اليمنيون والبحث عن السعادة في ظل الحرب
ميادة العواضي
معاني السعادة والفرح هي ما نبحث عنه في هذه الحياة الشاقة ، والسعيد من يرى أيامه التي يعيشها هي أفضل أيام والمتفائل هو من يرى أن مستقبله سوف يكون أفضل من حاضره .
في اليوم العالمي للسعادة الذي يحتفل به العالم اليوم الـ20 من مارس نحاول أن نبحث عن السعادة لدى اليمنيين في ظل ظروف إنسانية صعبة فرضها الحصار والعدوان الأمريكي السعودي على اليمن منذ ست سنوات ، مخلفاً أزمة إنسانية هي الأسوأ في العالم.
هل اليمنيون فعلا سعداء ؟ وماذا تمثل لهم السعادة ؟هل من المنطق الحديث عن السعادة في اليمن في ظل هذا العدوان الغاشم؟ أم أن هناك باباً جديدا لكل شيء يقود للأفضل عنوانه “لَا تَدْري لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً”، “إنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً”.
الشعور بالرضا
أم ليان ترى سعادتها في الخدمة التي تقدمها للآخرين فهي تدرك أن العطاء هو قيمة الحياة ومنبع للرضا والسعادة ، مضيفة بالقول:” قد لا تكون جميع أيامنا جميلة ، لكن هناك دوماً شيء جميل في كل يوم نعيشه، فالرضا يخلق السعادة”.
العديد من الأسر في اليمن لا تجد قوت يومها وتعيش ظروف قاسية للغاية ، لكن من وجهة نظر غدير التي تدرك معنى الرضا الذي يملئ النفس أن الحياة تستحق أن نعيشها بكل ما فيها من تعب وشقاء.
من جهته يرى العامل احمد الذي يعمل في إحدى البقالات أن الحديث عن السعادة في اليمن هو مجرد هراء , ويقول:” السعادة هي الاستقرار المادي والمعنوي الذي نفتقده هنا في اليمن الجريح” .
بشرى ممرضة في احد مستشفيات العاصمة ، لا توافقه الرأي و تؤمن بأن الصحة والعافية هما أساس السعادة , مضيفة القول:” “طالما أنَّ النَّفَسَ لم ينقطع فإن في الحياة ما يستحقُّ أن نحيا من اجله طالما أننا نعيش “.
وصنف تقرير مؤشر السعادة العالمي ، الصادر عن شبكة الأمم المتحدة لحلول التنمية المستدامة ، لعام 2020م ، اليمن في المرتبة 146 من أصل 153 دولة ، وعام 2019م ، احتلت اليمن المرتبة 151 من أصل 157 دولة.
“اذا أسعدت نفسك ..فستسعد الآخرين” هذا هو الشعار الذي طالما تردده ام ياسين التي تسعد دوماً بوجود أبنائها حولها فهم مصدر سعادتها رغم ظروفها القاسية ؛ فنزوحها من الحديدة لأسباب الحرب جعل من حياتها شيء لايطاق لكنها بحسب كلامها إستطاعت تجاوز محنتها لتجد السعادة والرضا في عائلتها وعملها الذي تقول انه يشعرها بالأمان والاستقرار.
المال و السعادة
هل المال جزء أساسي من السعادة في الحياة ؟ ، سؤال طرحناه على المهندس عمر والذي أجابنا قائلاً:” نعم المال شي أساسي لكن ليس هو كل شيء ؛ فهنالك أمور كثيرة لا يصنعها المال ، والسعادة المرتبطة بالمال سعادة مؤقتة تنتهي بانتهاء أسبابها ؛ فالإنسان يستطيع إيجاد سعادته بنفسه،لإنها قرار داخلي ينبع من الشخص ذاته “.
يشار إلى ان العالم يحتفل بيوم السعادة العالمي في 20 مارس من كل عام كيوم عالمي للسعادة بعد أن اعتمدت الأمم المتحدة في دورتها الـ 66 هذا اليوم من كل عام يوماً دولياً للسعادة اعترافاً بأهمية السعي للسعادة أثناء تحديد أطر السياسة العامة لتحقق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر وتوفير الرفاهية لجميع الشعوب.