صندوق مكافحة السرطان.. سباق مع الزمن لرعاية آلاف المرضى وتخفيف معاناتهم بإمكانيات محدودة

 إبراهيم الأشموري

يخوض صندوق مكافحة السرطان في اليمن سباقا مع الزمن في تقديم خدماته للمرضى الذين تزايد إعدادهم بصورة كبيرة خلال السنوات الماضية بفعل الظروف التي تعيشها البلد والتداعيات الناجمة عن الحرب المتواصلة منذ ست سنوات.
هذه الصعوبات المتفاقمة لم تقف سدا أمام الصندوق الذي ظل يقدم خدماته المميزة لأكثر من 2700 مريض بالإضافة إلى عمله الدؤوب لتوسيع نطاق خدماته الطبية لتشمل مناطق جديدة كما تتضمن خطة العام الجاري خطوات طموحة لتعزيز الخدمة المقدمة لمرضى السرطان ومنها شراء وتركيب جهاز “المعجل الخطى ” الذي تبلغ تكلفته اكثر من ثلاثة ملايين دولار.
وبمناسبة اليوم العالمي للسرطان الذي يعتبر تظاهرة سنوية ينظمها الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان بهدف رفع الوعي العالمي من مخاطر مرض السرطان، وذلك عبر الوقاية وطرق الكشف المبكر للمرض والعلاج. وباعتبار السرطان من أكبر المشكلات الصحية التي تواجه العالم، والسبب الأول للوفاة على الصعيد العالمي.. نسلط الضوء هنا على واقع مرضى السرطان في اليمن من خلال مسؤولي صندوق مكافحة السرطان والذين أكدوا أن هناك توجهات لتوسيع نشاط الصندوق وزيادة موارده للتناسب مع طبيعة المهام الكبيرة الملقاة على عاتقه في ظل ازدياد نسبة الإصابات في صفوف السكان والتي تعد من بين أكثر النسب على المستوى العالمي.
مرضى السرطان في اليمن
حتى العام 2014 كانت اليمن تعتبر من أكثر دول العالم إصابة بأورام السرطان قياساً بعدد السكان، حيث كانت اليمن تسجل 20 ألف إصابة سرطان سنوياً، بينما كان يموت في اليمن خلال نفس الفترة 11 ألف شخص سنوياً من المصابين بمرض السرطان.
ومنذ بداية العدوان على اليمن في مارس 2015 أخذت أعداد المصابين بالأورام السرطانية تسجل ارتفاعاً مهولاً في اليمن، يفوق معدلات الزيادة الافتراضية في الظروف الطبيعية، حيث تضاعفت أعداد المصابين بنسبة 100% خلال أربعة أعوام فقط.
وأعلن وزير الصحة في حكومة الإنقاذ طه المتوكل عن تسجيل 40 ألف إصابة سنوياً بأمراض السرطان، يموت منهم 20 ألف شخص كل عام، أي أن هناك 80 ألف إنسان لاقوا حتفهم بسبب تفشي السرطان منذ بداية الحصار.
ويتوقع أن تسجل أعداد مرضى السرطان زيادة أكبر مع مرور الوقت في ظل الحصار.
وقد زادت معاناة المرضى، بسبب انعدام الأدوية الناجم عن الحصار، وإصرار دول تحالف العدوان على منع الدخال القطع اللازمة لصيانة الأجهزة في المركز الوطني لعلاج السرطان في صنعاء وبالتالي ما فتئ تحالف العدوان يتفنن في صناعة الموت ..
جهود متواصلة
ويقول مسؤولو الصندوق بأن عدد المرضى المستفيدين من صندوق مكافحة السرطان بلغ 2750 مريضا منذ يناير 2019 وحتى منتصف سبتمبر من العام المنصرم2020م.
ويؤكد رئيس مجلس الإدارة ـ الرئيس التنفيذي للصندوق الدكتور عبدالسلام المداني، أن المركز قدم الأدوية مجاناً لأكثر من 1602 مريض، إلى جانب حصول 1137 مريضاً على خدمة جلسات العلاج الإشعاعي، واستفادة 11 حالة من خدمة التخطيط الإشعاعي والفحوصات الطبية خلال الفترة ذاتها.
ويضيف الدكتور المداني أن عدد مرضى السرطان بلغ أكثر من 70 ألف مريض، وأن العدد في تزايد مستمر، حيث سجل المركز الوطني لعلاج الأورام ما يقارب 12 ألف حالة جديدة من مختلف الفيات خلال العام 2019م.
وأشار الدكتور المداني إلى أنه لا توجد إحصائية دقيقة بعدد مرضى السرطان في بلادنا، بسبب سيطرة الاحتلال على المحافظات الجنوبية، بالإضافة إلى صعوبة تنقل المرضى من مختلف المناطق للحصول على الخدمات العلاجية في المركز الوطني، بسبب الأوضاع المعيشية وتكاليف السفر الباهظة للكثير منهم.
مشددا على أهمية إنشاء السجل الوطني الموحد لمرضي الأورام، الذي من المؤمل أن يكون في بعض المباني المجاورة للصندوق، بعد الاتفاق على نقل المختبر المركزي التابع للأشغال، وخصم 200 مليون من حساب مركز الأورام لصالح المختبر، ليكون مركز مستقل مالياً وإدارياً، ليكون حلقة وصل مع كافة المستشفيات والمختبرات، بهدف الحصول على إحصائيات وبيانات دقيقة لمرضي الأورام في اليمن، والصندوق على استعداد لتجهيز ذلك.
مبينا أن صندوق مكافحة السرطان، قدم أكثر من 13 مليون ريال، بداية لدعم إنشاء وحدة علاج الأورام في محافظة صعدة، ومخاطبة المعنيين في حجة وعمران وذمار، لإنزال المناقصات الخاصة بتوفير احتياجات الوحدات المتخصصة بأورام السرطان، وتمويلها من الصندوق.
وأفاد الدكتور المداني، أن خطة الصندوق تهدف إلى إنشاء وتجهيز مركزين متكاملين لعلاج الأورام في مدينتي إب والحديدة، بتكلفة تزيد عن20 مليون دولار خلال 2025م.
مشاريع مستقبلية
وعلى الرغم من الصعوبات الناجمة عن العدوان وتداعياته الكارثية على كل مناحي الحياة في اليمن فان صندوق مكافحة مرض السرطان يعد لمشاريع كبيرة وواعدة ويقول الدكتور المداني أن الصندوق بصدد شراء جهاز المعجل الخطي البالغة تكلفته أكثر من 3 ملايين دولار، الذي سيتم تركيبه ودخوله الخدمة خلال العام الجاري2021م، وفق معايير ومواصفات دولية دقيقة، بعد أخذ استشارات متعددة من الإخوة في لبنان ومصر والمغرب، فيما يخص التركيب حتى لا نقع في الأخطاء التي وقعت بها بعض الدول، فيما يخص تصاميم الغرف الخاصة بالجهاز وتركيبه الذي يكلف مبالغ طائلة تصل إلى 500 ألف دولار.
ولفت الرئيس التنفيذي لصندوق مكافحة السرطان إلى أن الصندوق بصدد توسيع موارده من خلال تعديل القانون، لتشمل كافة الجهات المتسببة بانتشار الأورام، بما يمكن الصندوق من تحقيق خطته القادمة، منوها بأن دور رجال المال والأعمال ضئيل جدا، لا يكاد يذكر في دعم صندوق مكافحة السرطان.

قد يعجبك ايضا