ندوة بعنوان تداعيات الأزمة الإنسانية على اليمن بعد إغلاق مطار صنعاء
عُقدت ندوة حقوقية بعنوان “تداعيات الأزمة الإنسانية على اليمن بعد إغلاق مطار صنعاء الدولي”، اليوم، نظّمتها جمعية البراعم بالتعاون مع المركز اليمني لحقوق الإنسان في صنعاء. وقُدّمت في الندوة، عبر تقنية الزوم، على هامش أعمال الدورة الـ48 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، محاور لعدد من الأكاديميين والحقوقيين، تحدّثوا فيها عن الوضع الإنساني السائد في اليمن. حيث تحدّثت مديرة مركز المرصد العربي لحقوق الإنسان والمواطنة في لبنان، الدكتورة رولا حطيط، في ورقتها عن “الانتهاكات الجنائية والجرائم الإنسانية للحرب على اليمن منذ سبع سنوات”. وقالت: “إنّ صمت المنظمات الحقوقية والإنسانية إزاء الجرائم المرتكبة بحق اليمنيين عامة والنساء والأطفال خاصة، يعزز اليقين للجميع بأن الصمت الأممي هو القاتل الحقيقي للشعب اليمني هذا من جهة، ويضع هذه المنظمات أمام ازدواجية مربكة”. وناشدت حطيط مؤسسات المجتمع المدني، العاملة في المجال الحقوقي والإعلامي، ومراكز الرصد والتوثيق، بتكثيف جهودها إزاء ما يُرتكب من جرائم قتل بحق النساء والأطفال والشباب والشيوخ في اليمن، والعمل على توثيقها وكشفها للرأي العام الدولي، تمهيدا لتقديم مرتكبيها إلى العدالة. وأضافت: “إننا نلاحظ بالجرم المشهود أنّها جرائم حرب يعاقب عليها القانون الدّولي، ولا تقبلها المواثيق والمعاهدات الدوليّة، فهذه الجرائم ليست مجرد انتهاك أو خرق يواجه بالشجب والتنديد الدوليين”. فيما تناولت مستشارة العلاقات الدبلوماسية وفضّ النزاعات الدولية في الاتحاد الأفروآسيوي من تونس، الدكتورة عبير دمق، ورقة بحثية حقوقية حول “آثار الأزمة الإنسانية باليمن وانعكاساتها على الواقع الإقليمي”. وأشارت إلى أنّ هناك ثلاثة ملايين يمني- قد يكون الرقم أقل أو أكثر بحسب حدة النزاع- تركوا بيوتهم وأصبحوا نازحين في مناطق البلاد المختلفة، ويشكلون ضغطاً كبيراً على البنى التحتية اليمنية التي هي في الأساس قديمة ومتهالكة. وأكدت الدكتورة دمق أنّ النزاع والنزوح يجعلان هذه البنى التحتية والصحية حالياً في حالة انهيار شبه كامل .. وقالت: “نرى تفشي أمراض يفترض أنها اختفت في العالم، وسُيطِر عليها، كالكوليرا والدفتيريا والحصبة ومن المعروف أن أحد أسباب مرض الحصبة، سوء التغذية”. وأضافت: “إننا أمام نظام انهار كلياً، وكان لذلك تأثير كبير على الشعب اليمني، ففي الوضع الحالي للأسف لا نرى إلا جوعاً ومرضاً وتشرداً في اليمن”. بدورها، تحدثت مستشارة وزارة حقوق الإنسان في اليمن، أميرة العراسي، في مداخلتها عن “الاحتجازات التعسفية والاختفاء القسري للمواطنين والمغتربين في مطار عدن والمنافذ الحدودية”. وأشارت إلى تعمّد دول التحالف بقيادة أمريكا والسعودية والإمارات على تدمير مطار صنعاء الدولي، أو إيقافه عن العمل بشكل غير مباشر عن طريق فرض الحظر عليه. وتطرّقت العراسي إلى انعكاسات إغلاق المطار على الواقع الاقتصادي. وفي الختام، تحدّثت الكاتبة والأكاديمية السورية، الدكتورة ميادة رزوق، عن تداعيات الأزمة الإنسانية للمسافرين والمرضى بعد إغلاق مطار صنعاء الدولي. واعتبرت استمرار إغلاق مطار صنعاء وفرض الحصار الجوي حوّل اليمن إلى سجن، وأوجد مأساة إنسانية فاقت كل وصف، وبما ينافي الأعراف الإنسانية، ويشكل انتهاكاً صارخاً لقوانين المعاهدات والمواثيق الدولية. واستعرضت تداعيات إغلاق المطار على اليمنيين الذين يعانون اليوم من كارثة إنسانية تعد الأسوأ في العالم، بعد أن مرّت قرابة خمس سنوات على إغلاقه .. مشيرة إلى فشل تحالف العدوان بقيادة السعودية في استخدامه ورقة ضغط، وتحقيق أي إنجاز، عدا حصد أرواح المرضى الذين منعوا من السفر لتلقّي الرعاية الطبية اللازمة. |