التواجد الأمريكي في المهرة وبحر العرب يكشف عن مخططات توسعية في اليمن
ربما احتاجت دوائر السياسة الغربية زمناً طويلاً لإعداد ووضع المخططات والمشاريع التوسعية في اليمن، وتهيئة وإعداد وتأهيل دول الجوار الجغرافي لتنفيذ فصلها الأول، إلا أن ما حرصت دول الهيمنة والاستكبار العالمي على إخفائه سرعان ما تكشف واتضحت خفاياه وأبعاده، وأثبتت الوقائع أن مزاعم تحالف العدوان لم تكن سوى غطاء لإخفاء أكبر مؤامرة تستهدف احتلال اليمن وتدمير وتمزيق دولته وكيانه السياسي والجغرافي.
الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، اللتين حرصتا -منذ بدء العدوان على اليمن- على إقناع العالم بأن علاقتهما مع السعودية والإمارات وأطماعهما المرجوة من وراء هذه الحرب العدوانية تتوقف عند حدود تجارة السلاح وتزويد الدولتين المعتديتين باحتياجاتهما من الأسلحة والمعدات والأجهزة العسكرية، لم يلبثا طويلا حتى برزت أطماعهما وأهدافهما الحقيقية التي أثبتت أن السعودية والإمارات لم تكونا سوى ورقتين في لعبة تديرها وتمتلكها أمريكا وبريطانيا.
واشنطن التي وضعت اللمسات الأخيرة لمخطط استهداف اليمن قبل ثلاثة أشهر من بدء العدوان، لم تكتف بمبرر دعم “الشرعية المزعومة” الذي استند عليه ما يسمى بالتحالف العربي، وأوجدت لنفسها مبررها الخاص والمتمثل بمحاربة الإرهاب كمرتكز أساس تستخدمه في الكثير من مناطق العالم، لتبرير تواجدها السياسي والعسكري وتدخلها في الشؤون الداخلية للبلدان والهيمنة على قراراتها السياسية.
مصادر سياسية وعسكرية أكدت في تعليقاتها على تصاعد الحضور السياسي والعسكري الأمريكي، أن التحركات الأمريكية تسير وفق مخطط ومشروع توسعي في اليمن بدأت واشنطن في ترجمته وتحويله إلى واقع على الأرض في محافظة المهرة المحتلة.
وكشفت المصادر عن وجود مخطط أمريكي جديد يستهدف إعادة اليمن إلى حظيرة الهيمنة الأمريكية، مشيرة إلى أن مكافحة الإرهاب ما يزال يمثل الغطاء والمبرر الذي تستخدمه واشنطن للسيطرة على مصدر القرار في حكومة الفار هادي، مؤكدة وصول خبراء أميركيين إلى مدينة عدن المحتلة أوائل فبراير الجاري للشروع في مهمة جديدة تحت عنوان مكافحة الإرهاب، مرجحة وصول المزيد منهم خلال الأيام القادمة.
وأشارت إلى أن قيام السعودية بالاستيلاء على مطار الغيضة وإخلائه من أي سلطة يمنية والبدء بتكديس الأسلحة والمعدات العسكرية فيه، يأتي في اطار المخطط الأمريكي للسيطرة على محافظة المهرة والسواحل الشرقية لليمن، وتحويل المطار إلى قاعدة أمريكية تستخدمها لتنفيذ عملياتها العسكرية.
ولفتت المصادر إلى أن تواجد الخبراء الأمريكيين في مدينة عدن المحتلة وحضورهم العسكري في مطار الغيضة بمحافظة المهرة، يسير في اتجاه تنفيذ برنامج واشنطن الذي يستهدف السيطرة على اليمن ومنطقة القرن الأفريقي واستهداف الخصوم الذين يعارضون مشاريعها التوسعية.
وتصاعدت وتيرة التواجد والحضور الأمريكي في السواحل الشرقية وبحر العرب بعد زيارة السفير الأمريكي إلى محافظة المهرة –في ديسمبر من العام الماضي- والتي حملت الكثير من الدلالات التي تشير إلى أن لدى الأمريكيين سيناريوهات توسعية جديدة تحاكي ما بدأته قبل سنوات عديدة وتسعى تحت غطاء محاربة الإرهاب إلى إيجاد المبررات التي تمنحها مشروعية التدخل وإدارة العديد من الملفات السياسية والعسكرية.
وبحسب مراقبين فإن حديث السفير الأمريكي -خلال الزيارة- عن الإرهاب في أكثر المحافظات اليمنية استقرارا وسلاما اجتماعيا، وإشادته بالنجاحات التي حققتها قوات الأمن المدعومة سعوديا في استهداف الأنشطة الإرهابية للقاعدة في المحافظة يأتي في إطار تنفيذ المشروع الأمريكي ودعم واشنطن للقوات السعودية ومباركة تواجدها واحتلالها للمهرة.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، كشفت -أواخر العام الماضي- عن مخططات وأهداف أمريكية تقف وراء دعم واشنطن لسيطرة السعودية على محافظة المهرة وسيطرة الإمارات على ارخبيل سقطرى، تتمثل في احتواء النفوذ الصيني في المنطقة، مشيرة إلى أن حرص واشنطن على إيجاد تفاهمات بين دول الخليج وإسرائيل، يأتي في إطار مخططها لخلق تحالف أمني بحري، يستهدف السيطرة على ممرات التجارة الدولية في البحر العربي ومدخل الخليج، ومضيق باب المندب
يشار إلى أن قوات البحرية الأمريكية أعلنت –الأسبوع الماضي- تنفيذها عملية عسكرية في سواحل اليمن الشرقية المحاذية لمحافظة المهرة وذلك لوقف عملية تهريب مخدرات، حسب زعمها، مشيرة إلى أن الأسطول الخامس الأمريكي –الذي يدعم القوات البحرية المشتركة- اعترض شحنة مخدرات “هيروين” تزن أكثر من (275 كجم) وتبلغ قيمتها 2.8 مليون دولار كانت على قارب شراعي شمال بحر العرب.