صحيفة إيطالية.. لماذا لا يصرخ أحد في وجه السعوديون ليوقفوا العدوان على اليمن

ترجمة/عبدالله مطهر

على مدى أكثر من ستة أعوام وبلادنا اليمن تتعرض لعدوان وحشي قتل فيه الأبرياء من المشايخ والأطفال والنساء، عدوان أجرامي أحرق الشجر والحجر، أمام صمت وتواطئ أممي.. وعلى الرغم من المجازر التي يرتكبها تحالف العدوان والجرائم المروعة نجد غالبية وسائل الإعلام الغربية تتجاهلها دون أن تكشف للعالم ما يرتكبه التحالف الإقليمي الدولي في بلادنا اليمن.. ناهيك عن القصص المأساوية بحق الأطفال الناجمة عن العدوان.

وقالت صحيفة “لانتي دبلوماتيكو” الإيطالية: بدأت الحرب في اليمن في السادس والعشرين من آذار/ مارس2015، ومنذ ذلك الحين ، قادت السعودية تحالفاً إقليماً ودولياً بما في ذلك الولايات المتحدة.

وأكدت الصحيفة أنه في تشرين الثاني/نوفمبر 2020، كان هناك حوالي 20 ألف حالة وفاة مؤكدة ، لكن هناك عدد أكثر من ذلك بكثير من الضحايا بسبب المعاناة والمجاعة والأمراض.. ونظراً لكون اليمن واحدة من أفقر دول العالم ، فالحرب والحصار وعدم المساعدات الإنسانية… دفعت البلاد إلى حالة مأساوية يرثا لها.

واستشهدت الصحيفة بشهادة طفلة من محافظة تعز حيث قالت: الشوارع مظلمة، حتى السماء مظلمة أيضاً.. لا أعتقد أَتذكر كم كانت اليمن في سلام.

قال والدي نحن محظوظون لكوننا على قيد الحياة ، لكن لا أعتقد أنه يمكننا أن نطلق على انفسنا الحظ لمجرد أننا مازلنا على قيد الحياة..لا أعرف ما الخطأ الذي ارتكبناه، لكن كل ما أعرفه هو أنني كنت أعيش وألعب – أقسم لم أفعل شيئا آخر.. وفي وقت ليس ببعيد كانت هناك غارة جوية بالقرب منا  أدت إلى مقتل العديد من جيراننا .. حدث الهجوم الجوي السعودي في الليل ، الجميع كانوا نائمين.. أصوات طائراتهم توقظني دائماً.

لكن الشيء الوحيد الذي لا أفهمه، هو لماذا لا يساعدنا أحد؟ لماذا لا  يصرخ  أحد في وجه السعوديين كي يتوقفوا عن إلقاء القنابل والصواريخ.. لا أحد يناشدهم ليتركوا مستشفياتنا وشأنها.. لا أحد يقول لهم توقفوا.

الصمت المطلق يؤلمني أكثر مما يؤلمني القناصة. بالأمس أتت صديقتي زهرة وسألتني إذا كنت أريد أن ألعب معها، أمسكت أمي بيدي وقالت “هل تريدي أن تموتي ؟” قلت ، “لا ، أريد أن ألعب”. فبدأت ابكي وشعرت بالاكتئاب.

وفي صباح هذا اليوم سمعت على الراديو أن ربع جميع الضحايا في اليمن هم من الأطفال.. قالت أمي إنه عدد كبير لمثل هؤلاء الأشخاص الصغار الأبرياء.. أحاول أن أفهم أحياناً هذه الكارثة التي لا نهاية لها ، لكنني لا أفهم كم من المعاناة التي تمر دون أن يلاحظها أحد.

قال والدي إن الكثير من الناس يحاولون مساعدتنا، لكن السعوديين يمنعون ذلك ، لقد منعوا إمدادات المستشفيات والآن كل شخص ليس لديه إمكانية للحصول على الرعاية الصحية.

حالياً أنا أقلقة بشأن الحصول على الحبوب، لأن الأخبار قالت إن طائرات التحالف السعودي قصفت مخازن الحبوب في الميناء.

ومع ذلك لا تأتي المساعدات بسبب الحصار، لا يوجد مواد غذائية،  لا يوجد طعام أو حبوب. ولهذه الأسباب يموت الناس بالفعل ، ربما دورنا هو التالي.. لقد فقدت الأمل كما فقدته أسرتي والكثير من الناس.. ربما نموت معا في المنزل بغارة جوية ، أو ربما سينفد الطعام منا.. أنا فقط أنتظر وأفكر في متى وكيف سيحدث ذلك.

قد يعجبك ايضا