واشنطن تحسن الاقتصاد الأمريكي على حساب اشلاء اليمنيين
ثمان سنوات لم تكن كافية لانتهاء الحرب العبثية في اليمن، والتي تستفيد منها قوى دولية عدة على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، على حساب شعب مسالم وأعزل وقع ضحية مصالح وصراعات سياسية وعسكرية إقليمية ودولية.
وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام العالمية، لم تعد تتحدث عن الكارثة الإنسانية والجرائم التي ترتكب بحق الشعب اليمني بشكل يومي جراء اندلاع الحرب في أقصى أوروبا بين روسيا وأوكرانيا، وبالرغم من حديث بعض المراقبين والمحللين الغربيين، أن الحرب في اليمن تقترب من نهايتها ، إلا أن الوقائع تؤكد أن الحرب التي بدأت من العاصمة الأمريكية واشنطن في 26 مارس 2015 لن تنته بأي حال من الأحوال خلال الوقت الراهن أو المدى القريب، حتى لو تطورت الحرب الروسية الأوكرانية إلى نشوب الحرب العالمية الثالثة، وذلك لكون الحرب على اليمن اندلعت في الأصل كورقة للاستثمارات الغربية الهادفة لتحسين وزيادة اقتصادها على سحب نهب المال المهول لجيران المنكوب المنكوب.
تقارير دولية تفضح أمريكا
منذ أول طلعة جوية لقوات التحالف ضد اليمن في مارس 2015 ، أجرت منظمة العفو الدولية تحقيقات في عشرات الضربات الجوية التي استهدفت الأبرياء من المدنيين، وعثرت المنظمة مرارا وتكرارا على بقايا ذخائر أمريكية الصنع .
وتحدثت منظمة العفو الدولية في العديد من تقاريرها عن استخدام نفس قنابل ريثيون الأمريكية الصنع التي استخدمت في 21 يناير في غارة جوية بقيادة السعودية نُفذت أيضاً في قصف على منزل سكني في محافظة تعز جنوب اليمن بتاريخ 28 يونيو 2019 ، وأسفرت عن مقتل ستة مدنيين – من بينهم 3 أطفال.
وفي 9 سبتمبر 2019، انتقد تقريرلجنة الخبراء البارزين للأمم المتحدة، مبيعات الأسلحة الأمريكية ودول أخرى للسعودية، وأوصى التقرير بإحالة الوضع في اليمن إلى المحكمة الجنائية الدولي (حسب ما نشرته رويترز).
القانون يختفي حين يحضر المال
وامام تقارير المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية، التي كشفت دور الولايات المتحدة الأمريكية في قتل المدنيين اليمنيين، قرر الكونجرس الأمريكي النظر في اصدار قرارات لمنع مبيعات الأسلحة إلى السعودية ، إلا أن كل مافعلته إدارة أوباما انها حدت طواعية من دعمها للسعودية، وخفضت مبيعات الأسلحة وعدد المستشارين العسكريين الأمريكيين في الرياض.
وعندما تولى الرئيس دونالد ترامب منصبه، عززت إدارته بشكل كبير الدعم الأمريكي للسعودية، وأعلنت عن بيع أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار.
وفي مطلع أبريل 2019، أقر مجلس النواب الأمريكي قانون يحضر بيع الأسلحة للسعودية والإمارات على خلفية انتهاكات السعودية لحقوق الانسان و الحرب على اليمن.
وفي مايو 2019 ، أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حالة الطوارئ بموجب قانون مراقبة تصدير الأسلحة (AECA) لتجاوز قانون “تجميد” الكونغرس لمبيعات الأسلحة وقامت حينها إدارة الرئيس السابق ترامب بإكمال صفقة مبيعات بقيمة 8.1 مليار دولار من المبيعات للسعودية والإمارات، حينها طلب الكونجرس من المفتش العام لوزارة الخارجية التحقيق في الأمر.
ولكون المال إن حضر اختفت القوانين والإنسانية من ضمائر ساسة العالم المنافق، فقد نجح مجموعة من المشرعين الأمريكيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في التوصل إلى اتفاق حول مشروع قانون لمنع مثل هذه المبيعات لجميع البلدان باستثناء حلفاء الولايات المتحدة المختارين من بينها السعودية والإمارات.
وعود بايدن في مهب الريح