“الآيسكريم”.. رزق وانتعاش في صيف ملتهب

 هيفاء محرز

في الساعة الثامنة والنصف صباحاً من كل يوم، تكون وجهة  الشاب رياض الشميري، إلى أزقة وحواري شوارع مدينة الحديدة، مع خزانه المليء بالآيسكريم والمحمول على عربة متحركة ، ليقوم ببيعها للمارة تحت لهيب أشعة الشمس المحرقة.

رياض  البالغ من العمر (33 عاما )  يعمل في بيع المثلجات (الآيسكريم)  منذ ثلاث سنوات تقريبا، ليعول أسرته المكونة من ست أطفال. يقول لموقع الحديدة نيوز ” انه في ساعات الصباح الباكرة يتوجه يومياً ، إلى فرع أحد المصانع التي تقوم ببيع  “الآيسكريم ” الكائن في شارع زايد، ليشتري أصناف متعددة  بسعر الجملة بمبلغ يصل ما بين 15-20 ألف ريال يمني.

 يبدأ رياض بعد شراءه الآيسكريم وتعبئته داخل الخزان، بالتجول في شوارع وحارات مدينة الحديدة والبيع على المارة، حتى الساعة الواحدة ظهراً، ومن الساعة الثانية ظهراً إلى السادسة مساءاً، يكون حينها قد باع كل ما لديه من الآيسكريم، الذي يقبل على شراءه الكثير من سكان المدينة هذه الأيام، نظراً لارتفاع حرارة الجو.

 يجني رياض أرباحاً تتراوح ما بين 4000 -6000 ريال يمني وهو مبلغ يرى بأنه يساهم في توفير ما أمكن من متطلبات الحياة المعيشية اليومية لأسرته، التي تعتمد على بيع الآيسكريم كمصدر دخل وحيد لهم طوال العام ، رغم أن مستوى الدخل خلال فصل الشتاء يقل مقارنة بفصل الصيف الذي يزداد الطلب فيه على الآيسكريم.   

فرص عمل

تعتبر مهنة بيع المثلجات (الآيسكريم ) بمدينة الحديدة ،من المهن التي تنتعش  في فصل الصيف تحديداً، حيث توفر فرص عمل ومصدر رزق  يومي، لكثير من الشباب والأسر في ظل ظروف صعبه تعصف بالبلاد ،نظراً للإقبال الكبير على شرائه في مدينة تتميز بطقسها الحار والذي يصل الى 40 درجة مئوية  ، كونه يعتبر من المواد التي تشعر متناوليه بالانتعاش وتخفف من حرارة الجسم ، فشوارع الحديدة لا تخلو هذه الأيام ، من باعة الآيسكريم  المتجولين، لكسب لقمه العيش بعرباتهم الصغيرة، التي تحمل أصنافاً متنوعة وبنكهات مختلفة ، تبدأ أسعارها من 50-250 ريال.

لقمة العيش

الحاج إبراهيم محمد ( 40عاماً) هو الآخر يعتمد على بيع الآيسكريم كمصدر دخل أساسي له ولأسرته، فهو يقوم يومياً هو وابنه مهند بالتجول على ساحل الحديدة ، يقودان عربتهم الصغيرة ، وعلى متنها خزان مليء بالآيسكريم ، وبيعه على زوار البحر من العائلات ،ويعودان الى منزلهم بعد غروب الشمس يومياً ، وقد جمعوا ارباحاً تصل الى 7000 ريال .

يقول الحاج إبراهيم لموقع الحديدة نيوز: ” أن فصل الصيف يوفر سنوياً  ، فرص عمل  كثيرة  للعديد من الأسر في مجال بيع الآيسكريم ،  فالآلاف داخل مدينة الحديدة وخارجها ، يعملون في هذه المهنة ،وتحت أشعة الشمس الملتهبة ،فهي توفر لهم مصدر دخل يومي ، تعتمد عليه لتوفير لقمة العيش لأسرهم .

صناعة تزدهر في الصيف 

تزدهر صناعة الآيسكريم في محافظة الحديدة، بشكل كبير في فصل الصيف من كل عام، ويعد مصنع نانا من اكبر المصانع المنتجة لها، إضافة الى عدد من المصانع والمعامل المتوسطة والصغيرة ،ومنها من يقوم بالإنتاج عبر آلات ومعدات حديثة ، ومنها من يستخدم الطرق التقليدية في الإنتاج، وتحتدم المنافسة بينهم في أسعار منتجاتهم ، كما تحتدم المنافسة بينهم في انتاج أصناف متنوعة وبنكهات مختلفة تلبي رغبات واذواق الزبائن ، وتعد صناعة الآيسكريم من المشاريع الاستثمارية الواعدة في الحديدة كونها من المدن الساحلية التي ترتفع فيها درجات الحرارة سنوياً، وتستهلك سنوياً كميات كبيرة من المثلجات والآيسكريم.

 

قد يعجبك ايضا