قناة فرنسية: لماذا تعاني اليمن من ويلات الحرب والمجاعة؟
عبدالله مطهر/
قال موقع قناة “تي ڤي 5 موند” الفرنسية إن اليمن غارقة في حرب بسبب تحالف عسكري تقوده السعودية على مدى سبعة أعوام.
لقد خلق هذا الصراع “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”، وفقاً للأمم المتحدة التي تعتقد أن إحلال السلام هو الذي يمكن أن يوقف الكارثة الإنسانية المستمرة ويخفف من كارثة البلد ويعيده إلى طبيعته..إذ تقدر الأمم المتحدة أن حرب اليمن ستودي بحياة 377 ألف شخص على الأقل بحلول نهاية عام 2021..مشيرة إلى أن 60% منهم لأسباب غير مباشرة معظمهم من المدنيين.
وأكد ان استمرار الحرب من شأنه تزداد العواقب الإنسانية والمأساوية دون مبالاة من جانب القوى العظمى.. ومع ذلك يمكن لملايين اليمنيين أن يتعرضوا للمجاعة والمرض إذا لم يتم إحلال السلام في البلاد في وقت مبكر.
وذكر الموقع أن في آذار/ مارس 2015، أطلق تحالف بقيادة السعودية تدخلاً عسكرياً في اليمن من أجل دحر أنصار الله.. وفي 14 نيسان/أبريل 2015، صوتت الأمم المتحدة على قرار “بموجب الفصل السابع “الذي يفرض حظرا على الأسلحة على قوات صنعاء ، ويفرض عليها عقوبات ويدعوها إلى الانسحاب من المناطق التي تسيطر عليها.
وأفاد الموقع أن هذا القرار الذي اتخذته الأمم المتحدة في عام 2015، لا يسمح بالتدخل العسكري تحت القيادة السعودية الذي لا يزال مستمراً في اليمن حتى يومنا هذا.. كما أن قرار الأمم المتحدة لا يسمح باستخدام القوة ، ولم يصادق عليه القانون الدولي أيضاً.
وأوضح أن اليمن يستورد 90% من المنتجات الغذائية الأساسية من الخارج، فقد أدى التضخم إلى ارتفاع اسعار المنتجات.. كما أن هناك عدد قليل من المستشفيات التي تعمل من بعد الساعة ”22:00“ بسبب نقص الوقود لتزويد المولدات الكهربائية بالطاقة ونقص الأدوية بسبب الحظر المفروض من قبل التحالف.. لذلك يمكن القول بعبارة أخرى:إن الوضع الصحي كارثي للغاية.
الموقع رأى أنه رغم هذه النتائج الإنسانية المخيفة، يقدر تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن الوضع في اليمن قد يتحسن..شريطة أن تتوقف الحرب في أسرع وقت، وإذا عاد السلام إلى اليمن بحلول كانون الثاني/يناير 2022، مقروناً بعملية انتعاش شامل للبلاد، من شأنه هذا الأمر يمكن عكس اتجاهات الفقر المدقع في البلد”.
ووفقاً لهذا التقرير يمكن أن تصل اليمن إلى وضع متوسط الدخل بحلول عام 2050″..بالإضافة إلى ذلك يمكن أن ينخفض سوء التغذية إلى النصف بحلول عام 2025، ومن المتوقع أن تحقق للبلاد 450 مليار دولار من النمو الاقتصادي بحلول عام 2050″.
وتسأل الموقع: لماذا بعد أكثر من 6 سنوات من الصراع ، تستمر السعودية على الرغم من كل تدخلها العسكري الذي يبدو أنه غارق في مستنقع لا مخرج منه، وأنه فشل ويأس؟ لاشك أن هذا البلد يرغب حالياً بالانسحاب من الصراع ، ولكنه لا يستطيع ذلك..لأن السعودية باتت محاصرة ،وتريد وقف تدخلها العسكري، لأن القوات المسلحة اليمنية في وضع عسكري أفضل مما كانت عليه في البداية.. في حين صنعاء لا تريد التفاوض كما يريد السعوديون، وتزعم أن بإمكانها إحداث تغيير عسكري على الأرض.
وأكد الموقع أنه منذ شباط/فبراير 2021، يقوم السعوديون بقصف محافظة مأرب..المعقل الأخير لمرتزقة الرياض، بينما تتعرض المدينة لضغوط عسكرية من قبل قوات صنعاء..لذ إذا سقطت مأرب سيكون إذلالاً حقيق لهم، أي للسعوديين.
ومع ذلك هل يمكن أن يحل السلام بحلول عام 2022 في اليمن؟ في الواقع لا نرى كيف يمكن أن يتوقف هذا الصراع في أقرب وقت ممكن.. وليس هناك مايظهر على مستوى الأمم المتحدة لحل هذا الصراع ، لأن بعض أعضاء مجلس الأمن دعموا التحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن ــ مثل الولايات المتحدة أو بريطانيا العظمى أو فرنسا ، من خلال مبيعات الأسلحة أو المساعدات اللوجستية.