واشنطن بوست: هل يستطيع بايدن مساعدة اليمن أم أن الحقائق على الأرض ليست في صالحه؟
Share
هل يستطيع الرئيس جوزيف بايدن مساعدة اليمن؟ يجيب المعلق في صحيفة “واشنطن بوست” إيشان ثارور قائلا إن دولة وحيدة في الشرق الأوسط برزت وبشكل واضح في رفض الرئيس الأمريكي لإرث سلفه.
وأشار الكاتب إلى إعلانات الإدارة فيما نظر إليها على أنها تصحيح ولو رمزي لسياسة الولايات المتحدة تجاه اليمن، الأسبوع الماضي أعلن بايدن عن وقف الدعم العسكري الأمريكي للحملة التي تقودها السعودية هناك، بما في ذلك تعليق عدد من صفقات الأسلحة الكبرى. وفي اليوم التالي أبلغت وزارة الخارجية الكونغرس أنها ستزيل حركة التمرد الحوثية من قائمة الجماعات الإرهابية مما يعني إلغاء قرار اتخذته إدارة دونالد ترامب في أيامها الأخيرة.
ويعلق الكاتب أن الحوثيين لا يزالون يسيطرون على مساحات واسعة من اليمن رغم سنوات من القصف الجوي والمعارك البرية التي خاضتها السعودية والجماعات المتحالفة معها. وربط التحالف السعودي بوفاة آلاف من المدنيين، وأدت الحرب إلى الجوع والمرض وكارثة إنسانية مستمرة. ورفض ترامب الدعوات المستمرة لقطع الدعم العسكري عن السعودية والإمارات، الثنائي العربي الذي كان يدفع بالحرب واللتين بنى ترامب استراتيجيته الإقليمية عليهما. ويعكس تحرك بايدن رغبة إدارته بإخراج أمريكا من تلك العلاقة.
وقالت مديرة منظمة أوكسفام آبي ماكسمان: “قامت الولايات المتحدة ولستة أعوام بتغذية النزاع في اليمن والذي فتح المجال لأسوأ كارثة إنسانية في العالم تركت ملايين اليمنيين العاديين على حافة الجوع”. وأضافت أن “السياسة الأمريكية في اليمن منحت وبطريقة خاطئة الأولوية لتقوية التحالفات مع القوى الخليجية على حساب رفاه وحقوق المجتمعات الأكثر حاجة في اليمن”. وعانت هذه المجتمعات بسبب انهيار الدولة الاقتصادي والسياسي والنقص في الطعام والدواء والمواد الأساسية. وتعتمد غالبية السكان للحصول على الطعام على المنظمات الدولية.
عملية تخريب من ترامب
وقال بعض المحللين إن بايدن يضيع ورقة تأثير عندما يشطب الحوثيين عن قائمة الجماعات الإرهابية، لكن آخرين يرون أن التصنيف كان عملية “تخريب” من إدارة ترامب وتحركا كان يقصد منه التأثير على عمليات الإغاثة في المناطق التابعة للحوثيين.
وقال محمد عبدي، مدير برنامج اليمن في المجلس النرويجي للاجئين، إن لدى إدارة بايدن فرصة تاريخية لتغيير دور الولايات المتحدة في اليمن من تاجر سلاح تحت الإدارة السابقة لصانعة سلام.
وتابع إن واشنطن لديها الآن فرصة لتعبئة العالم والدفع باتجاه وقف إطلاق شامل للنار والضغط على الأطراف المشاركة في النزاع العودة إلى طاولة المفاوضات. وفي الوقت الذي ينظر فيه لوقف الدعم العسكري في اليمن كرسالة للسعوديين إلا أنه لا يعني الكثير من الناحية العملية.
وكتب أوليفير نوكس في ديلي 2020 أن الدعم الأمريكي في ذروة الحرب اشتمل على تقديم المعلومات الأمنية وكذا مبيعات السلاح بمليارات الدولارات وعمليات تزويد الوقود في الجو مما منح الفرصة للقيام بحملات جوية عميقة في اليمن.
المهمة الأصعب
الآن يواجه بايدن المهمة الأصعب وهي تحقيق السلام، فقد نظرت واشنطن إلى الحرب في أثناء فترة ترامب وباراك أوباما عبر منظور التنافس السعودي- الإيراني، دعمت فيه الرياض حكومة ضعيفة، أما الادعاء بأن طهران زودت الحوثيين بالسلاح، فهو ادعاء سطحي لأن الحوثيين هم أكثر استقلالا عن إيران من الجماعات الوكيلة لها في العراق ولبنان. كما أن السعودية والإمارات وجدتا نفسيهما وسط تنافس الميليشيات المسلحة التابعة لهما. فقد مزقت الحروب بينها الدولة اليمنية بدون أن يكون لأي طرف القدرة على إعلان النصر الشامل.
ووصل المبعوث الأممي مارتن غريفيثس إلى طهران أمس الأحد في محاولة منه لتأمين وقف إطلاق النار لكن الحقائق على الأرض قد لا تكون في صالحه أو صالح بايدن.
وفي مقال لأنيل شيلاين من معهد كوينسي قالت” قبول الأطراف المتصارعة بدور أمريكي كوسيط محايد في ظل ما تركه الدعم الأمريكي للسعوديين من آثار على اليمنيين. فصفقات الأسلحة التي بيعت إلى الرياض كانت وراء قتل آلاف المدنيين. وتحفل جدران صنعاء ومدن اليمن الأخرى بالصور والشعارات التي تصور الطائرات والقنابل الأمريكية التي قتلت المدنيين.