#مجزرة_بوتشا.. بين من أعادته الذاكرة إلى الماضي ومن إستغلها لتوجيه الإنتقادات

رغم إستنكارروسيا للإتهامات التي وجهتها الحكومة الأوكرانية بإرتكابها مجزرة بوتشا، إلا أنها لن تنجح في إسكات الإعلام، حيث تناقل المغردون بشكل كبيرالصورالمريعة لهذه المجرزة كما أعادت الحادثة إلى الأذهان مجازرماثلة حدثت في الماضي.

وبحسب ما أفادت وسائل إعلام أوكرانية عثر على 57 جثة في مقبرة جماعية في بوتشا، قرب العاصمة كييف. كما صرحت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، فقد ترك الروس خلفهم جثثا متناثرة وألغاما أرضية وإنه دليل على جرائم حرب محتملة.

وعلق الإعلامي “احمد منصور” بالقول، مجزرة الروس للمدنيين في مدينة بوتشا الأوكرانية أعادت للذاكرة الإنسانية مجزرة الصرب للمسلمين في مدينة سيربيرينتسا البوسنية التي وقعت في شهريوليوعام 1995 واستمرت 10 أيام بتواطؤالأمم المتحدة قتل خلالها  8372من المسلمين الذين تتراوح أعمارهم مابين 12و77 سنة معظمهم مقيدي الأيدي.

فيما إستغل خليل العناني “الأستاذ في العلوم السياسية”  الفرصة لتويجه الإنتقادات للدول العربية، مشبها مجزرة بوتشا بالطريقة التي تمارسها الأنظمةال عربية مع مواطنيها، متسائلا عما إذا كان سيطلق عليهم أيضا مجرمي حرب كما قال بايدن عن بويتن؟

وغرد الناشط اليمني “محمود المغربي”: يتحدثون عن مجزرة في بوتشا الأوكرانية التي راح ضحيتها عشرة أشخاص ويتم تشكيل لجان شرقية وغربية للتحقيق بما يقولون عنها مجزرة روسية، وأمريكا تطالب بإلغاء عضوية روسيا من مجلس حقوق الإنسان.في اليمن وطوال سبع سنوات كل يوم يتم إرتكاب عشرات المجازرالمشابهة والأكثربشاعة والموثقة.

فیما کانت تغريدة الصحفي “عزالدين أحمد” مليئة بالغضب، حيث وصف الصهاينة بالمجرمون والوقحون وذلك بسبب تصريح وزيرالأمن الصهيوني بيني غانتس والذي أكد خلال تصريحه أن مجرزة بوتشا هي جريمة حرب إضافة إلى ماقاله وزيرالخارجية لبيد والتي علق على مجزرة بوتشا بالقول “لا يمكن الوقوف دون اكتراث للصورالفظيعة الواردة من هناك”. فی السیاق ذاته قال الكاتب “أحمدزين الدين” غسل بوتين يديه من مجرزة بوتشا الأوكرانية، تماما كما غسل الإسرائيليون أيديهم من مجزرة صبرا وشاتيلا.

لكن أغلب التغريدات التي تم رصدها على تويتر، إنتقدت الأنظمة الغربية لأسباب متعددة أبرزها إنحيازها العلني والتنديدات التي تصدرها إزاء الشعب الأوكراني مقارنة مع صمتها على جميع المجازرالبشعة التي إرتكبت في الدول الإسلامية والعربية.

حیث کتب مصطفى بخوش “الأستاذ في العلاقات الدولية” قائلا، للأسف طريقة تعاطي العواصم الغربية وحتى الإعلام مع مجزرة بوتشا مقارنة بمجازرأخرى حدثت خارج أوروبا كان عنصريا بإمتيازويكشف عن إزدواجية مقيتة في التعامل مع الإنسان بعيدا عن إنتماءاته الدينية والعرقية والإثنية والجغرافية، عالم متحيزولا يعترف إلا بلغة القوة.

وإنتقد المراقب السیاسي “هشام ميشلاف” الغرب ولاسيما الولايات المتحدة الأمريكية بسبب ما فعلته بدول أخرى، معتبرا أن عدد القتلى المدنيين في مجرزة بوتشا الأوكرانية لا يقارن مع أعداد من قتلهم القصف الأمريكي من المدنيين في العراق وأفغانستان وأضاف، أن كل المطالبين بمحاسبة روسيا شاركوا في مجازرأكبروعملوا على التستر عليها. الحرب في أوكرانيا كشفت نفاق الغرب بفلسطين وسوريا والعراق وأفغانستان.

فيما إنحاز آخرون إلى روسيا وصدقوا نفيها في إرتكاب المجزرة، أبرزهم المحلل السياسي “نضال السبع” والتي راى أن مجرزة بوتشا هي من مسؤولية أوروبا لا غير، حيث إنهم من شجعوا النازية في أوكرانيا وسكتوا عن مجارزالجيش الأوكراني، وتابع قائلا، حتى تستفيق أوروبا سوف يسقط الكثيرمن الضحايا على أيدي عصابات زيلينسكي.

وفی تغریدة  أخرى أشارنضال السبع إلى عدة إسباب لإصطفافه مع روسيا منها، ظهورالجثث بعد خمسة أيام من إنسحاب الجيش الروسي، إعلان عمدة بوتشا عن إستعادة المدينة دون الحديث عن المذابح في بلدته، إضافة إلى عدم تحليل الجثث رغم مرورأيام على قتلها وحركة إحداهن والتي هوأمرغيرطبيعي رغم مرورخمسة أيام على المجزرة.

أيضا أيد آخرون هذه الرؤية واصفين المجزرة بالمسرحية التي إرتكبتها عصابات فاشية أوكرانية، مشيرين إلى طريقة تفقد زيلينكسي الإستعراضية لمواقع المجزرة وأن الروس لو كانوا هم من إرتكبوا مجزرة بوتشا لقاموا بإخفاء الجثث بطريقة تخفي الجريمة وليس تركها في الشوارع .

 

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أثناء زيارته لمدينة بوتشا، يوم الأثنين، إنه من الصعب للغاية بالنسبة لأوكرانيا التفاوض مع روسيا في أعقاب الفظائع التي ارتكبتها القوات الروسية في بوتشا.

“هذه جرائم حرب، وسيعترف العالم بها على أنها إبادة جماعية، أنتم هنا ويمكنكم أن تروا ماحدث، نحن نعلم أن آلاف الأشخاص قتلوا وعذبوا وقطعت أوصالهم، كما اغتصبوا النساء وقتلوا الأطفال”.

قد يعجبك ايضا