وزارة الإدارة المحلية تنظم ندوة حول استهداف التحالف للجزر اليمنية
نظمت وزارة الإدارة المحلية اليوم، ندوة نقاشية حول استهداف العدوان للجزر اليمنية، تحت شعار “الجواهر التنموية مسؤولية جسيمة ملقاة على عاتق الجميع”.
وفي افتتاح الندوة، أكد نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات والتنمية الدكتور حسين مقبولي، أن الصراعات والحروب التي يشهدها العالم حاليا، هي صراع من أجل الموانئ وطرق التجارة البحرية.
وأشار إلى أن اليمن يمتلك موقع جيو سياسي وجيو اقتصادي هام، وشريطا ساحليا على البحرين العربي والأحمر، ما جعله محل أطماع القوى الاستعمارية في الماضي والحاضر والمستقبل باعتبار أن 43 بالمائة من طرق التجارة العالمية تمر عبر مضيق باب المندب الذي يشرف عليه اليمن.
وأفاد الدكتور مقبولي بأن الجزر اليمنية غنية بالثروات البترولية والغازية والمقومات السياحية والموارد الطبيعية.. لافتا إلى أهمية استثمار المقومات السياحية للجزر، وإنشاء محطات لتزويد السفن بالوقود لتكون رافدا اقتصاديا وطنيا، وكذا حمايتها من الاعتداءات الأجنبية والعبث بمواردها.
وحث وزارة الإدارة المحلية، على تقديم رؤية لمجلس الوزراء لإنشاء هيئة عامة لتنمية الجزر اليمنية، وتوفير مستلزمات العمل بها، وكذا إعداد استراتيجية متوسطة وطويلة الأمد لتفعيل التنمية المحلية فيها.
وتطرق إلى اهتمام قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ورئيس المجلس السياسي الأعلى، المشير الركن مهدي المشاط، بإنشاء قوة بحرية لحماية السواحل والجزر اليمنية.
بدوره بارك وزير الإدارة المحلية لقائد الثورة ورئيس المجلس السياسي الأعلى، عمليات كسر الحصار الأولى والثانية والثالثة التي نفذتها القوات المسلحة واستهدفت مواقع حيوية واستراتيجية في عمق أراضي العدو، في إطار الرد المشروع على جرائم العدوان بحق الشعب اليمني الصامد.
ولفت إلى أن الوزارة وأجهزة السلطة المحلية تحرص على تنفيذ توجيهات قائد الثورة وترجمتها عمليا بما يسهم في تفعيل أداء أجهزة السلطة المحلية في المجالات التنموية والخدمية.
وقال الوزير القيسي: “انه ومنذ بدء العدوان، أضحت بعض الجزر اليمنية تحت الاستهداف الصاروخي المباشر لتحالف العدوان، الذي لم يستثنِ أبناء الجزر والصيادين ومراكز الإنزال السمكي، فيما يرزح البعض الآخر من الجزر تحت السيطرة والاحتلال والأعمال العبثية التي تنتهك السيادة الوطنية”.
ولفت إلى أن الندوة تهدف لتسليط الضوء على ما تتعرض له الجزر من عبث ممنهج بمقدراتها ومواردها الطبيعية والسياحية ومعالمها التاريخية، كما يتجلى في أرخبيل سقطرى الواقعة تحت الاحتلال الإماراتي.
ودعا وزير ال‘دارة المحلية إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف الأعمال العبثية والتدميرية في الجزر اليمنية، وبحث سبل تنميتها كون ذلك يأتي ضمن تحقيق خطط وبرامج الرؤية الوطنية.
وطالب المنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة واليونسكو باتخاذ تدابير لإيقاف الاعتداءات والأعمال العبثية بالجزر اليمنية، وإرسال لجنة لتقصي الحقائق وإزالة أي استحداثات عسكرية في أرخبيل سقطرى وميدي وعبد الكوري وميون وغيرها.
وأوضح القيسي أن الجزر اليمنية البالغ عددها (159) جزيرة، التي تطل عليها ست محافظات يمنية و(15) مديرية، تـُعد مرتكزا هاما للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، بما تمتلكه من فرص استثمارية يعول عليها تحقيق نمو اقتصادي.
وأشاد بجهود اللجنة التحضيرية المنظمة في الإعداد لهذه الندوة برئاسة وكيل قطاع تنمية المحليات عمار الهارب والوكيل المساعد للقطاع ـ نائب رئيس اللجنة الخليل القريشي وأعضاء اللجنة.. مؤكدا على أهمية الخروج بتوصيات ومقترحات تسهم في الحفاظ على مقدرات وموارد الجزر اليمنية.
وفي الافتتاح بحضور وزير الكهرباء والطاقة أحمد العليي وأمين العاصمة حمود عباد ونائب وزير الإدارة المحلية الدكتور قاسم الحمران، أشار الأمين العام للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) الدكتور أحمد الرباعي، إلى المخاطر التي تتعرض لها الجزر اليمنية جراء استمرار الاعتداءات عليها من قبل تحالف العدوان على صعيد تهديد الملاحة البحرية والسلم الدولي، وتزايد عمليات القرصنة والأنشطة الإرهابية التي ترعاها بعض الدول الإقليمية.
وتطرق إلى المخاطر البيئية والصيد الجائر ونفوق الإسماك جراء الأعمال العبثية لدول العدوان التي وصلت حد الخلص من المخلفات والنفايات النووية في المياه الإقليمية لليمن.
بدوره أكد وكيل قطاع تنمية المحليات المساعد القريشي، أن العدوان ودول الاستكبار العالمي وعملائهم في المنطقة تستهدف الجزر اليمنية لما تمتاز به من موقع استراتيجي وثروات طبيعية فريدة على مستوى العالم.
وأشار إلى الأعمال العبثية للعدوان السعودي الإماراتي على صعيد تهجير أبناء الجزر والإخلال ببيئتها، وتنوعها الحيوي وطمس معالمها الأثرية، والسعي لإلحاق بعضها بدول العدوان كما هو الحال في أرخبيل سقطرى، التي تسعى دويلة العدوان الإمارات لضمها إليها.
واستعرضت الندوة أربع أوراق عمل، قدم الأولى مدير عام تنمية الجزر ثامر العاصمي حول أخطار وأضرار العدوان على الجزر اليمنية والجهود المؤسسية للوزارة، فيما ركز أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور مجاهد الشعبي على الجغرافيا السياسية والأطماع الاستعمارية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
فيما تطرقت مدير التخطيط والإحصاء بوزارة الثروة السمكية الدكتورة مريم طاهر، إلى أثر العدوان على جزيرة كمران والآثار البيئية للخزان صافر، في حين استعرض مدير إدارة الاستشعار عن بعد بوزارة الاتصالات المهندس سامي محب الدين، دور الاستشعار عن بعد في مراقبة الأضرار على الجزر.
وأوصت الندوة، بمناشدة المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة لإيقاف الاعتداءات على الجزر اليمنية وما تتعرض له من عبث بمكنوناتها الطبيعية ومعالمها التاريخية، إلى جانب مناشدة منظمة اليونسكو لإرسال لجنة لتقصي الحقائق ومعرفة الاستحداثات والتجريف في سقطرى وإخراج الثكنات العسكرية من الجزر اليمنية.
وأكد المشاركون على ضرورة دعوة المختصين والباحثين للاهتمام برصد وتوثيق جرائم العدوان على الجُزر اليمنية، واستكمال إنشاء المجلس الأعلى لدعم وتعزيز الجُزر اليمنية، وكذا إنشاء صندوق لدعم مجتمعات الجُزر اليمنية، فضلا عن إعداد استراتيجية تنموية طويلة ومتوسطة المدى للاهتمام بتنمية الجزر اليمنية.
وشددت التوصيات على أهمية إعداد رؤية لإعادة إنشاء الهيئة العامة لتنمية وتطوير الجُزر اليمنية ورفعها لمجلس الوزراء، وكذا تسمية بعض الشوارع والمدارس والمنتجات الصناعية بأسماء الجُزر اليمنية.