ضحايا الفشل الكلوي في اليمن لا بواكي لهم
مركز البحوث والمعلومات : زيد المحبشي
مرضى الفشل الكلوي هم الأكثر معاناة في اليمن، حقيقةٌ لا تُخطِئُها العين، انهم يدفعون ثمن هذه الحرب الظالمة على بلادنا للسنة السابعة على التوالي، في ظل غياب تام للمنظمات العالمية العاملة في المجال الإنساني، وصمت مخجل لضمير العالم والإنسانية، وإذا حضرت كان الموت رفيقها الى اليمنيين، وتتحدث تقارير المشافي اليمنية عن موت الكثير من مرض الفشل الكلوي بسبب تناولهم أدوية مغشوشة قدمتها المنظمات الأممية بلا خجل ولا وازع من ضمير، ولسان حالها يقول لليمنيين: من لم يمت بصواريخ وقذائف وحمم تحالف العاصفة، فأدويتنا كفيلة بتحقيق ما عجزت عنه ترسانة الموت العبرية.
الإصابات:
10 آلاف مريض بالفشل الكلوي في اليمن، و40 ألف يمني مصاب بأمراض الكلى الأخرى، بحسب تقارير رسمية تحدثت عنها قناة الجزيرة القطرية بتاريخ 28 نوفمبر 2020، وسجلت إحصائيات شبه رسمية نُشِرت في أبريل 2019 نحو 8000 مصاب بالفشل الكلوي، وبلغ عدد المصابين في 2018 نحو 7800 مريض، وفي العام 2017 نحو 6800 مريض.
وكشف رئيس قسم أمراض وزراعة الكلى بمستشفَى الثورة العام بصنعاء الدكتور “مجاهد البطاحي”، في أبريل 2018، أن الحالات المصابة بالفشل الكلوي الحاد تُقّدر بنحو 30 – 50 حالة حادة بجميع المراكز، والمرضى تحت الغسيل الدموي 25 ألف مريض، والمرضى المرشحون 40 ألف مريض، وهم مرضى الضغط والسكري ومرضى المناعية مثل الذيبة الحمراء ومرضى كبيبات الكلى وإفراز البروتين في البول والتكيسات الكلوية، ..، ومرضى تحت العلاجات التحفظية، لم يستطيعوا الحصول على العلاجات الأصلية، ما أدى إلى دخولهم في الفشل الكلوي بسرعة.
ويستقبل مركز الغسيل الكلوي التابع لمستشفى الثورة بصنعاء كنموذج بسيط لحجم الكارثة 5 – 6 حالات مرضية جديدة يومياً.
وكان العام 2018 الأكثر سوداوية بالنسبة لضحايا الأمراض الكلوية، حيث تحدثت الإحصائيات عن حاجة 2200 مريض من زارعي الكلى إلى العلاج اللازم للبقاء على قيد الحياة، و7800 مريض بالفشل الكلوي الى غسيل دوري في وقت محدد، بإجمالي احتياج سنوي 700 ألف جلسة غسيل، بينما وصلت نسبة العجز في مراكز الغسيل الى 50 %، وتوقف الخدمات الصحية في 54 % من المنشآت الطبية، ما اضطر العديد من المشافي الحكومية الى خفض أو إغلاق بعض أقسامها نتيجة النقص الحاد في الإمدادات الطبية، خصوصاً فيما يتعلق بالأمراض المزمنة وعلى رأسها مرضى الفشل الكلوي.
وشهد العام 2018 أيضاً، إغلاق 4 مراكز غسيل كلوي من أصل 32 مركزاً في اليمن، واستمرار 28 مركزاً فقط في تقديم خدماتها في مختلف ارجاء اليمن، وهذه المراكز تعاني نقصاً حاداً في المعدات واللوازم، مع وجود الكثير من الحالات التي تتطلب العلاج في الخارج، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر الدولي، والذي أعلن حينها أن حياة آلاف اليمنيين الذين يعانون من أمراض الكلى في خطر بسبب انعدام الأدوية وتهالك معدات الغسيل الكلوي.
وتحدث الإحصائيات شبه الرسمية في أبريل 2019 عن توقف 32 مركز للغسيل الكلوي كلياً بسبب انعدام المشتقات النفطية، نتيجة احتجاز العدوان سفن المشتقات في عرض البحر، ما أدى الى تفاقم الحالات المرضية وارتفاع عدد الوفيات في أوساط المصابين بالفشل الكلوي.
28 مركزاً للغسيل الكلوي لا زالت تعمل، بها 400 جهاز للغسيل فقط، تتواجد في محافظات معينة، رغم وجود حاجة مُلحة لتوافر 70 مركزاً على الأقل لمواجهة الازدياد المضطرد في عدد الإصابات، وضرورة توفير ألف جهاز للغسيل الكلوي بحسب رئيس مؤسسة الشفقة لرعاية مرضى الفشل الكلوي، “واثق القرشي” في حديث له مع موقع الجزيرة نت بتاريخ 26 نوفمبر 2020، كما أن هناك مواد وأجهزة رديئة، تُستخدم في جلسات غسيل الكلى، كانت نتائجها سيئة، وراح ضحيتها المئات من المرضى.
وسجلت سنوات العدوان ارتفاع كبير في عدد الإصابة بالفشل الكلوي في أوساط الأطفال، نتيجة تعرُّضهم للخوف أثناء سماعهم للانفجارات الشديدة التي تسببها غاراتُ العدوان على مختلف المحافظات اليمنية.
الوفيات:
يعيش مرضى الفشل الكلوي في أصعب الحالات، فالكارثة كبيرة وفقاً للدكتور “راجح الحصن” – أحد العاملين في وحدة الغسيل الكلوي بمستشفى الثورة العام بصنعاء، لأن عدد كبير منهم بالكاد يقوون على التنفس، وذلك من فرط السموم الزائدة في الدم، وآخرون يدخُلون في غيبوبة بين الفَينة والأُخرى، فيتم نقلُهم إلى العناية المركزة الممتلئة أصلاً بالمرضى الوافدين إليها من جميع الأقسام، وفي حالة عدمِ توفّر السرير فإن المريضَ يفارِقُ الحياةَ.
وسجلت المشافي اليمنية وفاة 1500 مريض من مرضى الفشل الكلوي خلال الفترة مارس 2015 – يونيو 2018، بسبب عدم الوصول إلى مراكز الغسيل الكلوي بسهولة، وانقطاع الكهرباء، مما أثر على العلاج.
وكشف رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن “الكسندر فيت” في مؤتمر صحافي بصنعاء نهاية ديسمبر 2018 عن وفاة 25 % من مرضى الفشل الكلوي في اليمن سنوياً، أي بواقع 1 من كل 4، نتيجة نقص أو غياب الرعاية الصحية:
“هناك حاجة عاجلة لتوفير الرعاية الصحية، للتيقن من أن معدل الوفيات لن يرتفع أكثر بالنسبة لمرضى الفشل الكلوي،..، نجاة الألاف من المرضى تعتمد على الوصول إلى علاج يتمثل في غسيل الكلى من دون انقطاع”.
وأكدت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها عام 2018 أن 5200 مريض بالفشل الكلوي في اليمن معرضون للموت، بسبب نقص إمدادات غسيل الكلى، التي لا تكفي لتوفير 700 ألف جلسة غسيل مطلوبة سنوياً.
وكان المعدل اليومي لوفيات مرضى الفشل الكلوي في اليمن خلال العام 2017 ما بين 2 – 3 يومياً، نتيجة انعدام محاليل الغسيل الكلوي وقساطر المرضى، والأجهزة المستخدمة للغسيل.
زراعة الكلى:
كشف مستشار وزير الصحة لشؤون أمراض الكلى الدكتور “نجيب ابو أصبع” في تصريحٍ لوكالة الصحافة اليمنية بتاريخ 28 نوفمبر 2017 عن إجراء 244 عملية مجانية لزراعة الكلى في أوقات سابقة، وتحدث في سبتمبر 2020 عن تمكن برنامج زراعة الكلى خلال ستة أشهر من إجراء 12 عملية زراعية للكلى.
مؤكداً تمكن 3 آلاف مريض يمني من زراعة الكلى، منها 258 عملية زراعة في مركز مستشفى الثورة بصنعاء، إلا أن معظمهم لم يحصلوا على الأدوية المجانية التي كانت تُصرف عبر وزارة الصحة، نظراً لصعوبة الحصول عليها من الشركات الأصلية، ما أدى إلى وفاة عدد منهم.
ويوجد بالمركز 528 مريض، يتداولون على 32 جهاز، بواقع جلستين إلى ثلاث جلسات اسبوعياً، بينما الطاقة الاستيعابية الطبيعية للمركز لا تتجاوز 230 مريض.
وفي سبتمبر 2020 أعلنت منظمة الصحة العالمية عن توفير نحو 110340 جلسة غسيل كلى لأكثر من 4300 مريض، يعانون من الفشل الكلوي المزمن خلال الفترة سبتمبر 2019 – مايو 2020، وأكدت أن مرافق علاج مرضى الفشل الكلوي في اليمن، تعاني نقصاً حاداً في الأدوية والوقود، فضلاً عن نقص الأموال اللازمة لدفع أجور العاملين بانتظام.
وأوضح مسؤول الأمراض غير المعدية بالمنظمة في اليمن، “عبدالوهاب النهمي”، أن “الوصول المحدود لجلسات غسيل الكلى والعلاج يُعرِّض حياة المرضى المستضعفين للخطر، ويؤدي إلى نتائج مُهلكة، ناهيك عن المعاناة التي يمرون بها وأسرهم بسبب نقص العلاج.
وكان برنامج زراعة الكلى قد توقف منذ بداية العدوان العبري على اليمن، وعاود توقفه في العام 2019 بسبب جائحة كورونا، وانعدام المشتقات النفطية.
صعوبات تدق أجراس الخطر:
مرضى الفشل الكلوي في اليمن لا يحصلون على حقوقهم الطبيعية كمرضى بحسب القانون الدولي، بما في ذلك الرعاية النفسية والطبية، وجلسات الغسيل المقررة لهم أسبوعياً، والسبب بحسب رئيس قسم غسيل الكلى بالمستشفى الجمهوري بصنعاء، الدكتور “عادل الهجامي” دخول البلاد في أزمات وحروب، وحتى المساعدات التي تقدمها المنظمات الدولية لا تفي بالغرض.
كما أن انتشار نسبة الفقر والبطالة فاقم من أعداد مرضى الفشل الكلوي بشكل كبير، ووفاة كثير منهم في منازلهم نتيجة وضعهم المعيشي، والنقص الكبير في عدد مراكز الغسيل، وهذا بحد ذاته سبب ضغطاً على مراكز الغسيل في المدن الرئيسة، لكثرة المرضى القادمين من الأرياف والمدن المفتقرة لمراكز الغسيل، كما أن بعض هذه المناطق شهدت حروباً، أدت إلى صعوبة وصول المرضى.
وقالت رئيس بعثة “أطباء بلا حدود” في اليمن “جون بيسيلينك” في تصريحات صحفية عام 2018 أن معظم المرضى المصابين بالفشل الكلويّ لا يملكون القدرة الجسدية أو المالية للتنقّل من أجل الحصول على العلاج، وحتى إذا تمكّنوا من الوصول إلى مركز يوفّر الخدمة، فإنّه من المحتمل أن لا يقدروا على تحمُّل نفقات العلاج.
عدد كبير من المرضى المصابين بالفشل الكلوي، موظّفون حكوميون لم يتقاضوا أجورهم، فتضاءلت فرص تلقّيهم الرعاية الطبية المنقذة للحياة.
وتُصارع المستشفيات لمتابعة عملها، بينما تتعرّض بعضها للغارات الجوية أو القصف المدفعيّ، ما يضطرّها إلى إغلاق أبوابها، ومن بينها مرافق منظّمة أطباء بلا حدود، إنّ الاحتياجات الطبية ضخمة والوضع مزرٍ.
ويضيف ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن الدكتور “نيفيو زاغاريا”: “لا يمكنني تخيل شكل حياة مرضى الفشل الكلوي الذين يحصلون على جلسات الغسيل مرة أو مرتين في الأسبوع، فيما كل ما يحتاجه هؤلاء ٣ جلسات غسيل أسبوعياً”.
أسباب كثيرة أدت الى تفاقم الحالة الصحية لمرضى الفشل الكلوي وتزايد عدد الإصابات والوفيات بشكل مخيف، وكلها نتاج طبيعي للعدوان العبري وحصاره الظالم على بلادنا، وتواطؤ المنظمات الدولية وأدعياء حقوق الإنسان في هذا العالم الأصم، مع ذلك العدوان الجائر:
1 – تهالك أجهزة الغسيل الكلوي وخروج العديد منها عن الخدمة، وعجز الفنيين عن اصلاح العاطل منها بسبب عدم توافر قطع الغيار، وعد سماح العدوان باستيراد قطع الغيار والمواد الخاصة بالغسيل الكلوي.
2 – معاناة مراكز غسيل الكلى من تعثر الميزانية التشغيلية لضمان بقاء أبوابها مفتوحة، لمنع الموت البطيئ لهؤلاء المرضى.
فعلاج غسيل الكلى ليس فقط تحدياً للمرضى، ولكن أيضا لمراكز غسيل الكلى، التي تحتاج إلى تمويل منتظم للاستمرار في عملها.
ورغم نداءات الاستغاثة المحلية المتكررة للمنظمات الدولية، بسرعة الدعم بالمحاليل والمتطلبات الطبية، لمواصلة خدمة المرضى المهددين بالموت، في حال توقفت تلك المرافق، لا يزال التعاطي الأممي مع هذه الكارثة في حدود الوعود والتمنيات والمتاجرة السافرة بمآسي اليمنيين لاستدرار أموال الدول المانحة، دون أن يكون لها أي أثر في واقع اليمنيين.
3 – إغلاق الممرات البحرية والبرية والجوية أمام المرضى المحتاجين لزراعة الكلي، أو العلاج في الخارج، ما أدى الى زيادة العبء على المشافي في الداخل، وخلق كارثة إنْسَانية.
4 – نفاذ أو عدم وجود المحاليل والأدوية الخاصة بالفشل الكلوي ومعدات المحاليل، أو توفر شيئ بسيط منها، وصعوبة شرائها بسبب ثمنها الباهظ، وعدم توافر السيولة نتيجة انقطاع المرتبات.
ويستهلك الفشل الكلوي مبالغ مادية كبيرة، بسبب تكاليف الفحوصات والعلاجات والمواصلات، حتى أن بعض المرضى بلغ مرحلة الفقر بسبب معاناته من تبعات مرضه، وتتراوح قيمة الجلسة الواحدة للغسيل ما بين 80 إلى 100 دولار، ما أدى الى ازدياد التزاحم على مراكز الغسيل الحكومية وطول فترة الانتظار للمرضى أمام تلك المراكز، وطول الانتظار حتى تتوفر الأدوية، ما تسبب في تدهور حالتهم المرضية.
وتعمد العدوان في استهداف مصانع الأدوية بصنعاء وعدد من المحافظات، كانت تنتج أكثر من 80 صنفاً، وتغطي 15 % من احتياجات السوق الدوائية، ما تسبّب في توقفها كلياً، كما منع تدفق الدواء، وفرض ضرائب كبيرة على تجار الأدوية في المناطق اليمنية غير المحتلة، حتى وإن أعلن بعضهم الولاء لعاصفة العدوان، لكن الأدوية المسموح باستيرادها تدخل إلى البلاد بصعوبة، وتباع بأسعار مضاعفة.
وبلغ عدد أصناف الأدوية المفقودة من السوق اليمنية نحو 600 صنف، معظمها أدوية خاصة بالأمراض الهضمية والجلدية والعصبية، وأمراض القلب والسكري والضغط والصرع والحالات النفسية والمضادات الحيوية، والأدوية الخاصة بالجلطات.
وكشف مصدر طبي بوزارة الصحة في صنعاء في تقرير نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية بتاريخ 22 أكتوبر 2018 عن نفاذ الأدوية الخاصة بمرضى زراعة الكلى من مخازن الوزارة، وتهديد المنظمات الدولية اليوم بإيقاف الدعم لتلك الأدوية بسبب عدم إيفاء المانحين بالتزاماتهم المادية، ما يعني مضاعفة معاناة المرضى، والحكم عليهم بالموت البطيئ.
5 – الانقطاع المستمر للكهرباء، مما تسبب في إعطاب وتوقف عدد كبير من الأجهزة الخاصة بالغسيل الكلوي، وتزايد الازدحام على الأجهزة والمراكز التي لا زالت تؤدي رسالتها، وتقلص جلسات الغسيل الكلوي من 6 الى 3 غسلات وفي أحيان كثيرة جلستين اسبوعياً، بعد أن كان المريض قبل العدوان العبري يحصل على 12 جلسة اسبوعياً، وتقلصت ساعات الغسيل من 12 ساعة، الى 6 ساعات.
المحاليل الأممية تقتلنا:
وصلت أزمة مرضى الفشل الكلوي في اليمن ذروتها في العام 2018، ومن يومها بدأت الحقائق تتكشّف حول الدور المشبوه والقذر للمنظمات الأممية، وعدم حياديتها في العدوان على اليمن، ومشاركتها دول التحالف في قتل اليمنيين وتسميم حاضرهم ومستقبلهم بأدوية مغشوشة بل وقاتلة، وبشهادة رئيس قسم غسيل الكلى بالمستشفى الجمهوري بصنعاء، الدكتور “عادل الهجامي” فإن الدعم الذي تحصل عليه مراكز غسيل الكلى من محاليل تكون غير نظيفة ومخالفة للمواصفات والمقاييس، ولا يستفيد منها المريض سوى بنسبة 40 %.
ويؤكد مستشار وزارة الصحة العامة والسكان لشؤون امراض الكلى الدكتور “نجيب أبو اصبع” في تصريح صحفي بتاريخ 24 فبراير 2019، تسجيل مركز الاستصفاء الدموي بمستشفى الثورة العام بصنعاء في العام 2018 عدد من الحالات التي أصيبت بفشل كلوي مزمن تحت التأثير السلبي للأدوية التي قدمتها منظمة الصحة العالمية، ومنها دواء “السكلسبورين”، هندي المنشأ.
رئيس جمعية الرحمة لزارعي الكلى ورعاية مرضى الفشل الكلوي “أمين محرم” في مقابلة صحفية بتاريخ 24 فبراير 2019، هو الأخر لا يستبعد أن تكون المنظمة الأممية قد اتخذت من كلى اليمنيين معامل اختبارات لأدوية مشبوهة: أصبحنا حقل تجارب لمنظمة الصحة العالمية، يعني حصار وعدوان على اليمن بالإضافة إلى حرب العلاجات للقضاء على المرضى.