قالت صحيفة ” ايست ويست” الإيطالية إن الوضع في اليمن خطير والتدهور مستمر منذ بدء الحرب على اليمن عام 2015م، من قبل التحالف لإعادة (هادي) إلى السلطة بعد فراره إلى الرياض.
وذكرت الصحيفة في تقرير للكاتب ماتيو جوستي نشرته أمس السبت، أن معاناة اليمنيين لم تكن بسبب الحرب فقط؛ ولكن المحن الطبيعية مثل الجفاف والجراد فاقمت من تلك المعاناة، لتعلن منظمة الفاو أن اليمن يمر بأسوأ أزماته على الإطلاق، وفقًا لآخر تقرير نشرته نهاية مارس المنصرم من هذا العام، وضمت قائمة انعدام الأمن الغذائي إلى جوار اليمن، جنوب السودان ونيجيريا.
وأشار التقرير إلى أن حوالي 70% من سكان اليمن يعيشون في الريف، وهو وضع يمثل نعمة بشكل عام للإمدادات الغذائية في أوقات الحرب، حيث يتمتع سكان الريف بسهولة أكبر في الحصول على الغذاء من سكان الحضر؛ لأنهم قادرون على إنتاجه، وبحد أدنى من الموارد.
إلا أن التقرير أوضح أن الحرب على اليمن قللت من موارد الريف بسبب الظروف التي تسبب بها، مثل نقص الأسمدة والمبيدات الحشرية وقبل كل شيء الوقود، إثر تواصل الحصار المفروض على سفن النفط من قبل التحالف.
ولفت التقرير إلى أهمية الوقود في الجانب الزراعي، وأنه ليس مهمًا فقط لتشغيل الجرارات؛ ولكن لتشغيل مضخات الري، الذي يعد ضروريًا لضمان إمدادات المياه للمحاصيل والحيوانات، في بلد يُعاني من الجفاف والاحتباس الحراري.
وأكد التقرير أن أكثر من 85% من المزارعين اليمنيين لا يحصلون على وقود لمضخات الري وبالتالي لا يحصلون على المياه، وهي حالة أدت بالفعل إلى انخفاض الإنتاج الزراعي بأكثر من 50٪. بالإضافة إلى ذلك ، يؤدي نقص المياه أيضًا إلى زيادة مخاطر انتشار وباء الكوليرا بشكل كبير ، والتي تضاف إلى جائحة Covid-19.
الانتاج المربح
وتطرق التقرير إلى تأثر الإنتاج الزراعي المربح بشكل خاص، بشدة الحرب المستمرة، وعلى سبيل المثال تربية النحل، ولا سيما انتاج عسل العناب الصحراوي ” السدر” الذي يصل سعر الكليو جرام الواحد إلى 500 دولار في السوق الإقليمية؛ كونه يتطلب الكثير من الجهد بتحريك النحل لمتابعة الأزهار والانتقال من مكان إلى أخر ليلًا.
جفاف وجراد
وواصل التقرير التأكيد بأن الجفاف والجراد من المشاكل التي أثرت على الزراعة وأصبحت ظاهرة مدمرة، حيث يمكن أن نشاهد أسرابًا تزيد عن 150 مليون حشرة لكل كيلومتر مربع قادرة على تدمير الموارد الغذائية المفيدة لـ 35 ألف شخص في يوم واحد ، والتي ضربت اليمن ودول أخرى العام الماضي بشدة.
وفي محاولة للتعامل مع هذا الوضع ، يجري تنفيذ برنامج المنظمة حاليًا ويتحرك على جبهتين رئيسيتين، الأول هو توفير مضخات الري التي تعمل بالطاقة الشمسية – لتفادي مشكلة العثور على الوقود – والتي أعاقتها بشدة الحرب والإغلاق الجزئي أو الكلي للموانئ.
أما الجبهة الثانية هي خطة عمل إقليمية لمواجهة غزو الجراد ، والتي أدت منذ يناير من العام الماضي إلى معالجة أكثر من مليوني هكتار بين اليمن والقرن الأفريقي ، وتوفير حوالي 4 ملايين طن من الحبوب و 800 مليون لتر من الحليب ، يكفي 34 مليون شخص لمدة عام واحد.
وحذر التقرير من أن استمرار الحرب سيضاعف من المجاعة المتفشية في البلاد على نطاق واسع، فوفقًا لآخر تقديرات منظمة الأغذية والزراعة ، إذا ظلت الظروف على ما هي عليه الآن ، فإن الأشخاص المعرضين لخطر الجوع سيصلون أو يتجاوزون 16 مليونًا ، أي أكثر من نصف سكان البلاد تقريبًا، ولمواجهة هذا الوضع ، يحتاج برنامج الفاو للطوارئ إلى 90 مليون دولار لعام 2021 ، لتلبية احتياجات 6.8 مليون يمني على الأقل.
وقد استجابت اليابان بالفعل للنداء ، بأكثر من 2 مليون دولار ، وألمانيا ، بتخصيص 40 مليون يورو ، ومع ذلك ، سيتعين أيضًا تقسيمها لحالات الطوارئ في بلدان أخرى مثل الصومال وجمهورية الكونغو الديمقراطية.