هل يتجاوز الدولار 2000 ريال مع نهاية العام
منذ مطلع العام الجاري فقط، ازداد سعرُ صرف الدولار الأمريكي أمام الريال اليمني في المناطق المحتلّة، بأكثرَ من 1000 ريال، (من 700 ريال إلى قرابة 1800 ريال)، ومن المتوقع أن يواصلَ السعرُ الارتفاع قبل بلوغ نهاية العام، في إطار أكبر انهيار للعُملة المحلية في تأريخ البلد.
انهيار باتت أسبابه واضحة كتداعياته، ففي الوقت الذي يعيشُ فيه المواطنون رعباً متواصلاً أمام الارتفاع الجنوني المُستمرِّ على مدار الساعة لأسعار السلع والمواد الغذائية، يتزايد السخط العام الموجَّه ضد المرتزِقة وتحالف العدوان، الذين لم يعد بإمْكَانهم الاختباء وراء أية دعايات لتبرير هذا الوضع المزري والتنصل من مسؤوليتهم المباشرة عنه.
بعد دعواتٍ لتصعيد الاحتجاجات ضد سلطة المرتزِقة وتحالف العدوان على خلفية اقتراب سعر صرف الدولار الأمريكي من 1800 ريال، شهدت العديدُ من المناطق المحتلّة، أمس السبت، عصيانا مدنيا وإضرابات، رافقها احتجاجات واعتصامات، وذلك بالتزامن مع اعترافات داخلية تؤكّـد بشكل صريح على أن المعاناة التي يعيشها البلد، والمحافظات المحتلّة بشكل خاص، هي إحدى وسائل وأسلحة الحرب العدوانية التي تقودها الولايات المتحدة والنظامين السعوديّ والإماراتي على اليمن، بمساعدة عصابات المرتزِقة.
في عدن، أفادت مصادر محلية، بأن محتجين بدأوا بنصب خيام للشروع في اعتصام مفتوح، بمدينة كريتر؛ احتجاجاً على ما تعيشه المحافظة من أوضاع مأساوية تزداد سوءاً مع استمرار انهيار العُملة.
وأعلنت “جمعية المخابز والأفران”، أمس، رفع سعر رغيف الخبر بنسبة 50 % لمواكبة ارتفاع أسعار الصرف وتأثيرها على أسعار القمح والدقيق ومختلف السلع والمواد الغذائية.
وأصبح سعر رغيف الخبز بعد الزيادة 75 ريالاً، بدلاً من 50 ريالاً، وهو الأمر الذي يشكل كارثةً وفضيحة مدوية لتحالف العدوان وسلطة المرتزِقة.
وبرّرت “الجمعية” هذا القرار، بأنه “بديلٌ” لإغلاق المخابز، حَيثُ كانت الأخيرة قد بدأت بإغلاق أبوابها أمام المواطنين؛ لأَنَّ أسعار البيع لم تعد تغطي تكاليف الإنتاج والتشغيل.
وأعلنت ما تسمى “جمعية الصرافين” في عدن بدورها البدءَ بإضراب كامل؛ احتجاجاً على التدهور الحاد للعُملة المحلية.
كما هدّد “اتّحادُ العمال” في عدنَ بـ”ثورة شعبيّة” لطرد تحالف العدوان وحكومة المرتزِقة.
إلى ذلك، أعلنت هيئاتُ التدريس بجامعات عدن وتعز وحضرموت البدء بإضراب شامل؛ احتجاجاً على الوضع الكارثي الذي يفاقمُه الانهيارُ التاريخي وغيرُ المسبوق للعُملة المحلية في المحافظات التي تعيشُ منذ سيطرة تحالف العدوان ومرتزِقته عليها أزمات متتابعة وفوضى أمنية واسعة.
وقالت مصادر محلية: إن “تكتل التجار” في مدينة تعز بدأ، إضراباً احتجاجياً على انهيار العُملة.
وشهدت المدينة احتجاجات شعبيّة حملت حكومة المرتزِقة وتحالف العدوان مسؤولية الانهيار، والأزمة المعيشية القاتلة التي يعيشها المواطنون، في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار بعد أن تجاوز سعر كيس القمح 50 ألف ريالٍ لأول مرة في تأريخ البلد.
وكانت ملامحُ عودة الحراك الشعبي الغاضب قد برزت بشكل واضح خلال الأيّام الماضية مع تسارع وتيرة انهيار العُملة، الأمر الذي دفع بقيادات بارزة في سلطة المرتزِقة نفسها إلى الاعتراف بمسؤولية تحالف العدوان عن تدمير البلد و”المجاعة” والمطالبة بوقف الحرب والدخول في “حوار وطني”، الأمر الذي مثّل فضيحةً أُخرى تنسفُ تماماً كُـلَّ الدعايات والمزاعم التي يحاول تحالف العدوان وأتباعه استخدامها لتبرير استمرار العدوان والحصار وانهيار العُملة.
وكانت وسائلُ إعلام المرتزِقة قد نقلت قبل أَيَّـام عن رئيس حكومة الفارّ هادي قوله إن حكومته “عاجزة” تماماً عن فعل أي شيء حيال الانهيار التاريخي للعُملة المحلية، الأمر الذي يجدد التأكيد على أن دول تحالف العدوان والولايات المتحدة تقف وراء هذا الانهيار في إطار سلاح “التجويع”.
وعلّقت صنعاءُ على تسارُعِ انهيار العُملة في المناطق المحتلّة معتبرةً ذلك “مظهراً من مظاهر فشل دول العدوان على الصعد كافة، وبرهاناً على مدى عدوانيتها تجاه كُـلّ اليمنيين”، بحسب رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام الذي أضاف أَيْـضاً أن “الغزاةَ لا يبالون بمعاناةِ المواطنين، ويزايدون عليهم بأنهم يعيشون تحت ظِلالِ شرعية غارقة في خيانتها وعمالتها ولا تملك من أمرها شيئاً”.