مأساة المنين بمأرب .. جريمة ضد الإنسانية
عبد الله الشريف
في الثالث من يوليو 2019م، كانت منطقة المنين الواقعة جنوب مدينة مأرب على موعد مع هجوم بربري بالمدرعات والدبابات.
كان منفذو الجريمة مجاميع من حزب الإصلاح وعناصر القاعدة الموالية للعدوان الأمريكي السعودي، ضد أسرة آل الأمير التي تسكن المنطقة.
صمد أبناء المنطقة وقاتلو قتال الأبطال لأكثر من خمسة أيام، حتى نفذت ذخيرتهم وأطبق الحصار عليهم من كل جانب، فاستغل مرتزقة العدوان ذلك لمداهمة المنطقة وعاثوا فيها فساداً وإجراما وأحرقوا المزارع وسرقوا المنازل ونهبوا ما استطاعوا في مشهد، يكشف العقلية اللصوصية لمليشيا الإصلاح.
لم تتوقف تداعيات المأساة عند هذا الحد، لكنها هجّرت عشرات الأسر من منازلها إلى صنعاء ومناطق أخرى ووقع في الاعتقال أكثر من 33 شاباً وطفلاً وشيخاً من آل الأمير، يقبعون في السجن منذ نحو عامين، يتعرضون لأشد أنواع التعذيب في ظل صمت منظمات حقوق الإنسان.
مهاجمة سلطة حزب الإصلاح لمنطقة آمنة بالدبابات والمدرعات ضد أسرة يشهد لها تأريخها بالمواقف الوطنية المشرفة وأعمالها الحميدة بين جميع القبائل، وما تلى ذلك من نهب للمنازل وإحراق للمزارع، يكشف تجرد المليشيات من الإنسانية، همّها بالمقام الأول صنع المآسي وإرهاب المدنيين.
إن إصرار تلك المليشيات على استمرار اعتقال أكثر من 33 شاباً وطفلاً وشيخاً من أسرة واحدة لنحو عامين، يضع المنظمات الحقوقية والإنسانية أمام اختبار حقيقي لتخليص هؤلاء المعتقلين من مظلومية وقعت عليهم، تصر تلك السلطة الموالية للعدوان على استمرارها، حيث أن حياتهم أصحبت في خطر بعد إعلانهم قبل أيام الدخول في إضراب عن الطعام لعدم الاستجابة لمطالبهم واستمرار تعذيبهم.
يقول أبناء الأشراف “إن سلطة مرتزقة العدوان تفرض طوقاً أمنياً على منطقة المنين منذ عامين وتمنع أهالي المنطقة من الدخول إليها حيث حولتها إلى منطقة عسكرية وحرمت أهلها من العودة إليها أو زراعة أراضيهم أو أخذ ما تبقى من ممتلكاتهم في تصرف لا يقره دين أو شرع أو عرف”.
وبقدر ما كانت مأساة المنين وأحداثها مروعة، تسببت في معاناة عشرات الأسر التي كان مصيرها التهجير والتشرد أو الإعتقال، إلا أنها تكشف حقيقة العقلية الإقصائية والإجرامية لسلطة مرتزقة العدوان في مأرب التي ضربت بكل القوانين والأعراف عُرض الحائط وأطلقت العنان لأحقادها المريضة وعقليتها وتوحشها وإجرامها ضد أسرة آل الأمير.
لم تكن أحداث المنين المأساوية إلا واحدة من قائمة طويلة من جرائم مرتزقة العدوان بحق أبناء مأرب الذين عانوا خلال ست سنوات من سلطة إجرامية تسوم الناس سوء العذاب.
وما تزال مجزرة إبادة آل سبيعيان التي نتج عنها قتل الشيخ محسن سبيعيان وسبعة من أولاده وإخوانه واعتقال وإخفاء مصير سميرة مارش وعدد من النساء النازحات وتعذيب عشرات السجناء والمعتقلين داخل السجون بعضهم فارق الحياة، وجميعها جرائم مشهودة عالقة في أذهان كل يمني، لم ولن تنسى وستظل وصمة عار وشاهد حي على وحشية العدوان السعودي ومرتزقته.
استكمال معركة تحرير مدينة مأرب لم تكن ترفاً عسكرياً بل رفع لمظلومية ومعاناة أبناء مأرب جراء جرائم العدوان ومرتزقته، وبات تحريرها واجب يستدعي من أحرار البلاد وفي المقدمة أبناء مأرب هبة شعبية للتحرر من سلطة سلمت قرارها لتحالف نهب ثروات المحافظة وصادر حرية أبنائها.
وستبقى مأساة المنين شاهد على قبح العدوان ومرتزقته وإجرامهم وتجردهم من كل القيم والأعراف والعادات والأسلاف والأعراف القبلية.