الدعوات العالمية لوقف تصدير السلاح لتحالف العدوان تجابه برفض أمريكي بريطاني
تتواصل في العديد من مدن العالم التظاهرات المنددة والمستنكرة للعدوان العسكري السعودي الأمريكي الغاشم على اليمن.. مطالبة بالوقف الفوري لعمليات القتل الممنهج التي تستهدف أبناء الشعب اليمني، كما ندد المتظاهرون بالأنظمة العالمية التي تبيع الأسلحة للسعودية والإمارات لما في ذلك من انتهاك لحقوق الإنسان ومواثيق الأمم المتحدة، وكانت السفارات والقنصليات السعودية في هذه المدن أماكن لتجمع المتظاهرين وتنظيم الوقفات الاحتجاجية التي تعبر عن تضامن الشعوب مع اليمن وما يتعرض له من عدوان همجي يتجاوز عامه السابع…
تقرير / أحمد السعيدي
قبل أيام، نظم في بريطانيا عدد كبير من النشطاء والمواطنين البريطانيين وأبناء الجاليات العربية والإسلامية في لندن، تظاهرة حاشدة تضامنا مع ضحايا اليمن جراء العدوان، مطالبين الحكومة البريطانية بالتدخل لوقف العدوان المستمر منذ أعوام، وردد المشاركون في المظاهرة التي تعد الأكبر من بين المظاهرات السابقة المناهضة للعدوان، شعارات وهتافات نددت في مجملها بجرائم تحالف العدوان الأمريكي السعودي بحق اليمنيين ورفضاً للحصار المفروض على البلاد، كما رفع المحتشدون يافطات جابوا بها شوارع لندن، تندد بالحرب على اليمن وتدعو الحكومة البريطانية لوقف التعامل العسكري وصفقات الأسلحة مع الإمارات والسعودية.. داعين إلى قطع العلاقات العسكرية مع السعودية، على خلفية جرائمها هناك.. وأشار الناشطون في منشورات توضيحية جرى توزيعها على المشاركين في المظاهرة إلى الانتهاكات التي يرتكبها تحالف العدوان في اليمن، حيث أدت إلى قتل وجرح الآلاف وتشريد الملايين إضافة إلى المجاعة والأمراض التي انتشرت نتيجة الحصار.
المدن الأمريكية
وفي الولايات المتحدة الأمريكية قامت الجالية اليمنية بكل مكوناتها السياسية والفكرية في نيويورك بدعوة الناشطين وأبناء الجاليات للمشاركة في مسيرة هي الأكبر للتنديد بجرائم الحرب التي يرتكبها النظام السعودي في اليمن، وخرجت المظاهرة، الشهر الفائت، وذلك بمرور ألفين وأربعمائة يوم من العدوان والحصار المفروض على اليمن.
وجاب خلالها المتظاهرون، يتقدمهم أبناء الجالية اليمنية والجاليات الإسلامية في أمريكا وعدد كبير من الناشطين الأمريكيين المناهضين للحرب، شوارع مانهاتن في نيويورك، واتجهوا إلى مكتب عضو مجلس الشيوخ المعني بملف الحرب على اليمن السنتر شومر، رافعين صور ضحايا العدوان والحصار.
كما رددوا شعارات مناهضة للعدوان من بينها: (أوقفوا عدوانكم على اليمن)، (ارفعوا الحصار عن مطار صنعاء الدولي)، و(اطلقوا الحصار عن المشتقات النفطية)، و(دعوا اليمنيين يقرروا مستقبلهم السياسي)، و(لا للوصاية والاحتلال)، مطالبين برفع الحصار عن اليمن وفك الحظر المفروض على مطار صنعاء الدولي.
سخط عربي وعالمي
المسيرات التضامنية مع الشعب اليمني تواصلت في الأيام القليلة الماضية في عدد من المدن العربية والأوروبية تنديداً بعمليات القتل الممنهج التي تستهدف أبناء الشعب اليمني، ففي العراق احتشد آلاف المتظاهرين في العاصمة العراقية بغداد ومدينة البصرة وعدد من المدن الأخرى لنصرة الشعب اليمني .
ورفع المتظاهرون الأعلام اليمنية واللافتات التي أكدوا فيها رفضهم للعدوان الذي تشنه السعودية بدعم وغطاء أمريكي .. مؤكدين أن هذا العدوان يهدف لضرب وقتل أبناء الشعب اليمني وتحطيم بنيته الأساسية والتحتية لجيشه وقواته المسلحة.
وعبَّر المشاركون عن رفضهم لانتهاك سيادة اليمن والنيل من أمنه واستقراره ووحدته والتدخل في الشؤون الداخلية تحت مبررات واهية .. معلنين دعمهم للشعب والجيش اليمني في صموده أمام العدوان والذي وصفوه بـ “الهمجي”.
وفي الهند خرجت مسيرة تضامنية في العاصمة نيودلهي للتضامن مع الشعب اليمني، استنكر خلالها المتظاهرون العدوان العسكري السعودي الأمريكي الذي يستهدف المدنيين ويعمل على تدمير البنية التحتية لليمن.
وفي تركيا، نظم العشرات وقفة احتجاجية أمام القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول .. مستنكرين المجازر التي يذهب ضحيتها المدنيون الأبرياء.
أما في ألمانيا، فقد نُظمت تظاهرة أمام السفارة السعودية في برلين، أدان خلالها المحتجون الحرب التي تقودها الرياض ضد الشعب اليمني ووصفوها بالعدوان السافر.
وطالب المتظاهرون الدول العربية المشاركة في هذا العدوان وعدم الانجرار وراء مصالح آنية واحترام حق الشعب اليمني في تقرير مصيره بنفسه .
وفي البحرين، انطلقت مظاهرات في عدد من المناطق والبلدات من بينها العاصمة المنامة، تنديدا بالعدوان السعودي الأمريكي، ورفع المشاركون خلال المظاهرات شعارات للتعبير عن التضامن مع الشعب اليمني والتأكيد على خياراته في التحرر من الهيمنة ومواجهة العدوان .
وفي العاصمة التونسية، نظم ناشطون سياسيون وحقوقيون وقفة احتجاجية أمام السفارة السعودية تنديدا بالعدوان الذي تشنه السعودية وشركاؤها على الشعب اليمني.
واعتبر المشاركون أن الأحداث الجارية في اليمن شأن داخلي وأن من حق الشعب اليمني تقرير مصيره دون أي تدخل خارجي بحجج ومزاعم واهية.
واستنكر المتظاهرون مشاركة أكثر من 10 دول في تحالف عسكري على دولة عربية مسلمة في مقابل غياب أي مواقف حازمة تجاه تواصل سياسات الاعتداءات الصهيونية على فلسطين المحتلة.
وفي إيران تظاهر أبناء الجالية اليمنية في طهران أمام مبنى السفارة السعودية احتجاجا على “العدوان السعودي” على بلادنا رافعين صورا للجرائم البشعة التي ارتكبتها الطائرات السعودية بحق أبناء الشعب اليمني.
وأدان المتظاهرون في بيان أصدروه في ختام المظاهرة “العدوان السعودي” الغاشم والوحشي على بلادنا، منددين بالمجازر الوحشية التي ترتكبها الطائرات السعودية ضد الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ.
الإفلات من العقاب
السعودية والإمارات تحاولان جاهدتين الإفلات من جرائم الحرب على اليمن، هذا ما أكدته منظمة حقوقِ الإنسان هيومن رايتس ووتش، حيث دعت المنظمة الأمم المتحدة، إلى إنشاء آلية جديدة للتحقيق في جرائم الحرب باليمن، مؤكدة أن السعودية والإمارات تبذلان جهداً كبيراً للإفلات من العقاب.
المنظمة أشارت إلى أن الأمم المتحدة من خلال مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة خذلت الشعب اليمني بعد رفض المجلس الشهر الماضي تمديد التحقيق في الانتهاكات الحقوقية وجرائم الحرب في اليمن، وأكدت المنظمة أن لدى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة فرصة لتصحيح هذا الإخفاق.
هولندا ونيابةً عن سبع وثلاثين دولة قدمت هي الأخرى بيانا مشتركا إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعربت فيه عن أسفها لعدم تجديد مجلس حقوق الإنسان ولاية فريق الخبراء البارزين، المكلّف بالتحقيق في الانتهاكات في اليمن، وحث البيان الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على استغلال جميع الفرص المتاحة داخل منظومة الأمم المتحدة لتقييم الحقائق على الأرض بطريقة محايدة والعمل على تحقيق المساءلة.
بيع الأسلحة للعدوان
ورغم الدعوات إلى محاسبة السعودية والإمارات، إلا أن الدعم الغربي لهذه الحرب مستمر، فالتصريحات الأمريكية السابقة حول إيقاف دعمها للسعودية والإمارات واحترام حقوق الإنسان في اليمن وتصويت مجلس الشيوخ الأمريكي لمصلحة وقف مبيعات أسلحة تقدر قيمتها بمليارات الدولارات إلى المملكة العربية السعودية لم يستمر طويلا، حيث أعلنت الإدارة الأمريكية موافقتها على صفقة أسلحة جديدة للسعودية بقيمة ستمائة وخمسين مليون دولار، وتعتبر هذه الصفقة أحدث صفقة عسكرية بين الطرفين منذ انتخاب بايدن رئيساً للولايات المتحدة، في خطوة وصفها المراقبون بأنها تأكيد على عدم جدية واشنطن فيما أعلنته.
وفي هذا الإطار تواصلت –أيضاً- المظاهرات المنددة ببيع السلاح للسعودية في عدد من الدول الأوروبية، حيث نفذت منظمة العفو الدولية “امنستي”، مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس، احتجاجا على مبيعات الأسلحة الفرنسية للسعودية والإمارات، ودعت المنظمة خلال التظاهرة، السلطات الفرنسية إلى “حظر تصدير الأسلحة” للسعودية والإمارات، على خلفية ارتكابهما “انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن”.
وحمل المتظاهرون لافتات، تضمنت عبارات احتجاجية على موقف فرنسا من حرب اليمن، منها “النفاق الفرنسي” و”اليمن لا يمكنه الانتظار”.
بدوره، أشار فرع المنظمة في فرنسا، على موقعه الإلكتروني، إلى أنه سيستمر في تنظيم احتجاجات كل خميس حتى 25 مارس القادم، وأضاف أن هذه التظاهرات “جزء من حملة لتسليط الضوء على تواطؤ فرنسا في أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.
وأوضحت المنظمة أن الهدف من المظاهرات الأسبوعية هو زيادة الوعي بين عامة الناس “حول مخاطر مبيعات الأسلحة الفرنسية وما يحيط بها من إفلات من العقاب”.
واعتبرت المنظمة أن فرنسا “تخاطر باستخدام معداتها الحربية ضد المدنيين”، من خلال استمرار مبيعات الأسلحة إلى الرياض وأبوظبي.
“قاطعوا الإمارات.. أوقفوا السعودية”
وفي سياق الاحتجاجات على مبيعات السلاح، شهدت العاصمة البريطانية لندن، الأسبوع الفائت مظاهرة منددة بالدول الأوروبية التي تبيع الأسلحة للسعودية والإمارات.
واجتمع المئات أمام مبنى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، ليتوجهوا بعدها إلى مبنى رئاسة الوزراء.
ورفع المتظاهرون الأعلام اليمنية ولافتات كتب عليها: “العدالة من أجل اليمن” “انقذوا اليمن”، “قاطعوا الإمارات”، “أوقفوا السعودية”.
وطالب المتظاهرون، خلال الكلمات، الحكومة البريطانية وحكومات الاتحاد الأوروبي، بوقف بيع الأسلحة للسعودية والإمارات.
وتزامنت المظاهرة مع أخرى أقيمت أمام مبنى البرلمان البريطاني (قرب مبنى الحكومة) ضد العنصرية.