اليمن وبريطانيا ولعبة الأمم
احمد الزبيري
مارتن غريفيث بعد تعيينه مساعداً للأمين العام للأمم المتحدة للشئون الانسانية يقوم بزيارة أخيرة لعاصمة العدوان السعودي ليستلم مكافأة نهاية الخدمة مقابل عبثية وكسب الوقت لإطالة امد الاجرام السعودي الأمريكي البريطاني الاماراتي على الشعب اليمني وتضمين احاطته لمجلس الامن الإشادة بالنظام السعودي الإرهابي وقلب الحقائق والمفاهيم لصالح المعتدي وتحويل المعتدى عليه الى انه معادي للسلام الذي هو على طريقة الامريكان والصهاينة والمستعمرين القدامى البريطانيين.
العجيب والغريب ان بريطانيا وبالمال السعودي الاماراتي صعدت غريفيث الى منصب اعلى لتعمل على استبداله ببريطاني اخر كان كما قيل وزير للدولة للشئون الخارجية والمعنى وبعد انتهاء المرحلة الاستعمارية الكلاسيكية فان وزارة المستعمرات تم تغييرها لتكون وزارة للدولة للشئون الخارجية كتمويه خبيث لطالما عرف به البريطانيين.
والدلالة هنا تعكس أهمية الطموحات الاستعمارية البريطانية الجديدة التي تقف وراء العدوان المستمر للعام السابع على التوالي ضد الشعب اليمني.
بريطانيا هي المسئولة عن ملف اليمن في مجلس الامن وهي التي ترشح المبعوثين الاميين وهي التي تقترح القرارات والتوصيات و..و..الخ ولا ندري من اين تستمد المملكة الاستعمارية الحيزبون الشمطاء هذا الدور وهذه الصلاحيات خاصة اذا عرفنا ان هذا كله يتم برضا مجلس الامن والدول الكبرى لنأتي الى السؤال .. هل ما نتعرض له يندرج في اطار لعبة الأمم ؟.. ام ان أمريكا التي تعتبر نفسها هي المهيمنة على العالم أعطت هذا الدور لبريطانيا نتيجة لماضيها الاستعماري في المنطقة وخبرتها في خلق ممالك ومشيخات واستبدال تاريخ المنطقة وجغرافيتها بتاريخ مزور وصنائع من حثالة القوم للسيطرة على الثروات والموقع الجيوسياسية الاستراتيجي والاهم السيطرة على اقدس الأماكن للمسلمين عبر اسرة آل سعود وبالتالي الهيمنة على العالم الإسلامي كله ومنع أي نهضة حقيقية فيه .
من اجل كل هذا كان الاجماع الاستعماري الأمريكي ومن معه قد اعطى هذه المهمة لبريطانيا ولهذا نرى هذا البروز البريطاني الفج.
الغريب ان هذا كله يأتي في زمن بداية افول الهيمنة الامريكية وبعد أكثر من نصف قرن من افول الحقبة الاستعمارية البريطانية.
وما دمنا نتحدث عن لعبة أمم قد يتساءل أحد وأين دور دعاة التعددية القطبية ونقصد الصين الشعبية وروسيا الاتحادية اللتان الى حد كبير اصطفتا مع تلك القوة المعتدية والطامعة في اليمن .
لا ندري ان كانت الدولتان تأمل ان يكون لها نصيب من الكعكة او ان هناك اتفاقات تقاسميه سرية لا نعرفها ام هو المال النفطي السعودي والخليجي القذر.
عودة الى بريطانيا والتي مثلما لها خبرة بالمنطقة وباليمن وتركيبته الجغرافية والديموغرافية والجبلية ايضاً لنا نحن اليمنيون تجربة مريرة مع البريطانيين ونعرفهم جيداً ونعرف ماذا يريدون والاهم اننا نعرف كيف نصفي حسابنا معهم ولن يطول الوقت على ذلك .