نشرت صحيفة الغارديان مقالا بعنوان “الفتيات اللواتي علمتهن في كابل كن مستقبل أفغانستان. لقد سلبت طالبان ذلك”، للمعلمة الأفغانية شيكيبا، وهو اسم مستعار استخدم لحماية سلامتها.
وتقول الكاتبة معرفة بنفسها “أنا امرأة تعيش في كابل وأنا مدرسة. حتى قبل ثمانية أشهر، كنت موظفة في مدينة المعرفة، وهي مركز تعليمي يساعد النساء على الالتحاق بالجامعة وممارسة المهن التي يخترنها. من خلال عملي شاهدت طموح وأمل كثيرات من النساء في بلدي. منذ عودة طالبان، تغيرت حياتنا بشكل جذري. نحن مثل أجساد تتحرك بلا أرواح. لقد تحطمت أحلامنا والمعرفة التي كان بإمكاننا تحصيلها”.
وتضيف “رأيت في الأشهر القليلة الماضية التراجع السريع لبلدي إلى العصور الوسطى. في السابق، كانت النساء والفتيات ما زلن يخطين خطوات صغيرة نحو مستقبل أفضل. الآن، أصبح مجرد الذهاب إلى المدرسة حلما بعيد المنال لمئات الآلاف منهن”.
“كانت حياتنا بعيدة كل البعد عن الكمال قبل عودة طالبان إلى السلطة. كل يوم يخاطر طلابي الصغار بحياتهم للوصول إلى المدارس ومراكز التعليم مثلنا، والتي كانت أهدافا في الحرب. لكن في اللحظة التي دخلت فيها الفتيات المدرسة، ازدهرن، على الرغم من الهجمات الدموية في الخارج والوضع الاقتصادي والأمني المتردي، كان بإمكاني أن أرى آمالهن في وظائف مثمرة كطبيبات ومهندسات ومحاميات”.
“لكن بجرة قلم، ألقى بنا الدبلوماسي الأمريكي زلماي خليل زاد، الذي تفاوض على ‘اتفاقية السلام’ الأمريكية مع طالبان، في حفرة مظلمة من الجهل والإرهاب والوحشية في غضون ساعات”، تذكر الكاتبة.
وتقول إن “أفغانستان بعيدة كل البعد عن الحرية، لذا فإن مسؤولية المساعدة في الضغط من أجل التغيير في بلدنا تقع على عاتق أولئك الموجودين خارج حدودنا الذين لديهم الحرية والوسائل لرفع أصواتهم”.
وتخلص إلى أن “السياسات والنهج الذي تتبعه الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى لن يتغيروا تجاه الرفاهية والمساواة وتمكين المرأة في جميع أنحاء العالم إلا إذا طلبت شعوب بلدانهم ذلك. ولذا فإن رسالتي موجهة إليكم، أيها الناس في الغرب، الذين ينتخبون هذه الحكومات. لديك التزام أخلاقي لقبول المزيد من اللاجئين من أفغانستان ودول أخرى، وزيادة المساعدة للمنظمات التي تعمل من أجل تمكين وحماية النساء في أكثر الأماكن خطورة في العالم”.
وتختم “إذا كان السياسيون في السلطة حاليا غير مستعدين لاتخاذ هذه الخطوات، فمن الضروري أن يتخذ السكان الغربيون إجراءات لاستبدالهم بالقادة الذين سيفعلون ذلك. لديكم القدرة على انتخاب ممثليكم، ونحن لا نملك ذلك. بصفتي امرأة تعيش في كابل، أحثكم على إظهار تضامنكم وشجاعتكم ودعمنا والوقوف معنا. ساعدونا في تمكين النساء والفتيات مرة أخرى”.