المنظمات الدولية لا تلتفت إليهم: السرطان يوصد أبواب الحياة أمام أطفال الحديدة
تقرير/ غمدان أبوعلي
مضى عامان على ظهور نتائج الفحوصات التشخيصية، التي تفيد إصابة الطفل “ماجد ” بمرض السرطان، ليبدأ حينها رحلة المعاناة مع هذا المرض ،الذي لم يستجيب لكل الأدوية التي وصفها له الأطباء.
انتقل ماجد ( 12 عاماً ) بصحبة والده إلى مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية بمدينة الحديدة ،لتلقي العلاج المخصص للمرض ( جرع كيميائي) ،بعد أن استسلم والده لنتائج الفحوصات ،التي أجراها في عدة مستشفيات، من أجل أن يطمئن أكثر ويتأكد من إصابة طفله بالمرض.
يقول والد ماجد “لم يكن أمامي سوى الرضى بأمر الله في ما أصاب ولدي، وها نحن نتردد على مركز الأمل لعلاج الأورام من أجل العلاج ، معاناة طفلي تتفاقم يوماً بعد آخر ،بسبب المرض وبسبب الفقر الذي نعيشه ،ظروفنا صعبة فأنا أصبحت لا أمارس أي عمل إلا نادراً بسبب تفرغي لعلاج طفلي ، ولولا مساعدة أهل الخير لنا لكانت معاناتنا أشد” .
وعلى السرير المقابل يستلقي الطفل “أكرم” وهو الآخر مصاب بورم في قدمه يعاني من آلام هذا المرض ،حيث يقول ” أنا مصاب منذ عدة سنوات وتفاقمت معاناتي كثيراً ، كنت ارغب بالسفر إلى الخارج لتلقي العلاج ، لكن بسبب الحصار ، أصبح السفر مكلفاً ويحتاج إلى مبلغ مالي كبير، أتمنى أن ينتهي العدوان والحصار على بلادنا ، من أجل ان نستطيع السفر وتتوفر الأدوية المناسبة لعلاج مرضى السرطان .
العدوان يفاقم معاناة المرضى
منذ بداية العدوان على اليمن، تفاقمت معاناة مرضى السرطان، حيث انعدمت الكثير من الأدوية الخاصة بالمرضى، كما أن المواجهات أدت إلى إغلاق الطرق الرئيسية ،مما جعل الكثير منهم يسافرون في طرق فرعية بعيدة ،من اجل الوصول إلى مركز الأمل لعلاج الأورام من اجل تلقي العلاج.
وفي الحديدة بلغ عدد المرضى ،المسجلين بالمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان 6300 مريض ،حتى العام 2020م ، جميعهم يتلقون العلاج بمركز الأمل لعلاج الأورام إذ يتردد يومياً ما يقارب 70 حالة ، بحسب ما ذكره مدير المؤسسة الوطنية بالحديدة عبدالله خلوف، في حفل تدشين حملة سأبدأ عامي بخير، بداية العام الجاري والتي تهدف إلى جمع تبرعات للمرضى من رجال المال والأعمال وأهل الخير ..
ويضيف مدير المؤسسة “: إن المرضى تفاقمت معاناتهم، وأكثرهم من الأسر الفقيرة، ونحن بالمؤسسة نواجه معوقات كثيره ،ولكن نقوم جاهدين بتوفير ما نستطيع توفيره من الأدوية، من اجل التخفيف من معاناة المرضى، الذين يترددون على المؤسسة من الحديدة ومحافظات حجه والمحويت وريمة ووصابين التابعة لمحافظة ذمار .
يوم عالمي لمكافحة السرطان
ويأتي اليوم العالمي لمكافحة السرطان 4 فبراير 2021م ، في ظل استمرار الحرب والحصار على اليمن ،منذ أكثر من ستة أعوام، وهو ما فاقم من معاناة مرضى السرطان بالحديدة ، وتسبب في وفاة الكثير منهم بسبب عجزهم عن الوصول للمراكز العلاجية أو السفر إلى الخارج لتلقي العلاج.
وأعتبر وكيل وزارة الصحة العامة والسكان، الدكتور نجيب القباطي، اليوم العالمي للسرطان، فرصة للتذكير بما تعانيه شريحة كبيرة من المجتمع من مرض يتهدد حياتها كل يوم، وأوضح في كلمة القاها يوم 3 فبراير 2021م في فعالية نظّمها صندوق مكافحة السرطان بصنعاء بمناسبة اليوم العالمي للسرطان “أن مرضى السرطان يحتلون أولوية لدى الوزارة، وسيتم تقديم الدعم والمساندة لهم وتوفير احتياجاتهم من المستلزمات والمعدات والأدوية .. مبيناً أن عدد مرضى السرطان وصل إلى 71 ألف خلال سنوات الحرب نتيجة استخدام التحالف للأسلحة المحرمة دولياً، وذكر أن هناك تسعة آلاف حالة من السرطان تضاف سنوياً، وما نسبته 15 % بين الأطفال، و12 ألف حالة وفاة في اليمن.. لافتاً إلى ما يعانيه مرضى السرطان في ظل استمرار الحصار الذي منع دخول الأدوية والأجهزة والمعدات الخاصة بمرض السرطان، وكذا استمرار إغلاق مطار صنعاء الذي منع كثيراً من المرضى السفر للعلاج في الخارج، ولفت الدكتور القباطي إلى الجهود التي تبذلها وزارة الصحة لتخفيف معاناة مرضى السرطان من خلال توفير الأدوية والأجهزة والمعدات وغيرها.
وبحسب تقرير منظمة الصحة العالمية، نشرته في 25 فبراير 2020م فإن مرضى السرطان في اليمن، لا يخضعون للتشخيص إلا في مراحل متأخرة لا يكون العلاج الشافي خيارا متاحا أمامهم بعد ذلك.
وأشارت المنظمة إلى أن نسبة سرطان الثدي تمثل 25 % من أنواع السرطانات التي تصيب نساء اليمن.
وأضافت المنظمة في تقريرها إنه “في بلد يعاني من تدهور حاد وغير مسبوق في الوضع الاقتصادي والإنساني جراء الصراع المستمر، تمثل نسبة سرطان الثدي 25 %”.
وأكدت أنه في ظل غياب فرص التشخيص المبكر، فإن المرضى لا يخضعون للتشخيص إلا في مراحل متأخرة.
وحذرت المنظمة من وفاة المصابين بالسرطان إن لم يتوفر التمويل اللازم لعلاجهم. وأوضحت أن الكثير من اليمنيين لا يستطيعون تحمل تكاليف العلاج ويضطرون للبقاء في منازلهم دون علاج في انتظار الموت الذي قد يوقف آلامهم.
مركز وحيد للعلاج
ويعد مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية هو الوحيد بالحديدة الذي يقدم خدماته لمرضى الأورام، ومع انعدام الدعم للمركز، أصبح يقدم خدماته بحسب الإمكانيات المتاحة لدية ، بفضل الدعم المجتمعي الذي يتلقاه من المؤسسات الخيرية ورجال المال والأعمال حيث تلقى في 28 ديسمبر من 2020م 10 آلاف قرص من علاج مرض سرطان الدم (glivec400mg) مساعدة من مؤسسة يمان للتنمية الصحية والاجتماعية كما تلقى في 10 يناير 2021م (13)صنفاً من الأدوية تقدر قيمتها بأكثر من (10)ملايين ريال مقدمة من مجموعة ثابت الخيرية إضافة إلى مساعدات مالية تم جمعها عبر حملة «سأبدأ عامي بخير» .