العاصمة في حديث الأرقام.. إنجازات رغم الحرب

كثيرة هي المحن والأحداث التاريخية التي اختبرتها وتعرضت لها صنعاء وخرجت منها منتصرة وملحقة بأعدائها الهزائم المنكرة.
وها هي اليوم تؤكد الثابت في تاريخها العريق وتقفُ أكثرَ شموخاً.. متحدية البغاة فاردة أجنحتها، ومحلقة وشامخة تنظر إلى المستقبل رغم العدوان والحصارِ مستندة إلى شعب جبار يرفض الإذلال .. عصي على الكسر, ذخيرتها الحق سبحانة وتعالى، وزادها الصبر وعدتها المزيدٍ من الصمودِ والعمل الدؤوب في شتَّى المجالات.
عن جديد صنعاء وعن تطلعها للمستقبل في ظل الهجمة الشرسة للعدوان وحسب ما تم رصده وأعلنه المركز الإعلامي للأمانة تودع العاصمة صنعاء عام (٢٠٢١م) وتستقبل عامها الجديد، بمراجعة ما تم بذله من جهود وما تحقق من إنجازات على الأرضِ ولمسه الجميعُ.

تقرير/ جمال الظاهري

عام الإنجازات
حسب قيادات السلطة المحلية بالأمانة.. كان لاهتمام وتوجيهات ودعم القيادة الثورية والسياسية الأثر الإيجابي على أداء السلطة المحلية والإدارات التنفيذية في النجاحات التي تحققت.. بحيث حشدت أمانةُ العاصمة كلَّ طاقاتِها وجهودِها معَ أبناءِ المجتمعِ في تنفيذِ خططِها التنمويةِ والخدميةِ والاستثماريةِ التي تُعدّ ترجمةً لأهدافِ الرؤيةِ الوطنيةِ لبناءِ الدولةِ اليمنيةِ الحديثةِ 2030، بدعمٍ ورعايةٍ مباشرةٍ من فخامةِ رئيسِ المجلسِ السياسيّٓ الأعلى المشيرِ الركنِ مهدي محمد المشاط.
ونتيجة لتلك التوجيهات ولتفاني قيادة وكوادر الأمانة تمكنت أمانة العاصمة خلال العام 2021م من تحقيق العديد من الأهداف في مختلف المجالات الخدمية والتنموية التي عززت من عوامل الصمود في وجه العدوان، وما يفرضه من حصار جائر ألقى بظلاله على مختلف مقومات الحياة.
وبلغة الأرقام .. وحسب المركز الإعلامي بالأمانة.. فإن عدد المشاريع التي نفذت بأمانة العاصمة خلال العام الماضي بلغ 464 مشروعاً بتكلفة أكثر من 72 مليار ريال في مجالات الأشغال والصحة والمياه والصرف الصحي والتعليم والرصف وترميم الطرق والجسور وغيرها.
ما حققته أمانة العاصمة من نجاحات سواء على مستوى تنفيذ المشاريع أو تحسين الخدمات يمثل إنجازا كبيرا في ظل عدوان عالمي استهدف البنى التحتية وكل مقومات الحياة وتسبب في أسوأ كارثة إنسانية في العالم في العصر الحديث.
لم يقتصر النجاح الذي حققته الأمانة على الجانب الرسمي، بل كان الحراك المجتمعي والشعبي لتعزيز الصمود في مواجهة العدوان السمة الأبرز، حيث تصدرت أمانة العاصمة المشهد في المسيرات والفعاليات الجماهيرية وكذا قوافل العطاء دعما لأبطال الجيش واللجان الشعبية المرابطين في جبهات العزة والشرف وكذا تنفيذ مشاريع المبادرات المجتمعية في مختلف المجالات.
إنسانياً، كانت أمانة العاصمة قبلة للنازحين من مختلف المحافظات جراء العدوان، وكان التحدي الأكبر احتضان ما يقارب أكثر من ثلاثة ملايين نازح ما شكل ضغطا كبيرا على الأمانة فيما يتعلق بتقديم الخدمات الأساسية وكذا الخدمات الإيوائية والإغاثية والصحية، مع العلم أن هذا العدد الكبير لا تستطيع أي عاصمة أخرى أن تحتضنه حتى في ظل الأوضاع الطبيعية.
أمنيا، حققت الأمانة إنجازات متلاحقة ساهمت في كشف وضبط العناصر الإجرامية وعصابات السرقة والتزوير، وأصبحت أمانة العاصمة مضرب المثل في الأمن والاستقرار مقارنة بحالة الانفلات الأمني في المحافظات المحتلة.
وعلى مستوى التخطيط الاستراتيجي، أنجزت أمانة العاصمة الخطة المرحلية الأولى والثانية من الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة وتحليل الوضع الراهن، ووضعت الخطط الخاصة بالمرحلة الثانية من الرؤية 2021 – 2025م.
كسرت العاصمة صنعاء كل المعادلات، وتغلبت على التحديات.. وهي اليوم تمضي قدماً في مسيرة البناء والتنمية بدعم من قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ورئيس المجلس السياسي الأعلى فخامة المشير الركن مهدي المشاط، وستبقى عاصمة الصمود والثبات والبناء والتنمية.
الضغط السكاني وآثاره
النموُّ السكانيّ المضطردِ من مقيمين ونازحين وزائرين تجاوز عددُهم سبعةَ ملايينِ نسمةٍ، اقتضى زيادةً في النشاطِ الخدميِّ والتجاريِّ، وتوسعاً عمرانياً متسارعاً شكّلَ في مجملِه ضغطاً كبيراً على قطاعاتِ أمانةِ العاصمةٓ المختلفةِ، كما ارتفعت معدلاتُ تهالكِ شبكةِ الطرقاتِ نسبياً بفعلِ تقادمِ الزمنِ، والاستهلاكِ والعواملِ الطبيعيةِ كسيولِ الأمطارِ التي زادَ منسوبُها في السنواتِ الأخيرَة.
مشاريع الطرق وقنوات التصريف
شهدَ العامُ 2021 تنفيذ 156 مشروعاً في الطرقات وقنوات التصريف تجاوزت تكلفتُها خمسةَ عشرَ ملياراً وثمانَمائةٍ وسبعةً وتسعينَ مليونَ ريال، منها أربعةٌ وأربعون مشروعَ ترميماتٍ إسفلتيةٍ وصيانةٍ للشوارعَ، وخمسةٌ وأربعون مشروعَ رصفٍ حجريٍ وجسورٍ خرسانيةٍ سطحيةٍ، وثلاثةَ عشرَ مشروعَ كرفاناتٍ وقنواتِ تصريفٍ لمياهِ الأمطارِ، ساهمت بشكلٍ كبيرٍ في معالجةِ مشكلةِ تجمّعِ مياهِ الأمطارِ والحفاظِ على شوارعَ العاصمةِ وبنيتِها التحتيةِ.
كما شهدت العاصمةُ تنفيذَ ستةَ عشرَ مشروعَ شقِّ شوارعَ جديدةٍ في المناطقَ الطرفيةِ للعاصمةِ.. إلى جانبِ أعمالِ مسحٍ وتسويةٍ بمساحةِ مليونٍ وثلاثةٍ وسبعينَ ألفَ مترٍ مربعٍ، بتكلفةٍ تجاوزت ملياري ريال.
تطويرِ البنى الخدميةِ
نفذت أمانةُ العاصمةِ ثلاثةً وعشرينَ مشروعاً لرفدِ القطاعاتِ الخدمية بعشراتِ المعدات والآلياتِ، بتكلفةِ ستةِ ملياراتٍ ومائةٍ وخمسةٍ وثمانينَ مليونَ ريال.
المبادرات المجتمعية
عملت الأمانة على تحفيزِ واستنهاضِ دورِ المجتمع بمختلفِ مجالات التنمية، واستطاعت تنفيذ خمس وعشرين مبادرةً مجتمعيةً بتكلفةِ مليارٍ ومائةٍ وثمانيةٍ وسبعينَ مليونَ ريال، ساهمَ المجتمعُ بمبلغِ ثلاثِمائةٍ وثلاثين مليونَ ريال.
«مستر بلان»
عملت السلطات في العاصمة على الحفاظِ على مخططِها العامِّ، وتطبيقِه على الواقعِ، حيث شهدت خلالَ الفترةِ نفسَها اعتمادَ عشرِ وحداتِ جوارٍ وتخطيطَ ستِّ وحداتٍ أخرى، وتدشينَ مشروعِ المخططِ العامّ للتنميةِ «مستر بلان» كأحدِ أهمِّ المشاريعَ الإستراتيجيةِ لتلبيةِ متطلباتِ التنميةِ في العاصمةِ، بتكلفةِ مائةِ مليونَ ريال.
وبالنظر إلى ما تشهدُه العاصمةُ من توسّعٍ عمراني، تمَّ إصدارُ ثلاثةِ آلافٍ وتسعِمائةٍ وستٍ وعشرينَ رخصةَ بناءٍ مستوفيةً للشروطِ القانونيةِ، بمساحةِ مليونٍ وثلاثِمائةٍ وخمسةٍ وخمسينَ ألفَ مترٍ مربعٍ، وإصدارِ عشرينَ ألفَ تراخيصَ مهنٍ، وضبطِ وإزالة ألفٍ وخمسِمائةٍ وأربع وتسعينَ مخالفةً، ورفعِ مائةٍ وثمانيةٍ وخمسين ألفاً وثلاثِمائةٍ وثمانيةٍ وأربعينَ متراً مكعباً من مخلفاتِ البناءٓ.
قطاع النظافة والبيئة والحدائق والإنارة
بذلة أمانةُ العاصمةِ جهودا كبيرة في تحسينٓ وإبرازِ المظهرِ الحضاريِّ والجمالِي لعاصمةِ كلِّ اليمنيين، من خلالِ تنظيمِ الشوارعَ والأسواقِ وتحسينِ الخدماتٓ المقدمةٓ للمواطنينَ، ابتداءً بالحملاتِ الميدانيةِ الواسعةِ في المديرياتِ كافة، وضبطِ وإزالةِ المخالفاتِ والمظاهرَ العشوائيةِ، ومن ثمار تلك الجهود تطبيقِ أُنموذجٍ موحدٍ لتنظيمِ البسطاتِ والمواقفَ في شارعِ جمال، الذي قوبلَ بارتياحٍ شعبيٍ واسعٍ، واصلت على إثرِه العملَ في بقية شوارعَ وأسواقِ الأمانة، كما تم إنجازُ أربعةِ مشاريعَ إنارةٍ للشوارعَ والتقاطعاتِ الرئيسيةِ والمدارسَ والمراكزِ الصحيةِ بالطاقةِ الشمسيةِ، حيثُ تم تركيبُ أربعِمائةٍ وثمانينَ وحدةَ إنارةٍ حديثة، بقدرة ثمانينَ وات ومائةِ وات، بتكلفةٍ تجاوزت ملياراً ومائتين وتسعةً وستينَ مليون ريال، إضافةً إلى تركيبِ ألفٍ وأربعِمائةٍ وخمسةٍ وأربعينَ إضاءةً اقتصاديةً.
وفيما يخص النظافة بلغتْ تكلفةُ مشاريعَ النظافةِ ستَّمائةٍ وخمسةً وعشرينَ مليونَ ريال.
كما وجهتْ قيادةُ الأمانةِ برفدِ مشروعِ النظافةِ بتسعةٍ وثلاثينَ معدةً جديدةً دعماً للجهودِ اليوميةِ في رفعِ المخلفاتِ، حيثُ تمكّن عمَّالُ النظافةِ منْ ترحيلِ خمسِمائةٍ وأربعةً وثمانينَ ألفاً وثلاثِمائةٍ وأربعةَ عشرَ طناً من المخلفاتِ خلال العامِ 2021.
وهنا تجدر الإشارة إلى ترافق جهودُ الحفاظِ على النظافةِ والبيئةِ، معَ تنفيذِ حملاتٍ مجتمعيةٍ ومبادراتٍ شبابيةٍ وأنشطةٍ وبرامجَ توعويةٍ متنوعةٍ ما بينَ ميدانيةٍ وعبرَ وسائلِ الإعلامِ وإعلاناتِ الشوارعِ، هدفت إلى رفعِ مستوى الوعيِ المجتمعيِّ بأهميةِ النظافةِ وترسيخِها كسلوكٍ إيمانيٍ والتزامٍ جماعيٍ.
المتنفسات
عملت أمانةُ العاصمةِ على إيجادِ متنفساتٍ خضراءَ لقاطنِيها وزائرِيها من خلالِ تنفيذِ تسعة عشرَ مشروعاً لتأهيلِ وتحسينِ الحدائقَ والمتنزهاتِ، وإنشاءِ النوافير والشلالاتِ والمجسماتِ الجماليةِ في الأماكنِ والتقاطعاتِ الرئيسيةِ والحدائقَ، ساهمت في تنشيطِ السياحةِ الداخليةِ لتصبحَ صنعاءُ قُبلتَها الأولى.
الزراعةُ والثروة الحيوانية
وفي سياقِ التوجّهِ الوطني العامِّ نحوَ تحقيقِ النهضةِ الزراعيةِ وصولاً إلى الاكتفاءِ الذاتيِّ من الإنتاجِ المحليِّ، دعمت أمانةُ العاصمةِ تنفيذَ مشاريعَ وأنشطةٍ زراعيةٍ عبر اللجنةِ الزراعيةِ والسمكيةِ العليا بتكلفةِ مليارٍ وستِّمائةٍ وخمسةَ عشرَ مليون ريال، منها مشروعان لحصادِ مياهِ الأمطارِ وسبعةٌ وثلاثونَ مشروعاً لاستصلاح أراضٍ زراعيةٍ، بالإضافةِ إلى سبعةٍ وخمسينَ مبادرةَ تشجيرٍ.
كما تمَّ تشكيلُ ستِّمائةٍ وثلاثينَ لجنةً زراعيةً على مستوى المديريات، وتنفيذ ستِّمائةٍ وسبع وثمانينَ فعاليةً توعيةً، وإرشاديةً وتحفيزِيةً للمجتمع، ورفع مستوى الوعي بأهميةِ المبادراتِ والمشاركةِ المجتمعيةِ في الجانبِ الزراعي.
وبالنسبة للرقابة والتفتيش وللمتابعة نفَّذت الأجهزةُ المعنيةُ بأمانةِ العاصمةِ حملاتِ تفتيشٍ مستمرةً، أسفرتْ عن منعِ ذبحِ أكثرَ من ألفين وستِّمائةً رأسٍ من إناثِ وصغارِ الماشيةِ، وكذلكَ تسمينِ ولقاحِ مليونِ رأسٍ من الماشيةِ, في حين أسفرت جهودُ تشجيعِ تربيةِ النحلِ عن زيادةِ إنتاجِ العسلِ إلى ثمانينَ طناً.
المياهُ والصرفُ الصحي مثل تطويرُ البِنيةِ التحتيةِ للعاصمةِ هدفٌ استراتيجيٌ، وفي هذا السياقِ، نفذت أمانةُ العاصمةُ سبعةً وستينَ مشروعاً للمياه والصرفِ الصحيِّ بتكلفةٍ تجاوزت مليارين وثمانَمائةٍ وخمسةَ عشرَ مليون ريال، ليرتفعَ بذلك عددُ الأحياءِ التي تتوفّر فيها شبكةُ المياهِ إلى ثمانيةٍ وتسعينَ ألفاً وثمانِمائةٍ وثمانيةٍ وخمسينَ حياً، والآبارُ العاملةُ إلى ثلاثةٍ وسبعينَ بئراً، وبلغ عددُ المستفيدينَ أكثرَ من ثلاثةِ ملايينِ نسمةٍ.
-إضافةً إلى مشاريعَ وأعمالِ الصيانةِ والتدخلاتِ الطارئةِ المنفذَةِ لإصلاحِ وإعادةِ تأهيلِ شبكاتِ المياهِ والصرفِ الصحيِّ المتضررةِ من تدفقِ سيولِ الأمطار بمختلف مديريات أمانة العاصمة.
التربية والتعليم
لم يرع العدوان حرمة القطاعات المدنية، وعمل خلال السبع السنوات الماضية على تدمير كل البنى التحتية التي لها علاقة بوعي ومستقبل الشعب اليمني، ومن ذلك استهدافه للمنشآت التعليمية الأمر هذا كان له آثار كارثية مباشرة وتداعياتِ مستقبلية طويلة الأثر ، لم تتوقف مساعيهِ لتعطيلِ العمليةِ التعليميةِ من خلالِ قطع مرتباتِ أكثرَ من واحدٍ وعشرينَ ألفَ معلمٍ ومعلمةٍ، إلى جانب الآثار المباشرة حيث استهدف المدارسَ بصورة مباشرة كما قطع اعتمادات التربية والتعليم ما تسبب في صعوبةِ توفيرِ المناهجَ والوسائلَ التعليميةِ, مع ذلك عملت السلطةُ المحليةُ ومكاتبُها المختصةُ على تجاوز المشكلة وقامت بتنفيذِ الكثيرِ من المشاريعَ والأنشطةِ الهادفةِ إلى استمرارِ التعليمِ، منها اثنان وأربعون مشروعاً بتكلفةٍ تجاوزت ملياراً وسبعين مليون ريال، وفتحت البابَ أمامَ المشاركةِ المجتمعيةِ لدعمِ القطاع التعليميِ، وحشدت وشجعتِ المتطوعِين على التدريسِ ليصلَ عددُهم إلى أربعةَ آلافٍ وستَّمائةٍ وثمانينَ متطوعاً ومتطوعةً، ساهموا في تسييرِ العامِ الدراسيِّ لأكثرَ من أربعِمائةٍ وثمانيةٍ وخمسينَ ألفَ طالبٍ وطالبةٍ في مرحلتي التعليمِ الأساسيِّ والثانويّ، استوعبتْهم تسعُمائةٍ واثنتان وتسعون مدرسةً حكوميةً، وخاصةً في العاصمةِ.
المشاريع الصحية
كانت ولا زالت العاصمةُ صنعاءُ الوجهة الرئيسية لمئاتِ الآلافِ من المرضَى القادِمينَ من مختلفِ أنحاءِ الجمهوريةِ، بما فيها المحافظاتُ المحتلةُ، وذلك لطلبِ العلاجِ، ما استدعى العمل على تنفيذَ المخططِ العامِّ للمرافقَ الصحيةِ العاملةِ بنسبةِ مائةً في المائةِ في ظل ضغوط استثنائية.
ومع ارتفاع الطلب على الخدمات الصحية في الأمانة بذلت جهود جبارة نتج عنها أن شهدَ القطاعُ الصحيُّ في الأمانةِ تنفيذَ أربعةٍ وأربعينَ مشروعاً بتكلفةٍ تجاوزت خمسةَ ملياراتٍ وثلاثَمائة وأربعةَ عشرَ مليون ريال وفرت الخدمة لأكثر من ستَّمائةٍ وأربعاً وثمانينَ ألف حالة، فيما بلغ عدد المترددين على هذه المرافقَ أكثرَ من مليونين ومائتين وثلاثةٍ وسبعينَ ألف مواطن.
الاستقرارُ التموينيُّ
منذ الوهلةِ الأولى للعدوانِ أولت القيادة الثورية اهتماما كبيرا للجانب التمويني وحذرَت من خطورةِ التلاعبِ بأقواتِ المواطنينَ من قبلِ ضعفاءِ النفوسِ وتجارِ الحروبِ، وهذا ما وضعته قيادةُ أمانةِ العاصمةِ على رأسِ مهامِها، من خلالِ تكثيفِ جهودِها لضبطِ الوضعِ التموينيِّ ومراقبةِ الأسعارِ.
ومن أهمِّ هذه الجهودِ قرارُ أمينِ العاصمةِ بتحديدِ سعرِ رغيفِ الخبزِ وإلزامِ المخابزِ بالبيعِ بالميزانِ، الأمرُ الذي انعكسَ إيجاباً على حمايةِ المستهلِكِ والحدِّ من التلاعبِ.
وفي هذا الإطار شهدَ العامِ الماضي تنفيذ ثلاثِمائةٍ وخمسٍ وستينَ حملةَ تفتيشٍ على أسواقِ ومحلاتِ ومخابزَ العاصمةِ استهدفت اثنين وعشرين ألفاً ومائتين وأربعين منشأة، بالإضافةِ إلى مائةِ حملة ضبط، أسفرَ عنها إغلاقُ أربعِمائةٍ واثني عشرَ محلاً مخالفاً، وعشرة ِآلاف وأربعِمائة وستة وعشرينَ مخالفة مضبوطة، وتمت إحالة ألف وأربعِمائةٍ وثلاثة وسبعينَ مخالفة إلى النيابة العامّة.
وأتلفت الجهات الرقابية المختصة أكثرَ من ألفين ومائتين وأربعةٍ وأربعين طناً من البضائعَ والأغذيةِ الفاسدةِ والمنتهيةِ الصلاحيةِ، وقطعت خمسةَ آلافِ ومائتين وتسعاً وثمانين بطاقةً صحيةً.
الخدماتِ المروريةِ
رغم اشتداد الضغط على الطرق والشوارع نتيجة توافد النازحين إلى الأمانة وما قد يسببه ذلك من اختناقات مرورية، إلى أن الإرادةُ والإصرارُ على النجاحِ كانا حاضرين فتوالدت الأفكارِ وابتكرت الحلولُ لكلِّ الإشكالياتِ والتحدياتِ، وهو ما ترجم ولمس من خلال معالجةِ الاختلالاتِ المروريةِ وتنظيمِ خطوطِ السيرِ والضبطِ المروري، حيثُ نفذت أمانةُ العاصمةُ مشاريعَ للتحسيناتِ المروريةِ استهدفت تأهيلَ خمسينَ موقعاً، توزّعت على عشرةِ محاورَ، منها المطار والستين وحدة والخمسين والدائري، وتم رفد إدارةِ المرورِ بعددٍ من الونشاتِ، التي أثمرت بشكلٍ كبيرٍ في تحقيقِ الانسيابِ المروريِّ والتقليلِ من المخالفاتِ والحوادثِ وضبطِ المخالفين.
وفي الجانب التنظيمي نفذت سبعة مشاريعَ في مجالِ إعادةِ تأهيلِ وتنظيمِ عملِ فرزِ النقلِ وخطوطِ سيرِ الباصاتِ في شوارعَ العاصمةِ، بتكلفة سبعين مليونَ ريالٍ.
الاستقرار الأمني
الأمن أحد أهم عوامل الصمود ولذا كان له أولوية في الاهتمام لارتباطه الوثيق ببقية الأنشطة الحيوية للمجتمع وما تشهدُه العاصمةُ صنعاءُ من نهضةٍ تنمويةٍ واقتصاديةٍ واجتماعيةٍ يؤكدُ هذه الأهمية الحالة الأمنية المستقرة التي تعيشُها العاصمةُ صنعاءُ.
هذا الاستقرار الأمني لم يكن وليد الصدفةِ، بل كان نتاجُاً للوعيٍ وللجهودٍ المكثفةٍ وللتنسيقٍ والاهتمامٍ الكبير والتطويرٍ والتحسين الذي اضطلعت به الجهات المعنية بحيث عملت على توفيرِ متطلباتِ عملِ الأجهزةِ الأمنية التي تمكنّت خلالِ العامِ 2021م من ضبطِ أكثرَ من سبعةِ آلافٍ ومائةٍ وسبعٍ وثمانينَ قضيةً جسيمةً وثمانيةٍ ومائةٍ واثنتينِ وعشرينَ قضيةً أمنيةً أخرى.
الأنشطة الثقافية والاجتماعية
لقد استطاعت أمانةُ العاصمةُ أن تكونَ فرسَ الرهانِ، في ما يتعلقُ بجهودِ التحشيدِ والتعبئةِ ورفدِ الجبهاتِ بالرجالِ والمالِ، وتعزيزِ عواملَ الصمودِ في مواجهةِ العدوانِ.
وبلغةِ الأرقامِ، بلغَ إجماليُّ قوافلَ العطاءِ المسيَّرةِ من العاصمةِ لأبطالِ الجيشِ واللجانِ الشعبيةِ مائةً وتسعاً وعشرين قافلةً بقيمةِ (ستةِ ملياراتِ ريال).
ولتعزيزِ التكافلِ الاجتماعيِّ، نفذت أمانةُ العاصمةُ مشاريعَ وأنشطةً بتكلفةِ تسعِمائةِ مليونَ ريال، وتجاوزت مبالغُ التكافلِ المقدمةُ مائتي مليون ريال.. كما تم توزيع أكثرَ من ثلاثَمائةٍ وثمانيةِ آلاف سلةٍ غذائيةٍ،
وشملَت الأنشطةُ التكافليةُ تنفيذَ مائتين وستَّة عشرةَ مبادرةً مجتمعيةً بتكلفةٍ ثلاثمائةٍ وسبعةٍ وأربعينَ مليونَ ريال، وتنفيذَ أربعةِ مشاريعَ في الجانبِ الإنسانيِّ بتكلفةِ أربعمائةٍ واثنين وستين مليونَ ريالٍ بتمويلٍ خارجيٍ.
كما تضمّنت جهودُ أمانةِ العاصمةِ تنفيذَ خمسةِ آلاف وستمائةٍ واثنتين وستين زيارةً لأسرِ الشهداءِ والأسرى والمرابطِين وعشرةِ آلافٍ واثنتين وعشرين زيارةً لجرحَى ومعاقِي الحربِ، وأكثرَ من ستةٍ وعشرينَ ألفاً وخمسمائةِ زيارةٍ للفقراءِ، وذلك من أجلِ مواساتِهم وتلمسِ احتياجاتِهم ومساعدتِهم.
اجتماعيا، وفي سياق الاستجابة لتوجيهات القيادة الثورية بحل القضايا والفصل في النزاعات، وتعزيز اللحمة الوطنية والسلم الاجتماعي، شهدت العاصمة حلحلة أكثر من ألفين وثلاثُمائة وستٍ وثمانين قضيةً،
احتضنت أمانةُ العاصمةِ آلافَ الفعالياتِ الثقافيةَ والتوعويةَ في المدارسَ والمساجدَ، ونتيجة لذلك حققت الصدارة فقد بلغَ عددُ الوقفاتِ القبليةِ والرسميةِ أكثرَ من تسعةِ آلافٍ وثمانِمائةٍ، بحضورٍ تجاوزَ أربعةَ ملايين مواطنٍ، أمّا الوقفاتُ الطلابيةُ والتربويةُ فبلغت أكثرَ من خمسَمائةٍ وقفة، كما تمَّ تنفيذُ ثمانِمائةٍ وسبعينَ دورةً ثقافيةً واجتماعيةً وتربويةً، كما شهدت أمانةُ العاصمةِ عشراتِ المسيراتِ الجماهيريةِ المنددةِ بالعدوانِ وجرائمِه وأخرى رافضةً للتطبيعِ والتفريطِ بقضايا الأمةِ وعلى رأسِها القضيةُ الفلسطينيةُ، تعبيراً عن مدى الوعيِ والبصيرةِ التي يتسلَّحُ بها اليمنيون.
كذلك أحيت أمانةُ العاصمةِ العديد من الفعالياتِ الوطنيةَ والدينيةَ وعلى رأسِها المهرجانُ الأكبرُ لذكرى المولدِ النبويِّ- على صاحِبِه وآلِه أفضلُ الصلاةِ والتسليمِ- الذي لفت أنظارَ العالمِ بحشدِ مليونيٍّ غيرِ مسبوقٍ في تاريخِ المنطقةِ والعالمِ من حيثُ الاحتفالِ بهذه المناسبةِ العزيزةِ على قلوبِ كل اليمنيين، في حين بلغ عدد الفعاليات التي سبقت الفعالية الكبرى نحو ثلاثُمائةٍ واثنتين وسبعينَ فعاليةً مركزيةً وأكثرَ من سبعةِ آلافٍ وستِّمائة فعاليةٍ متنوعةٍ بذكرى المولد النبوي.
الإصلاح الإداري والمؤسسي
امتثالاً وتنفيذا لتوجيهاتِ القيادةِ في مكافحةِ الفسادِ وتعزيزِ الشفافيةِ، عملت الأمانة على إشراك المجتمع واستحدثت نوافذ اتصال لخدمة الجمهور وخصصت أرقاماً للبلاغات وكانت النتيجة أن استقبلت إدارةُ خدمةِ الجمهورِ في ديوانِ الأمانةِ ألفينِ وثمانَمائةٍ وثلاثينَ مذكرةً، وبلغَ إجماليُّ الصادرِ العامِّ ستةُ آلافٍ وستَّمائةِ مذكرةً، فيما تلقت إدارةُ الشكاوى ألفاً وسبعَمائةٍ وأربعة وسبعينَ شكوى متنوعةً، بلغت نسبة الإنجاز فيها اثنين وثمانين في المائة.
وفي ما يخص الجهودِ المتصلةِ بالإصلاحِ الإداريِّ والمؤسسيِّ، نفذت الأمانةُ سبعةَ مشاريعَ بتكلفةِ ثلاثِمائةٍ وأربعة وثمانين مليونَ ريال، واستكملت إعدادَ مصفوفةٍ لمراجعةِ مشروعِ قانونِ العاصمةِ صنعاءِ الذي سيُسهم في تطويرِ الأداءِ بمختلفِ المجالاتِ التنمويةِ والخدميةِ والاستثماريةِ.
ولأهمية الكادر البشري فقد أولت قيادة الأمانة جانب التأهيلِ ورفعِ قدراتِ الكادرِ البشريِّ.. ونظمت أمانةُ العاصمةِ ومكاتبُها التنفيذيةُ أكثرَ من ستَّمائةٍ وعشرَ دوراتٍ تدريبيةٍ، ضمن خطتِّها للعامِ 2021م.
ومن خلال كل تلك الجهود نجحت أمانةُ العاصمةِ في قطع شوط كبير في مجالِ الأتمتةِ.. حيثُ أنجزت مشروعَ نظامِ الخدماتِ الإلكترونيةِ الموحّدِ وأوعيتِها الإيراديةِ، واستكملَت ربطَ النظامِ الشبكيِّ للأمانةِ بعددٍ أحدَ عشرَ فرعاً من المكاتبَ التنفيذيةِ.
الخلاصة..
من خلال هذه الأرقام نستطيع أن نقول إن ما حققته أمانةُ العاصمةِ من نجاحاتٍ سواءً على مستوى تنفيذِ المشاريعَ أو تحسينِ الخدماتِ يمثلُ إنجازاً كبيراً في ظلِّ عدوانٍ عالميٍ، استهدفَ البنى التحتيةَ وكلَّ مقوماتِ الحياةِ، وتسببَ في أسوأ كارثةٍ إنسانيةٍ في العالمِ.

قد يعجبك ايضا