تستحق كل حياة أن يبذل الغالي والنفيس لإنقاذها من الموت، على مدى ثلاثة أيام حبس العالم أنفاسه متعاطفاً مع الطفل المغربي ريان الذي علق داخل أحد الآبار في ريف المغرب.
وكم عبر الناس من مختلف أرجاء العالم عن سعادتهم بخروج الطفل ريان على قيد الحياة من البئر.
هناك الكثير من أطفال العالم عالقون بشكل أو بآخر في مآسي لا تختلف كثيراً عن قصة الطفل ريان.
في معظم الأحيان يقود الاعلام عيون الإنسانية إلى قضايا محددة، ويلهب مشاعر وتعاطف العالم حسب وفق مقتضيات محددة.
يمتلك اليمنيون الكثير من القصص الإنسانية عن أطفال قضوا تحت القصف، أو الجوع والمرض.
بعض القصص عن الام أطفال اليمن تم التعرف عليها، لكنها لم تفلح في فتح العمى الدولي تجاه ما يحدث، بينما لا يزال هناك الكثير القصص المؤلمة في قلوب أمهات وأباء، لا يكترث لهم الإعلام الدولي.
ومع كثير من الحزن والتعاطف مع الطفل العالق في بئر المغرب، استذكر اليمنيون الكثير من القصص التي فقدوا فيها أطفالهم، خلال الحرب التي تعاني منها اليمن للعام السابع على التوالي على يد التحالف.
رغم كل معاناة شعب اليمن، من الحرب والتجويع، إلا أن اليمنيين ما زالوا قادرين على حمل الكثير من التعاطف مع الإنسانية أينما كانت.
لم يتمكن أحد حتى اليوم من اقناع السعودية والإمارات، أنها ارتكبت جرائم في اليمن، أكبر بكثير من الأهداف التي تسعى لتحقيقها في البلاد.
ولم يستطع أحد ايضاً أن يقنع الاعلام الدولي أن التغاضي عن المآسي التي خلفها التحالف في اليمن، خلقت الاف القصص لأطفال لا تقل حياتهم أهمية عن أي طفل في العالم.
وخلف الإحصائيات والأرقام الصادرة عن المنظمات الدولية في اليمن، هناك الكثير من الآلام عن أطفال قضوا تحت ركام بيوت تعرضت لغارات الطيران، وآخرون تطايرت اشلائهم مع دمى كانوا يحتضنونها عندما قتلوا. وأطفال فارقوا الحياة بعد أن عجزوا عن الحصول على حقهم في الدواء والغذاء. هناك حصار يحدث خارج معايير القانون الدولي، يمنع وصول الغذاء والدواء والوقود للمواطنين في اليمن، إلى جانب غارات طيران عشوائية نجم عنها حدوث “جرائم حرب” بموجب تقرير فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة حول التحقيق في انتهاكات حقوق الانسان في اليمن، وهو الفريق الذي تم إيقافه في أكتوبر الماضي عن مواصلة العمل بضغوط سعودية دعمتها واشنطن بشكل مبطن.
وبحسب توصيف الأمم المتحدة منذ العام 2016، يموت الناس في اليمن لأسباب من صنع الانسان يمكن تلافيها.