هكذا استخدمت الهيمنة الأمريكية والغربية “البروباجندا” في ذبح شعوب العالم
Share
لم تعد وسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية تلتزم ولو بقدر معقول ومقبول من المصداقية خاصة في العقدين الأخيرين وما شهد من أحداث كبيرة على المستوى الدولي كان بمثابة محك لمصداقية تلك الوسائل التي تدعي ليل نهار أنها نتاج لأنظمة ما بعد الحداثة حيث اتخذت من المصداقية والوضوخ استراتيجية صارمة للدفاع عن الحقوق والحريات ومناهضة الظلم والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
العالم يعيش مع مطلع الألفية الثالثة للميلاد واقع “بروباجندا” إعلامية غربية أمريكية تم توجيهها لخدمة أجندة الدول الاستعمارية ومصالحها .. شهدت منطقة لشرق الأوسط أحداثاً جسام كالغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان ومحاولة اسقاط النظام في سوريا والحرب في ليبيا والمجازر التي ارتكبت بحق الشعب اليمني وبتواطئي “البروباجندا” الغربية وامتدت تلك الحروب إلى البلقان وكانت البروباجندا حاضرة قبل تلك العمليات واثنائها وما بعدها تحضر وتهيئ لتقبل العالم لتلك الأعمال التي شنتها أمريكا وحلفاؤها على تلك الدول .. الضحايا في العراق وصل إلى مليون ضحية ليس لهم علاقة بالأعمال العسكرية كذلك الحال في أفغانستان والبلقان وسوريا واليمن وليبيا والقائمة تطول لاستعراض الجرائم الأمريكية الغربية بحق الإنسانية .
تعرت كثيراً الأنظمة الأمريكية والغربية مؤخراً في قضيتين رئيسيتين، الحرب في أوكرانيا، ومقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبوعالقة حيث اندفع الإعلام الغربي يدافع بهستيريا مفضوحة عن أوكرانيا ويحشد بصورة ميؤوس منها الرأي العام حولها لكن دون جدوى لقد أرتقى وعي الناس وفهمهم للأحداث إلى درجة كبيرة وأصبحوا يميزوا وبعقلانية بين الصدق والكذب خاصة في القضايا الدولية .. كانت أطروحات روسيا معقولة لكل من تابع عملياتها العسكرية في أوكرانيا الأمر الذي ألحق بما يمكن وصفه بهزيمة قاسية للبروباجندا الإعلامية الغربية .. كذلك الحال في عمليات اغتيال المناضلة الصحفية الفلسطينية شيرين أبوعاقلة لم تفلح تلك الوسائل في نفي عملية الاستهداف للصحفية الفلسطينية وظهر الصحفيين الأمريكيين والأوروبيين ولصهاينة على حقيقتهم في دفاعهم المستميت عن الباطل وطمس الحقائق .
لم يسمع من الألة الإعلامية الأمريكية والأوربية كلمة حق فيما حصل في العراق وأفغانستان وسوريا واليمن وليبيا والبلقان .. لكن الشيء المبشر بالخير أن هناك واقعاً دوليا أخذ في التشكل ستكون من نتائجه اسقاط سيطرة القطب الواحد وخلق عالم متعدد الأقطاب وما سيعقب ذلك لنهاية الهيمنة الأمريكية الغربية على العالم.