صحيفة إسبانية: 10 مليارات دولار مبيعات الاتحاد الأوروبي من الأسلحة للرياض
ترجمة عبد الله مطهر/
قالت صحيفة “الدياريو” الإسبانية إن منظمة العفو الدولية والمركز الأوروبي للحقوق الدستورية ومركز ديلاس لدراسات السلام، أصدروا تقريراً مدعوماً بعدة تحقيقات أجرتها منظمات غير حكومية وصحف، يدين ضلوع الحكومة الإسبانية ومساهمة بعض الشركات في مئات الهجمات والغارات الجوية التي تستهدف المدنيين في اليمن.
وأكدت أن بين عامي 2015 و 2021، شنت طائرات التحالف السعودي ما لا يقل عن 577 صاروخاً في اليمن ضد مدنيين أو منشآت لا علاقة لها بالأهداف العسكرية.. وقد نفذت معظم هذه الهجمات بطائرات صنعت بعض قطعها في إسبانيا أو بطائرات أخرى صنعت بالكامل في بلدنا.
وذكرت أن الاتحاد الأوروبي حافظ على حظر بيع الأسلحة لروسيا منذ احتلالها لشبه جزيرة القرم في عام 2014، بينما قام بتصدير أسلحة بأكثر من 10 مليارات يورو إلى السعودية منذ بدء الحرب في اليمن، وفقاً لبيانات جزئية قدمها الاتحاد الأوروبي نفسه.
وأفادت أن النظام السعودي يبرز عضلاته كقوة عسكرية من خلال تقديم جيشه وتدخلاته العسكرية خارج حدوده، حيث فشل فشلاً ذريعاً، مما يشير إلى الطبيعة الاستبدادية الواضحة لحكومته.. مضيفة أنه يجب أن تكون السعودية منبوذة من حيث الدعم السياسي والعسكري من قبل الديمقراطيات الأوروبية.
وأوردت أن تشريعات الاتحاد الاوروبي الصارمة بشأن صادرات الأسلحة لا تسمح بتصدير وإنتاج الأسلحة في البلدان التي في حالة حرب ونزاعات مسلحة، حيث تنتهك حقوق الإنسان، وبالطبع، حيث يتم انتهاك القانون الدولي الإنساني.
وأوضحت أن منذ عام 2015، كانت هناك العديد من التقارير التي تثبت الفظائع والجرائم التي ارتكبها الجيش السعودي في حرب اليمن.. ويقوم فريق الخبراء البارزين المعني باليمن التابع للأمم المتحدة، وفريق الخبراء في اليمن، بالإضافة إلى العديد من المنظمات الإنسانية غير الحكومية بتوثيق انتهاكات القانون الدولي الإنساني في جميع تقاريرهم
وتابعت أن تلك الانتهاكات تتحمل مسؤوليتها جميع الدول المشاركة في النزاع المسلح على الأراضي اليمنية.. ووفقاً للتحقيقات تشير إلى أن بعض الحالات المبلغ عنها تم استهدافها بالطيران السعودي الذي هاجم عمدا عدة مدارس ومستشفيات تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود.
وأكدت الصحيفة أن منظمة مواطنة لحقوق الإنسان أكدت أن بين عامي 2015 و 2019، استهدفت الطائرات السعودية ما يقرب من 153 مدرسة.. ويشار إلى أن هجمات التحالف بقيادة السعودية والإمارات قد تكون مسؤولة عن مقتل ما لا يقل عن 3827 مدنيا.
وكشفت الصحيفة أنه لا يمكن حتى وصف رد فعل المجتمع الدولي تجاه السعودية وحلفائها في التحالف الدولي المتورطين في الحرب في اليمن بأنه فاتر فقط، بل يستحق أسوأ من ذلك، ولكن قبل كل شيء في حالة إسبانيا، كان النظام متحمسا في دعمه للنظام السعودي.
الصحيفة رأت أن المجتمع الدولي يتضامن مع ضحايا الحرب في أوكرانيا، ذوي الشعر الأشقر والعيون الزرقاء والبشرة البيضاء والدين المسيحي، لكن الشعب اليمني لا نجد أي تضامن معه، في حين يقتلون بالأسلحة التي صنعت في أوروبا وأيضا في إسبانيا.
وقالت إنه على الرغم من كل شيء، فإن هذه الحقيقة ثابتة ويمكن أن تتغير الأمور إذا ثابرنا كمجتمع مدني على احترام حقوق الإنسان وحققنا السلام، وقبل كل شيء، احترام وحماية أضعف الناس في الحروب، وهم السكان المدنيون.