نشرت مجلة توب سانتي الفرنسية تقريرا، تحدثت فيه عن ظاهرة التلوث الدوائي التي طالت النظم البيئة المائية.
وقالت المجلة، في تقريرها إنه بعد تحليل مياه الأنهار في خمس قارات، خلصت إحدى الدراسات إلى أن التلوّث الدوائي موجود في كل مكان في العالم، وبدرجات متفاوتة.
وفي سنة 2018، أطلقت جامعة يورك في المملكة المتحدة دراسة في خمس قارات، لتقييم مدى تلوث مياه الأنهار بالأدوية. ووفقًا لبيان نشره المعهد الوطني للبحوث الزراعية، شملت الدراسة 258 نهرًا في 104 دول، من نهر الأمازون إلى نهر ميكونغ، مرورًا عبر نهر المسيسيبي، وكانت النتيجة مثيرة للقلق.
وأخذ الباحثون عينات من المياه، وفحصوا ما يقارب 61 مادة، بما في ذلك المنشطات ومضادات الهيستامين ومضادات الالتهاب والمسكنات، وحتى المضادات الحيوية. في المجموع، تم أخذ حوالي 1052 عينة قبل دراستها في مختبر واحد.
وأكدت المجلة أن التلوث الدوائي موجود في كل مكان، لكنه متفاوت حسب الوضع الاجتماعي والاقتصادي للبلد. لاحظ العلماء أن “المواقع الأكثر تلوثًا هي تلك الموجودة في البلدان منخفضة الدخل، حيث تكون معالجة مياه الصرف الصحي المنزلية أو مياه الصناعات الدوائية ضئيلة أو معدومة”. وبشكل عام، سُجلت أعلى المستويات في أمريكا الجنوبية وأفريقيا جنوب الصحراء وحتى جنوب آسيا.
وتكشف الدراسة أن ربع المواقع التي أخِذت منها عيّنات بها تركيز ملوثات يحتمل أن تكون خطرة على البيئة، لاسيما المضادات الحيوية (سلفاميثوكسازول وسيبروفلوكساسين) ومضادات الهيستامين (لوراتادين) والأدوية التي تُستخدم في علاج ارتفاع ضغط الدم (بروبرانولول).
وأكدت المجلة أن تأثير هذه العلاجات معروف بالنسبة للبشر، إلا أن تداعيات انتشاره في الطبيعة مجهولة، حيث تؤكد الدراسة أن مستويات معينة من التلوث الدوائي يمكن أن تكون “خطرة على التنوع البيولوجي المائي”.