يواجه المصنعون في جميع أنحاء العالم تكاليف عالية مع دخول الحرب الروسية في أوكرانيا شهرها الثاني، مما يهدد بدفع التضخم المرتفع إلى صعود قياسي أكبر، وسط قلق يطاول خصوصاً محدودي الدخل من احتمال تفاقم أزماتهم.
ومع هذه الأنواع من ضغوط الأسعار، ينخفض مستوى المعيشة في الدول العربية خاصة المستوردة للنفط، فيما تتزايد المعاناة في الدول الأفريقية الفقيرة وتلك التي تعتمد على الواردات الروسية والأوكرانية لتوفير الاغئية الأساسية لشعوبها، والأسمدة اللازمة لتسيير القطاعات الزراعية.
ويشعر الروس بألم حرب فلاديمير بوتين إذ قفزت أسعار السلع الأساسية مثل السكر بنسبة 14 في المائة في أسبوع واحد فقط، وفقاً لوكالة “بلومبيرغ” الأميركية.
كما تشهد المصانع من أستراليا إلى أوروبا ارتفاعاً في التكاليف بالفعل، فقد أدت الحرب الروسية في أوكرانيا إلى وابل من العقوبات التي تم فرضها على موسكو، ما أوصل إلى زعزعة أسواق السلع الأساسية والتجارة.
وتشرح الوكالة الأميركية أنه في حين أنّ تخفيف القيود الوبائية ساعد النشاط التجاري بشكل عام في تجاوز الصدمة الأولية من الغزو، فإن تضاؤل الثقة يهدد النمو الاقتصادي في الأشهر المقبلة.
العاملون في أكبر اقتصادات أوروبا هم من بين الأقل احتمالاً للسعي لزيادة الأجور في العام المقبل، على الرغم من خضوعهم لأكبر الضغوط من حيث ارتفاع الأسعار، فيما رفع صانعو السياسات في الأرجنتين والمكسيك والباراغواي وغانا وجنوب أفريقيا ومصر والمجر والنرويج أسعار الفائدة هذا الأسبوع.
كذلك، ازداد الازدحام في الموانئ الصينية الرئيسية في شنتشن وهونغ كونغ بسبب إغلاقات كورونا، وذلك إلى أعلى مستوى في خمسة أشهر، مما يشكل تأخيرات محتملة للسلع المتجهة إلى الولايات المتحدة هذا الصيف. وأطلق وزير الخزانة البريطاني ريشي سوناك العنان لمجموعة من التخفيضات الضريبية الأربعاء، لكنه ترك البريطانيين يواجهون أسوأ ضغوط على مستويات المعيشة منذ ستة عقود على الأقل.
ويشرح تقرير في موقع “الغارديان” البريطاني أنّ التضخم يضغط بشدة على القطاعات الحيوية في البلاد. إذ إنّ التكاليف كانت ترتفع بالفعل نتيجة للاضطراب الناجم عن الوباء وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكنّ الحرب في أوكرانيا: “أدت إلى ارتفاع معدلات التضخم إلى مستويات مثلها لم يسبق له مثيل منذ 30 عاماً”.
ودقت “آرلا” أكبر تعاونية ألبان بريطانية، ناقوس الخطر لأن الضغط المالي يجبر إنتاج الحليب في المملكة المتحدة على الانخفاض، وهو اتجاه قد يهدد إمدادات الحليب في المستقبل. وتزداد تكلفة إنتاج الحليب بشكل غير مسبوق ولا يزال المزارعون يعانون من تضخم كبير.
وفي السياق ذاته، يؤدي ارتفاع الأسعار إلى الضغط على ميزانيات الأسر في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأميركية، وفقاً لتقرير نشرته واشنطن بوست، ويفرض ضغوطاً إضافية خاصة على الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً وما فوق.
العبء على الأميركيين الأكبر سناً هو أحدث مثال على كيفية قيام التضخم، الذي وصل في الولايات المتحدة عند أعلى مستوياته في 40 عاماً، بتفاقم عدم المساواة. ويلقي ارتفاع أسعار المواد الغذائية والغاز والإسكان بثقله على من هم أقل قدرة على تحمل الزيادات ويخلق تحديات جديدة للسكان الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا.