إدانات أوروبية للانتهاكات التي يتعرض لها أطفال اليمن
أدانت كل من بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، وسفارة سويسرا في بلادنا، أمس الأربعاء، الانتهاكات التي يتعرض لها أطفال اليمن؛ نتيجة النزاع المسلح الدائر في البلاد.
جاء ذلك خلال الاجتماع الفني الثاني الذي عقد بين البعثة الأوروبية والسفارة السويسرية في العاصمة الأردنية عمَّان، وهو الاجتماع الخاص بمجموعة أصدقاء اليمن؛ لمناهضة إشراك الأطفال في النزاع المسلح.
وأشارت البعثتان، في بيانٍ صادر عن الاجتماع إلى أن عام 2020، شهد زيادة مُقلقة في أعداد الجنود الأطفال في مختلف أنحاء البلاد.
ولفت إلى أن الحالات التي تم التحقق منها، استطاعت الخروج إلى العلن رغم شحة الإبلاغ عنها على نحو كبير؛ بسبب الخوف من الانتقام.
وأضاف البيان إلى أن العام الماضي هوجمت مدارس ومستشفيات واستخدمت لأغراض عسكرية، في عام اتسم بتفشي وباء عالمي، تأثر فيه بشكل خطير عمليات الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم الآمن.
وأكد الاتحاد والأوروبي وسويسرا أن ذلك لا يمثل انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي فحسب، بل ويعتبر عملاً يزدري حياة الإنسان.
كما عبرا عن امتنانهما للمدافعين الشجعان عن حقوق الإنسان وأفراد المجتمع المدني، الذين تجرأوا وأخرجوا هذه الانتهاكات إلى العلن، موضحين أن هذا العمل “أساسي”؛ لإنصاف الضحايا.
وتضمن البيان الإشارة إلى ما ذكره مكتب الممثل الخاص المعني بالأطفال والنزاع المسلح للأمين العام للأمم المتحدة إلى أنه منذ بداية النزاع حتى سبتمبر 2020، قامت أطراف النزاع بتجنيد 3513 طفل.
كما قُتل 3256 طفل وتشوه 6000 طفل بشكل رئيسي جراء كل من الغارات الجوية والقتال على الأرض.
مؤكدين أن الأطفال في الأغلب هم ضحايا المواد غير المتفجرة، كما تسبب الخوف من الألغام في رحيل مجتمعات ريفية عن مراعيها؛ مما أدى إلى تعريض أمنهم الغذائي للخطر.
ونوه البيان الأوروبي بالآثار طويلة الأمد لهذا النزاع على الأطفال، باعتبارها المأساة الأسوأ في هذه الحرب.
محذرًا من صعوبة اندماج الأطفال والشباب في مجتمعاتهم؛ نتيجة الاضطرابات النفسية اللاحقة للصدمة، والتي لم تُعالج، ويمكن أن تحمل معها عواقب نفسية اجتماعية حتى سن الرشد.
لهذا رأى، البيان المذيل بتوقيع سفيري سويسرا لدى اليمن وعمان، بالز ابلانالب، والاتحاد الأوروبي لدى اليمن هانس جروندبرج، أن الدعم المبكر للأطفال ومجتمعاتهم أمرًا أساسياً لتخفيف الصدمة الباقية.
وتطرق البيان لقضية تجنيد الأطفال تحت وطأة الفقر والاستضعاف الشديدين، فبالنسبة لهؤلاء الأطفال وأسرهم، فإن الانخراط في الحرب يمكن أن يُرى كآلية للتأقلم.
وشدد على إبقاء الأطفال في مدارس آمنة ومراعاة احتياجاتهم، باعتبارها آلية أخرى هامة لمنع تجنيد الأطفال.
وأكد البيان أن الأطفال هم أغلى وأضعف أفراد المجتمع، وفي نهاية المطاف، هم من سيضطلع يومًا ما بمهمة بناء مستقبل اليمن؛ ومن مصلحة الجميع أن يُمنح الأطفال الحق في طفولة آمنة وتعليم ذا جودة، وحمايتهم من أهوال الحرب.
يذكر أن الحرب الدائرة في اليمن منذ ست سنوات؛ نتج عنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب تقارير المنظمات الدولية والأممية، المختصة بالشأن الإنساني.