أستاذ جامعي لشفقنا: الشيعة في باكستان يواجهون القتل المنظم
يرى أستاذ مركز دراسات الثقافة والفكر الإسلامي بان الأدلة تبين بان المسئولين الأمنيين في باكستان لا يريدون اعتقال من يقف وراء ارتكاب الجرائم بحق الشيعة وربما هناك تعاملات بينهم وبين قادة الجماعات الإرهابية، على هذا يجب ان تمارس الدول الإسلامية الضغط على حكومة باكستان لمنع بناء مثل هذه العلاقات كي يتحملوا مسئولية هذه الممارسات.
وقال الأستاذ الجامعي حجة الإسلام والمسلمين محمد ملك زادة في حوار خاص بشفقنا عند الحديث عن الأنشطة الإرهابية التي تستهدف الشيعة في الدول الإسلامية، بان ارتكاب المجازر بحق الشيعة وقتلهم في باكستان بدأ بشكل ممنهج ومنظم، منذ عام 1989 ونتيجة انتشار الإرهاب.
وأضاف ان الهجمات الإرهابية في أفغانستان وباكستان قد اتسعت نطاقا في السنوات الأخيرة قائلا لا يشعر الشيعة بالأمان وخاصة شيعة الهزارة، فهم أكثر الطوائف المعرضين للظلم، وان القادة المعارضين للشيعة يتبنون هذه الهجمات علنا، غير ان حكومة باكستان والأمن لا يقومون بمنع مثل هذه الهجمات، بالرغم من تمكنهم من منعها، غير أنهم لا يحملون أي دافع ولا يقومون بأي عمل مقنع لاعتقال المسببين وهذا ما يثير علامات الاستفهام.
واستطرد قائلا: هذا الأمر يضاعف مسئولية الدول الإسلامية تجاه هذه الممارسات، إذ عليها ممارسة الضغط على الحكومة الباكستانية، لمنع حدوث هذه الأعمال الإرهابية، هذا وان الأوساط الدولية والإسلامية لا تبدي ردة فعل مناسبة تجاه هذه الأعمال وتجاه مقتل المسلمين في كل من باكستان وأفغانستان وفلسطين واليمن، وحتى وسائل الإعلام الدولية لا تنشر الأخبار في هذا المجال بسبب سيطرة الدول المتغطرسة عليها.
كما ندد حجة الإسلام والمسلمين ملك زادة بصمت الأوساط الدولية وبعض الدول الإسلامية تجاه هذه الجرائم وقال ان بعض الدول الإسلامية والمنظمات التي تحمل عنوان الإسلامية خاضعة للقوى العالمية وتخاف من اتخاذ أي موقف يلحق ضررا بمصالح القوى المتغطرسة والظالمة، هذا وان مثل هذه الجرائم تظهر ضرورة توحيد صفوف المسلمين وتركهم الخلافات والوقوف بوجه مؤامرات الأعداء.
الدكتور كوشكي: الهجمات الإرهابية تريد اثارة الحروب بين الشيعة والسنة
هذا وقال المحلل السياسي الدكتور محمد صادق كوشكي في حوار مع شفقنا عند الحديث عن الهجمات الإرهابية التي استهدفت مسجد شيعي في بيشاور بان هذه الأعمال الدموية والعنف بدا منذ ما يقارب ثلاثة عقود وإنها ليست جديدة، وان جلها تتم على يد المتطرفين الذين ينتمون إلى الوهابية، واتخذت مختلف الأشكال في السنوات الأخيرة، كما تقوم بها مختلف الجماعات، لكن القاسم المشترك بينها هو إنها تتم على يد المتطرفين الحاملين لنزعات سلفية تكفيرية بغية ممارسة الضغط على الشيعة وإثارة الحروب الداخلية والطائفية بين الشيعة والسنة، والملفت للنظر بان وسائل الإعلام العالمية لم تقم بنشر أي خبر حولها.
وأضاف ان الحكومة الباكستانية لا تسيطر على تلك الجماعات وان جماعات من أهل السنة كانت ضحية هذه الأعمال، كما ان هذه الأعمال معقدة ولا يمكن للحكومة الباكستانية وقواتها الأمنية ان تمنع حدوثها، ذلك أنها لا تستهدف الشيعة فحسب، بل تقوم بها المجموعات الوهابية وتستهدف أي مجموعة تريد منافستهم، بعيدا عن انتماءاتها المذهبية، كما ان الحكومة الأفغانية السابقة والحالية وبسبب عدم الاستقرار، لا تمتلك المقدرة الضرورية لمواجهة أعمال العنف.
وعند الحديث عن تاريخ ظهور هذه الممارسات قال الدكتور محمد صادق كوشكي بأنه منذ أوساط حكم ضياء الحق في باكستان شاهدنا ظهور هذه الأعمال على نطاق واسع، إذ قتلت رئيسة وزراء باكستان بي نظير بوتو في هجوم إرهابي، اما اليوم فان عودة بقايا داعش من العراق وسوريا إلى باكستان وأفغانستان، لا يسبب بإثارة العنف في تلك المنطقة فحسب، بل في جميع أنحاء العالم.
وعند الحديث عن امتناع الإعلام الغربي عن نشر أخبار ارتكاب المجازر بحق الشيعة قال هناك سببان وراء هذا الأمر أولا ان من يخطط لهذه الهجمات هو الغرب بنفسه، ويبحث عن إثارة الحروب الطائفية بين الدول الإسلامية، والسبب الثاني هو ان هذه القضايا لا تهمهم لا من بعيد ولا من قريب، ان إعلامهم إعلام عنصري، ولو قتل عشرات الآلاف من إفريقيا واسيا والعرب والمسلمين فهذا الأمر لا يثير اهتمامهم لكن في حال مقتل أوروبي واحد فأنهم يولون كل اهتمامهم بهذا الأمر.