بوتين يتجاهل تهديدات الغرب الاقتصادية والحرب تشعل الأسواق العالمية

قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي أن قطاع الطاقة في أوروبا سيتأثر فسعر الغاز ارتفع 6 أضعاف وسعر النفط بنسبة 44 %، وقفزت أسعار الغاز في أوروبا إلى 1400 دولار (أكثر من 1250 يورو) لكل ألف متر مكعب من الغاز، بارتفاع 35 % نتيجة التطورات الأخيرة في أوكرانيا ودخول القوات الروسية إلى البلاد.
فيما أعلن بايدن فرض عقوبات على شركة «نورد ستريم 2» المشغلة لمشروع «السيل الشمالي-2» الممتد من روسيا إلى ألمانيا، والاتحاد الأوروبي يقول إنه سيفرض عقوبات مالية تضر بقدرة الروس على الوصول للسوق، بالتزامن مع تصعيد عسكري على الحدود مع أوكرانيا.
وشركة «غازبروم» الروسية تقول إن ضخ الغاز من روسيا إلى أوروبا عبر أوكرانيا مستمر، في رسالة طمأنة للأسواق الأوروبية.
ونفس الوقت قال مسؤولون في إدارة بايدن لـ رويترز: من غير المتوقع أن تفرض واشنطن عقوبات على قطاع النفط الخام والوقود المكرر في روسيا، بسبب المخاوف الأمريكية من التضخم والأضرار التي ستلحق بأوروبا.
فيما أفادت وزارة الاقتصاد الألمانية بأن ألمانيا تعتمد في إمدادات الغاز الطبيعي على روسيا، وذلك بعد ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا بنسبة 35 %.
وحذر قطاع صناعات الكيماويات الألماني من انفجار أسعار الغاز بسبب الأزمة الأوكرانية، حيث سيكون الوضع إشكالياً للغاية للقطاعات المستهلكة للطاقة في أوروبا.
وأقرت ألمانيا حزمة تدابير بقيمة 13 مليار يورو لمساعدة الأسر على مواجهة ارتفاع أسعار الطاقة.
وقالت الصين إنها لم تضع خططاً فورية للتدخل في أسواق النفط العالمية مع ارتفاع الأسعار إلى أعلى مستوياتها نتيجة الأزمة الأوكرانية الراهنة
ووفقا لرويترز أعلن وزير الطاقة الأسترالي الاستعداد للسحب من مخزون أستراليا النفطي الموجود في أمريكا بالتنسيق مع أعضاء آخرين في وكالة الطاقة الدولية في حال أثر الصراع بين روسيا وأوكرانيا على الإمدادات العالمية.
وأبدت الجزائر استعدادها لإمداد الدول الحليفة بالمحروقات والغاز الطبيعي على خلفية أحداث أوكرانيا.
وارتفعت أسعار القمح في الأسواق الأوروبية إلى مستوى غير مسبوق، وتهاوت أسواق الأسهم العالمية، خاصة بعد ارتفاع أسعار النفط، وتراجعت مؤشرات الأسهم البريطانية والأوروبية والأمريكية، وارتفعت أسعار النفط والمعادن النفيسة، متأثرة بالأحداث في أوكرانيا.
ووفق صحيفة ”الغارديان” البريطانية، فقد سجلت أسعار الحبوب، الخميس، مستويات قياسية خلال جلسات التداول في البورصات الأوروبية.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ العقود الآجلة للقمح الأوروبي قفزت بنسبة 20 % إلى مستوىً قياسي بلغ 344 يورو للطن، وهو أكبر ارتفاع في 9 سنوات.
وأوضحت أنّ أوكرانيا هي خامس أكبر مصدر للقمح في العالم، وتعتبر سلة الخبز في أوروبا، لافتةً إلى أنّ هذا الأمر لا يبشر بالخير للمستهلكين، من حيث أنّ أسعار الغذاء والطاقة مرتفعة بالفعل.
وأشارت “الغارديان” كذلك إلى ارتفاع أسعار الذرة، بسبب الأحداث الدائرة في أوكرانيا، وفق مجموعة “يورونكست” التي تدير عدداً من البورصات الأوروبية.
كما تسببت الأحداث الأوكرانية الجارية في تهاوي أسواق الأسهم العالمية، خاصة بعد ارتفاع أسعار النفط بنسبة 6% إلى أعلى مستوياتها في سبع سنوات، وارتفاع أسعار الغاز بنسبة 40 %.
ووفقاً لصحيفة الغارديان البريطانية، فقد ارتفعت أسعار النفط والغاز الطبيعي وسلع أخرى مثل القمح، إلى جانب الذهب والبلاديوم والمعادن النفيسة الأخرى، حيث يخشى المستثمرون حدوث اضطرابات في الإمدادات.
وتراجعت مؤشرات الأسهم البريطانية والأوروبية بين 3 % (مؤشر (FTSE 100 و5 % سوق الأسهم الألمانية.
وقد ارتفع خام برنت – وهو معيار النفط العالمي – فوق 105 دولارات للبرميل للمرة الأولى منذ أغسطس 2014م، ويبلغ الآن 104.50 دولار للبرميل، مرتفعاً بنحو 8 %.
وذكرت “بلومبيرغ” أن الأسهم الأمريكية انخفضت إلى أدنى مستوى لها منذ مايو الماضي مع بدء العملية العسكرية الروسية.
وقفزت أسعار الذهب والمعادن النفيسة الأخرى بما في ذلك البلاديوم والبلاتين والنيكل، حيث زاد الذهب الفوري أكثر من 3 % ليصل إلى 1،969 دولار للأوقية، فيما سجل الألمنيوم رقماً قياسياً بلغ 3443 دولاراً للطن في لندن.
وأوضح خبراء أن فواتير الطاقة لن تستمر في الارتفاع فحسب، بل يبدو أن أسعار المواد الغذائية سترتفع أكثر، حيث تعتبر كل من أوكرانيا وروسيا من كبار موردي المواد الغذائية وسيؤدي انقطاع الإمدادات إلى إجبار المشترين على البحث عن مصادر بديلة، ما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
كذلك، واصلت بورصة نيويورك لليوم الرابع على التوالي، هبوطاً وصف بـ “التصحيحي”، أي أن السوق دخلت مرحلة الركود، كما تجاوز هبوط مؤشر داو جونز الصناعي 830 نقطة.
كما ارتفعت أسعار العقود الآجلة لشهر مارس للغاز بنسبة تجاوزت الـ60 %، لتتجاوز حاجز الـ1600 دولار (1636 دولاراً)، لكل ألف متر مكعب، حسب بيانات بورصة لندن.
وقفزت أسعار الغاز بشكل حاد في الأيام الأخيرة، حيث كان السعر المقدر الأسبوع الماضي قرابة 850 دولاراً، فيما اقترب حاليا من 1050 دولاراً للألف متر مكعب، حيث زاد بنسبة 22.5 % خلال يومين.
ونمت تكلفة العقد الآجل لنفط خام برنت للتسليم في أبريل المقبل، في بورصة لندن بنسبة 8.64 %، لتصل إلى 105.21 دولار للبرميل، وفقاً لبيانات منصة التداول الأخيرة.
ووصلت تكلفة خام برنت إلى 105 دولارات للبرميل، بزيادة 8.43 %.
وتجاوزت تكلفة خام برنت 105 دولارات للبرميل الواحد خلال الساعات القليلة الماضية، حيث وصلت إلى 105.04 دولار للبرميل بزيادة قدرها 8.47 %.
وكانت آخر مرة تجاوز فيها سعر نفط برنت 105 دولارات للبرميل في أغسطس 2014، وبالتوازي، تهاوت أسواق الأسهم العالمية على وقع العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا .
وارتفعت أسعار النفط، الخميس الماضي، بنسب تتجاوز 4 %، مع إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اتخاذ قرار القيام بعملية عسكرية في دونباس في أوكرانيا.
وأضاف أن الظروف تتطلب عملا حاسما من روسيا، فيما نقلت وكالة “رويترز” عن شهود، إفادتهم بسماع دوي انفجارات في العاصمة الأوكرانية كييف.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أبريل 4.3 %، لتصل إلى 101 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ 2014م، فيما صعدت العقود الآجلة لخام نايمكس تسليم أبريل بنسبة 4.46 % لتصل إلى 96.21 دولار للبرميل.
وعلى ذات الصعيد، أعلن البنك المركزي الروسي أن البنوك الروسية التي تعرضت للعقوبات الأمريكية والغربية هيأت نفسها جيداً ومسبقاً لهذا الاحتمال.
وأن روسيا مستعدة لاستخدام أدوات إضافية للحفاظ على استقرار البنوك وحماية العملاء، والبنوك التي تعرضت للعقوبات مستعدة لإعادة الودائع للعملاء إذا طلبوها.

قد يعجبك ايضا