نضال المرأة الفلسطينية مستمر لإنهاء الاحتلال وانتزاع مشاركتها في صنع القرارات
نظمت اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف فعالية افتراضية بعنوان “النساء، السلام والأمن وبيجين+25: التقدم والتحديات للنساء والفتيات في فلسطين”، وذلك على هامش الدورة 65 للجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة.
وتأتي الفعالية الافتراضية بعد أيام من الاحتفال باليوم الدولي للمرأة، وقد سلطت الضوء على الوضع الراهن الذي تعيشه النساء الفلسطينيات في ظل الاحتلال الإسرائيلي، ودورهن في بناء المجتمع وأنشطتهن ضمن المؤسسات في مجال إنهاء الاحتلال مع التأكيد على ضرورة دعم المجتمع الدولي بما في ذلك عبر تنفيذ منهج عمل بيجين.
المرأة الفلسطينية تتكيف عبر الأجيال
وقالت القائمة بالأعمال بالإنابة للمراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، فداء عبد الهادي ناصر، إن المرأة الفلسطينية تكيّفت عبر الأجيال، بسلاسة، ليس فقط من أجل تجاوز الصعوبات، ولكن أيضا من أجل تحقيق النماء والازدهار، وكانت الحركة النسوية النشطة من العلامات البارزة للقصة الفلسطينية على حدّ قولها.
وقالت: “في مواجهة موجات من الأزمات والضغوطات اليومية وصدمات الصراع، طوّرت النساء الفلسطينيات مهارات التأقلم المنقذة للحياة، وتعلمن رعاية وتغذية أسرهن في أحلك الظروف”.
بحسب دائرة الإحصاء الفلسطينية، أكثر من عُشر المنازل في فلسطين تعيلها نساء. وتشير عبد الهادي ناصر إلى أن النساء الفلسطينيات تعلمن تقديم الدعم النفسي والعاطفي لأطفالهن الذين يعانون من العنف بسبب السلطة القائمة بالاحتلال والاعتقالات والترهيب بسبب المستوطنين المتطرفين.
وأضافت تقول عن دور النساء في المجتمع: “وضعت النساء التعليم أولوية، فنسبة النساء الصغيرات اللائي يرتدن الجامعات أكثر من نسبة الذكور. وقد حافظت المرأة على فن التطريز والأغاني التراثية والأطباق الوطنية. إنهن كاتبات وطبيبات وممرضات وعضوات في المجلس التشريعي ومدرّسات ووزيرات وسفيرات وفنّانات ومحاميات وناشطات في المجال الإنساني، ومبتكرات”.
يُذكر أن دولة فلسطين من الدول الموقعة على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو)، وتشير المسؤولة الفلسطينية إلى العمل بجهد لموائمة التشريعات الوطنية مع هذه الاتفاقية لضمان حماية النساء وحقوقهن.
عنف مزدوج
من جانبها، أكدت وكيلة وزارة الخارجية والمغتربين، أمل جادو، أن النساء في فلسطين لا يزلن يواجهن الكثير من الصعوبات، وأوضحت أن الأمر شاق على أي امرأة في العالم، وبالنسبة للنساء في فلسطين فالمشكلة متفاقمة.
وقالت: “لديكم الاحتلال الإسرائيلي وسياساته وانتهاكاته لحقوق الرجال والنساء والمجتمع ككل، ولكن بشكل خاص للنساء، لأننا نواجه عنفا مزدوجا، نواجه عنف الاحتلال المباشر الذي يواجهه الرجال أيضا. ولكن أيضا العنف الذي يتعرّض له الرجال، يُترجم على شكل عنف ضد النساء، ولذلك لدينا معدلات مرتفعة من العنف الأسري ونحتاج إلى التصدي له”.
وتابعت تقول إنه رغم إحراز بعض التقدم، وتحسين بعض القوانين، عندما يدور الأمر حول الأرقام، فهي صادمة: الفجوة بالنسبة للنساء في المناصب الوزارية 72%. ومن بين 16 محافظة، توجد سيّدة واحدة في منصب محافِظة، ومن بين 107 سفراء حول العالم، هناك 12 سفيرة سيّدة. وفي النظام القضائي تبلغ الفجوة 64%.
وقالت: “كل هذا يحدث في سياق الاحتلال. قتالنا الأساسي هو مع الاحتلال، نريد أن نرى نهاية للاحتلال، ونريد أن نكون جزءا من المفاوضات التي ستقود إلى ذلك.. لكن ثمّة مسؤولية على عاتق الشعب الفلسطيني”.
إقصاء النساء عن المشاركة في صنع القرارات
ومن بين المتحدثات، الصحفية والناشطة من قطاع غزة، نور السوريكي، التي تحدثت عن استثناء النساء من معظم المشاركة في الحياة السياسية، وخاصة مع غياب عملية ديمقراطية في السنوات الأخيرة على حدّ تعبيرها، مما أثر بشكل مباشر على جهود المرأة التي بُذلت في السنوات الماضية.
وقالت إن المرأة استثنيت من المشاركة في الكثير من اللجان التي تشكلت لصنع القرارات، مثل لجنة الاستجابة لجائحة كوفيد-19، ولجنة إعادة إعمار غزة، وجهود المصالحة الفلسطينية.
وقالت: “نحن جزء من هذا المجتمع، ولكن لا نؤخذ على محمل الجد في هذا الجزء”.
وترى نور ضوءا في نهاية النفق مع قدوم الانتخابات، إذ تشير إلى أن المرأة ترى فرصة في هذه الانتخابات لتحقيق التغيير: “يجب المشاركة في صنع القرارات وتغيير القوانين والتشريعات والخدمات الصحية والخدمات الاجتماعية وتعزيز المناخ الاقتصادي للنساء”.
ودعت نور السوريكي إلى إعادة تأهيل النظام السياسي ليدعم المنظمات النسائية والمشاركة النسائية ومنظمات المجتمع المدني لتعزيز دور المرأة في رؤية الدولة الفلسطينية.