منظمة الصحة العالمية والكذبة السوداء .. عثرات الجسر الجوي للمرضى اليمنيين
محمد العزيزي
ابتلعت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة مبلغ 4.9 مليون دولار كانت قد جمعتها وخصصتها الأمم المتحدة لمواجهة نفقات الجسر الجوي الطبي الإنساني لعلاج المرضى اليمنيين المصابين بالأمراض المستعصية والذين بلغوا خلال العام ٢٠٢٠م أكثر من ١٢٠ ألف حالة مرضية تحتاج للعلاج خارج اليمن وأن يوما واحدا قد يغير فرصة علاجهم وأسباب نجاتهم وأن كل يوم تأخير لإسعاف المرضى يعتبر جريمة قتل متعمدة لعشرات المرضى الذين ينتظرون فرصة إنقاذ أرواحهم وحياتهم.
وكشفت إحصائية رسمية أن عدد المصابين بالأمراض المستعصية وصلوا خلال العام الماضي ٢٠٢٠م إلى نحو ١٢٠ ألف مريض جميعهم مسجلون في قوائم الحاجة العاجلة إلى السفر للعلاج في الخارج ضمن الجسر الجوي الطبي الذي أعلنت عنه منظمة الصحة العالمية حيث تم في الجسر الجوي الطبي تسجيل أكثر من ٣٢ ألف حالة مصابة بأمراض خطيرة ويحتاجون إلى تدخلات علاجية وجراحية سريعة كجراحة القلب وزراعة الكلى والكبد و الأورام السرطانية الخطيرة والتشوهات الخلقية وغيرها ..وأكدت اللجنة الطبية العليا التابعة لوزارة الصحة العامة والسكان صنعاء أنه تم التأكد من وفاة ٨٠ حالة كانت مسجلة ضمن الجسر الجوي الطبي الإنساني خلال العام الماضي ٢٠٢٠م.
وبينت الإحصائيات أن الموازنة المالية التي خصصتها الأمم المتحدة لمنظمتها العالمية للصحة لمواجهة نفقات الجسر الجوي الطبي الإنساني قدرت بمبلغ 4.9 مليون دولار، حيث لم يحصل على العلاج خارج اليمن عبر الجسر الجوي سوى ٢٨ حالة مرضية وفق الكشوفات التي لدى اللجنة الطبية العليا وتم علاجهم في المملكة الأردنية عبر وسيط المنظمة العالمية للصحة في الأردن ( sos) العالمية.
وأكد المختصون في اللجنة الطبية العليا بصنعاء أن الموازنة المالية التي خصصتها الأمم المتحدة لمنظمتها العالمية للصحة كان من الممكن الاستفادة منها في إنشاء و تجهيز مركز متخصص لعلاج أحد هذه الأمراض، أو علاج ما يقارب ١٠٠ حالة زراعة كبد أو ٣٠٠ حالة زراعة كلى، وأشارت إلى أن هذه الموازنة كان بمقدور منظمة الصحة العالمية تجهيز مركز متخصص لعلاج الأورام السرطانية بالأجهزة الحديثة لمعالجة جميع حالات الأورام السرطانية في البلاد أو داخل اليمن.
وتؤكد التقارير الإحصاية أن منظمة الصحة العالمية أعلنت في بيان لها في شهر سبتمبر ٢٠١٨ م عن إنشاء مشروع الجسر الجوي الطبي الإنساني من قبل الأمم المتحدة و عبر منظمتها لم يدم هذا الإعلان سوى شهر وتم إبلاغ اللجنة الطبية العليا اليمنية في أكتوبر بتوقف الجسر الجوي الطبي وفي شهر ديسمبر من العام نفسه أبلغت اللجنة باستئناف مشروع الجسر الجوي الطبي وتم طلب تحديث ملفات المرضى و التواصل معهم .
ولفت التقرير أنه في شهر مايو ٢٠١٩م تم تسليم المنظمة ١٤٤ حالة وبعد عدة اجتماعات قامت اللجنة بتجهيز ٥٦ حالة مرضية لم يتم تسير رحلة هؤلاء المرضى ، ورغم تلك الوعود وقدوم المرضى من كل محافظات الجمهورية وبقاء ٣٠ مريضا في فندق سبأ بصنعاء بعد إلغاء الرحلة و عودة بقية المرضى إلى منازلهم .
أقلعت أول رحلة من صنعاء إلى عمان في ٣ فبراير ٢٠٢٠م وعلى متنها سبعة مرضى وفي ٨ من ذات الشهر غادرت الرحلة الثانية من صنعاء إلى عمان وعلى متنها ٢٢ مريضاً مع مرافقيهم ، وبعد ذلك وبحسب تلك التقارير تسلمت منظمة الصحة العالمية كشوفات ١٠٠ حالة في مارس من نفس العام و من بعد مارس ٢٠٢٠م لم تقدم منظمة الصحة العالمية سوى الوعود الكاذبة ، والكذب الأسود وتعثر هذا المشروع الجسر الجوي الطبي الإنساني حتى يومنا هذا ، ليبقى اليمنيون المصابون بالأمراض المستعصية يعانون و يطحنهم المرض والمنظمة العالمية تتجاهل أنينهم ولا تحرك ساكنا .