انعدام المشتقات النفطية.. كارثة ترهق القطاع الصحي في اليمن

دخل القطاع الصحي في اليمن حالة حرجة بسبب استمرار الحصار واحتجاز سفن الوقود من قبل التحالف.

أزمة الوقود جراء الحصار دفعت بقيادة وزارة الصحة في صنعاء لعقد لقاء طارئ الخميس الماضي، جمع قيادة الوزارة مع المنظمات الأممية والأجنبية العاملة في القطاع الصحي، حذر خلاله وزير الصحة الدكتور طه المتوكل من توقف المرافق الصحية والطبية في اليمن، نتيجة انعدام المشتقات النفطية ما يعرّض حياة آلاف المرضى للموت.

وأكد أن القطاع الصحي أمام جريمة مركّبة يتحمّل مسؤوليتها التحالف باحتجازه سفن المشتقات النفطية، والأمم المتحدة بصمتها ، محملاً الأمم المتحدة ودول التحالف مسؤولية الوفيات اليومية، بسبب الوضع الصحي المتدهور.

ولفت وزير الصحة إلى أن المنظمات الأممية والدولية العاملة في اليمن معنية بتشكيل فريق عمل موحّد للضغط على التحالف، وإدخال احتياجات القطاع الطبي والصحي من المشتقات النفطية.

كما دعا المتوكل إلى تحييد القطاع الصحي ، وضمان إمدادات الوقود، مشيراً إلى احتياج القطاع الصحي شهرياً لستة ملايين لتر ديزل لتشغيل المستشفيات والمراكز الصحية ومصانع الأوكسجين والمصانع الدوائية.

وأوضح أن هناك 145 مستشفى حكومياً بحاجة إلى مليون و500 ألف لتر ديزل شهرياً، فيما تحتاج مراكز الأورام والأطراف والمختبرات ومراكز الغسيل الكلوي إلى 150 ألف لتر، بالإضافة إلى احتياج 184 من المستشفيات الخاصة إلى ثلاثة ملايين لتر، و131 مستوصفاً ومنشأة طبية خاصة إلى 150 ألف لتر، فيما يحتاج 15 مصنع أوكسجين وأدوية 500 ألف لتر.

تراجع الخدمات الطبية

القت أزمة المشتقات النفطية بظلالها على تراجع الخدمات الطبية وإغلاق عدد من الأقسام في عدد من المستشفيات الخاصة وفق ما أكده اتحاد المستشفيات اليمنية الخاصة في مؤتمر صحفي مطلع فبراير الجاري.

وأكد الاتحاد أن منع دخول المشتقات النفطية تسبب حتى الآن في تراجع الخدمات المقدمة للمرضى بنسبة 50 % وإغلاق أقسام العزل وثلاجات الموتى ووفاة العديد من المرضى في أقسام العناية المركزة والطوارئ والعمليات، فضلا عن عدم تمكن المستشفيات من حفظ الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة مثل السكر والأورام.

وأشار إلى تراجع قدرة المستشفيات الخاصة على الحصول على المشتقات النفطية بنسبة تجاوزت 85% الذي يبلغ احتياجها الشهري من مادة الديزل مليون و156 ألف لتر، مبيناً أن المستشفيات لم تحصل خلال شهر يناير وبداية شهر فبراير الجاري، سوى ما يقارب 15 % من احتياجاتها.

ولفت إلى أن عدم وصول المشتقات النفطية إلى المستشفيات وارتفاع كلفة الحصول على الوقود سيؤدي إلى عجز تام في تقديم الخدمات الطبية وإبقاء أبواب المستشفيات الخاصة مفتوحة أمام المرضى.

آثار تفاقم أزمة الوقود

في ظل استمرار أزمة الوقود يمر القطاع الصحي في اليمن بمرحلة متقدمة من الانهيار والشلل، وصارت المستشفيات العامة والخاصة مهددة بالإغلاق في أية لحظة، ناهيك عن التوقف المؤقت لبعض الأقسام بسبب نفاد الوقود.

ومن أهم الآثار المترتبة على تفاقم أزمة الوقود مضاعفة معاناة المرضى وزيادة نسبة الوفيات وتفشي الأمراض والأوبئة واضطرار معظم المستشفيات إلى تقليص ساعات العمل وتهديد 400 مشفى بالتوقف.

كما يتسبب انعدام المشتقات النفطية بتعريض حياة نحو 1000 طفل في الحضانات للوفاة، وتوقف أجهزة الغسيل الكلوي لقرابة 5 آلاف مريض يحتاجون للغسيل مرتين اسبوعياً.

 

المنظمات الدولية تتخلى عن القطاع الصحي

ما فاقم الأزمة اعلان المنظمات الدولية قطع امداداتها من الوقود عن المستشفيات منذ بداية يناير الماضي بالتزامن مع حصار التحالف.

نائب مدير مستشفى السبعين للأمومة والطفولة في صنعاء سارة جحاف ، كشفت أن الحصار الذي يفرضه التحالف على اليمن ومنع دخول المشتقات النفطية ترافق معه اعتذار المنظمات عن استمرار توفير الوقود الذي كانت تقدمه للمستشفى.

وقالت ” أبلغتنا المنظمات أنه منذ بداية العام 2022م سيتم قطع امدادات الوقود عن المستشفى ولم يزودونا بأي شيء”.

أزمة نفطية خانقة هي الأشد منذ بداية الحرب على اليمن، بحسب شركة النفط اليمنية في صنعاء والتي أطلقت نداء استغاثة انساني حول انعدام الوقود اللازم لتزويد القطاعات الحيوية وعلى رأسها القطاع الصحي بعد احتجاز سبع سفن نفطية منذ أشهر في عرض البحر ولا سبيل لإدخالها حتى الآن.

قد يعجبك ايضا