مع استواء بعض الدول، يبدو أنه لأسباب سياسية أكثرمنها اقتصادية، وأكد على وجوب إصداربيان من قبل مجلس التعاون والإعتراض على ذلك الحظروتذكيرالهند بأن ثلاثة أرباع سكان دول المجلس هم مواطنوها الهنود الأكثراستهلاكا للقمح.
وجاءت موجة من تعليقات المدونين على تويتروالتي تطالب حكومات بلادهم بالإكتفاء الذاتي والتفكيرجديا بالزراعة وضرورة وجود مخطط جديد لتفادي النقص الحاد في مادة القمح، وأن الدولة لو شجعت انتاج القمح محليا ستكون أسعاره مناسبة جدا وستقلص من دعم مادة الخبزوتوفيرمليارات الدراهم لضخها في مشاريع أكثرنفعا.
وقفزت أسعارالقمح إلى مستوى قياسي الإثنين بعد قرارالهند حظرتصديره. وبعد تسجيله ارتفاعا في أعقاب الغزوالروسي لأوكرانيا المصدرة الرئيسية للقمح، ارتفع سعرالسلعة الغذائية الرئيسية إلى 435 يورو (453 دولارا) للطن مع افتتاح السوق الأوروبية.
وقالت نيودلهي، التي تعهدت بتزويد الدول الفقيرة التي كانت تعتمد على الصادرات من أوكرانيا، إنها تريد ضمان “الأمن الغذائي” لسكان الهند البالغ عددهم 1.4 مليارنسمة. وهوقرارمن شأنه أن “يؤدي إلى تفاقم أزمة” إمدادات الحبوب على المستوى العالمي، كما حذرت مجموعة السبع السبت.