تفجيرات مسجدي “بدر” و”الحشحوش”.. يوم سقطت ورقة التوت عن مخطط استهداف الأمة

ثلاث هجمات انتحارية استهدفت مسجدي بدر والحشحوش في الـ٢٠ من مارس ٢٠١٥، ارتقى فيها عشرات الشهداء، ما يقارب الـ١٤٠ شهيداً وأكثر من ٣٠٠ جريح، في فعل كانت الفوضى والانهيار الأمني حينها في ذروته ونشاط الجماعات التكفيرية بلغ مستوى كبيراً من التنفيذ المريح.
الانفجار الأول كان داخل مسجد بدر، ثم انفجار آخر عند مدخل المسجد أثناء فرار المصلين في تعمد لسقوط اكبر عدد منهم، فيما استهدف التفجير الانتحاري الثالث مسجد الحشحوش في شمال العاصمة.
كان واضحا حينها، أن ثمة مؤامرة كانت تسعى لإدخال اليمن في دوامة من العنف وسفك الدماء وفك عرى الوطن الواحد هي أجندات أمريكية وإقليمية تعادي الشعب اليمني.
ورغم أن تنظيم داعش كان أعلن مسؤوليته عن الهجمات إلا أن الإدارة الأمريكية قالت إنه من المبكر جدا إلقاء اللائمة على التنظيم.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست إنه لا يوجد حتى الآن علاقة «عملياتية واضحة» بين المتطرفين في اليمن وتنظيم «الدولة الإسلامية» في صورة تكشف الرعاية الأمريكية التي ترى ما يمكن أن ينفع وما لا ينفع لمثل هذه التنظيمات.
هذا النوع من الجرائم الدخيلة على مجتمعنا اليمني ، شكل صدمة شديدة لكل اليمنيين ، فلم يكن يتخيل أي شخص أن تصل الوحشية والنزعة الإجرامية لدى هؤلاء القتلة إلى هذا الحد الذي يدفعهم إلى التعدي على حرمة بيوت الله ، واستهداف المصلين الآمنين وهم يؤدون صلاة الجمعة والمساجد ممتلئة بضيوف الرحمن الذين قدموا إليها لذكر الله استجابة لنداء الخالق جل في علاه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) ، ولذلك شاهدنا كيف عبَّر الشارع اليمني عن إدانته واستنكاره لهذه الجرائم ورفضهم دعشنة اليمن والتعدي على حرمة المساجد ، وتأكيدهم على التمسك بالوسطية والاعتدال والتسامح ورفض ومقت كافة أشكال التطرف والتشدد والتزمت والغلو.
لحظات عصيبة مرت على اليمنيين حينها ليس فقط لما خلفته التفجيرات ونما خوفاً وخشية من دخول البلد في سلسلة من الأعمال المشابهة، وهو ما كان الأعداء يسعون لإنفاذه وتمريره ، مع ذلك فإنه برعاية الله ثم بوعي وبصيرة أبناء الشعب اليمني والتفافهم حول قائد الثورة جعل من هاتين الجريمتين هما الأولى والأخيرة من هذا النوع، وأفشل اليمنيون رهانات الأعداء على تفكيك النسيج الاجتماعي.
حينها أكد المجلس السياسي لأنصار الله أن هذه الجرائم تأتي في إطار الحرب الشاملة التي تستهدف الشعب اليمني وثورته وإرادته في التغيير والتحرر من الهيمنة والوصاية الخارجية.
وأدان المجلس في بيان، «الجريمة المروعة والجبانة التي ارتكبتها عناصر التخريب والإجرام بحق المصلين الآمنين وهم يؤدون صلاة الجمعة في جامع بدر وجامع الحشحوش والتي خلفت مئات الشهداء والجرحى متجاوزة بذلك كل القيم والأعراف والقوانين السماوية والإنسانية».
وأضاف «المؤسف أن هناك من يساهم في التبرير لمثل هذه الجرائم البشعة من خلال تشويه الثورة ومعارضة أي عمليات أمنية تنال من هذه العناصر الإجرامية وكذلك من خلال التحريض الإعلامي ضد اللجان الشعبية وإثارة النعرات الطائفية والمناطقية ضد أبناء الشعب اليمني الواحد».
وأكد البيان أن من يقدم أي تسهيلات لهذه العناصر أو يساندها سياسياً أو عسكرياً أو إعلامياً أو لوجستياً فإنه يعتبر شريكاً لهم في هذه الجرائم.
وقوبلت العمليات الإرهابية بردود محلية ودولية واسعة، أدانت الهجمات الإرهابية واعتبرت أن هذه الأعمال تهدف إلى إشعال نار الفتنة، وتعطيل مساعي التصالح بين اليمنيين.

قد يعجبك ايضا