السفير الفرنسي: قضية الجنوب مسألة حساسة سوف يتم تناولها في إطار الحوار في المستقبل
قال السفير الفرنسي لدى اليمن، جان ماري صفا، إن قضية الجنوب مسألة حساسة، وسوف يتم تناولها في إطار حوار في المستقبل.
وأوضح السفير الفرنسي، في حوار له مع صحيفة “الشرق الأوسط”، أن “بلاده تدعم بشدة اتفاق الرياض، وأن المجتمع الدولي لن يعترف سوى بحكومة يمنية واحدة، وهي الحكومة الشرعية “حكومة هادي”، التي تتميز بالتعددية، والموجودة حالياً في عدن، مشيراً إلى أن زيارة تسعة سفراء أوروبيين إلى عدن في شهر فبراير (شباط) الماضي، جاء في سياق دعم هذه الحكومة”.
وذكر، أنه “منذ وصوله إلى الرياض في 18 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كثف من اتصالاته بجميع الأطراف حتى يتسنى له فهم الوضع دون تحامل”.
وأشار، إلى أنه “يتحاور وعلى تواصل مع جميع الأطراف دون استثناء، ومن ضمنها المجلس الانتقالي الجنوبي”، مشيراً إلى أن فرنسا متمسكة بوحدة اليمن وسلامته، وأن الأولوية اليوم تتركز على وضع حدّ للقتال والعنف في جميع أنحاء البلاد.
وأضاف، أن “الحكومة اليمنية “حكومة هادي” والسعودية برهنتا على جديتهم في تحقيق السلم، إلا أن أنصار الله “الحوثيين” مصرون على فرض سيطرتهم بالقوة على البلاد، والاستمرار في هذه الحرب”.
وبخصوص مأرب، التي تتعرض لهجوم من قبل أنصار الله “الحوثيين” للشهر الثاني على التوالي، أشار السفير إلى أن فرنسا أدانت مرات عدة اعتداءات الحوثيين على مأرب، وكذلك على أراضي المملكة العربية السعودية.
وأضاف، أنه “يعمل بطريقة وثيقة مع المبعوثين الخاصين، مارتن غريفيث وتيم ليدركينغ، ومع مبعوث الاتحاد الأوروبي، لوضع حد لهذه الأعمال المزعزعة لأمن المنطقة، وللالتزام بطريقة بناءة في عملية سياسية تُخرج اليمن من أزمته”، معتبراً “سقوط مأرب فاجعة سياسية وإنسانية، خاصة لمئات آلاف من النازحين الموجودين فيها”.
وقال صفا، إن “الحوثين ليسوا وحدهم في اليمن، ويجب أن يتواصلوا وأن يتناقشوا مع الأطراف الأخرى في البلاد، مجتمعين في ظل الحكومة القائمة اليوم والتي تضم معظم الأطراف”.
وحول تقييم اليمنيين لمواقف الاتحاد الأوربي، من ضمنها فرنسا، المتهمة بأنها متحيزة للحوثيين تحت مبرر الأقلية، رد السفير الفرنسي بالقول، إن “الحوثيين عانوا من التهميش في الماضي، أما اليوم، فهم من يهمشون الأطراف اليمنية الأخرى، وكل من لا يفكر مثلهم، وتحولوا من مظلومين إلى ظالمين”.
وتابع: “ما يقوله الحوثيون هو أنهم “الشعب، والحكومة والدولة”، غير أنهم لا يشكلون سوى جزء من الشعب، وعليهم أن يكونوا جزءاً من الحكومة، عليهم أن يقتنعوا بذلك، لما فيه صالح الشعب اليمني الذي عانى كثيراً”.
وحول ناقلة النفط صافر، قال السفير الفرنسي، إن “سفينة صافر تتخطى حدود اليمن، وكان من المفترض أن تقوم بعثة التقييم الأممية التي تساهم فرنسا في تمويلها بزيارة السفينة منذ وقت طويل”.
وشدد، على أهمية فحص السفينة بأسرع وقت، قبل أن يحدث تسرب نفطي في البحر الأحمر، منوهاً إلى مسؤولية المجتمع الدولي في حماية نظام بيئي فريد من نوعه في العالم.
وأضاف: “إذا وقعت كارثة في البحر الأحمر فسوف تُسائل أجيال المستقبل المجتمع الدولي عن عجزه في إنقاذ البحر الأحمر، وسوف يتحمل الحوثيون مسؤولية الوضع أمام البشرية، لأنهم من يتحكمون بالسفينة”.
وقال: “يجب أن يدركوا أنهم ليسوا وحدهم على هذا الكوكب. ليس لدينا سوى كوكب واحد، وليس لدينا سوى بحر أحمر واحد، وعلى كل إنسان أن يقوم بحمايتهما”.